حضر حفل التخرج شخصيات رسمية وعلماء، وفي الحفل قال الأستاذ الدكتور «صالح باصرة» وزير التعليم العالي والبحث العلمي إن اليمن بحاجة إلى من ينتهجون الوسطية والاعتدال، وإن كلية العلوم الإسلامية والتطبيقية بتعز شكلت إضافة جديدة في مسار التعليم العالي في اليمن. وأضاف الوزير في كلمته بالاحتفال: «إن الكلية تمكنت من ربط العلوم الدينية والدنيوية وانتهجت تدريس العلوم الإسلامية بطريقة وسطية لا غلو فيها وتتفق مع روح الإسلام المعتدلة وقال إن وزارة التعليم العالي تقدر تقديرا عاليا هذه الكلية لأنها تمتلك بنية تحتية متكاملة ولها برامج دراسية واضحة ومستقاة من برامج الأزهر الشريف وان لديها هيئة تدريس متميزة.» مؤكدا أن وزارته سترعى هذه الكلية. وطالب وزير التعليم العالي وزارات التربية والخدمة المدنية والأوقاف استيعاب هؤلاء الخريجين في الوعظ والإرشاد والتدريس وتقوم بتوظيفهم وان تستفيد منهم كمعيدين وواعظين نظراُ للحاجة إلى خريجين وسطيين في ظل وضع عالمي معقد حمل الإسلام تبعات إرهابية. من جهته رحب «حمود الصوفي» محافظ تعز بهذا النوع من الاستثمار في التنمية البشرية وفي نفس الوقت نشكر مجموعة هائل سعيد التي أنجزت هذه المبادرة لترفد المنظومة العلمية في البلاد بالتركيز على العلوم الشرعية والتطبيقية. مشيراً إلى أن مخرجات هذه الكلية سوف تمثل تنقية للمفاهيم الخاطئة التي علقت بالدين الذي يقوم على السماح والتآخي بين الأمم والشعوب بعيدا عن اختلاف الثقافات . وأضاف الصوفي: «إن مخرجات هذه الكلية تعد تحصينا للأجيال من الأفكار الهدامة القائمة على التخريب الذهني.». وكان علي محمد سعيد رئيس مجلس إدارة المجموعة قد ألقى كلمة هنأ فيها الخريجين بيومهم السعيد الذي صنعوا هم فرحته ونسجوا خيوط ابتهاجه بجدهم واجتهادهم متمنياً لهم التوفيق النجاح الدائم في حياتهم العلمية والمهنية دائما وأبدا. وقال رئيس إدارة مجموعة هائل سعيد أنعم وشركاه: «إننا نحتفل اليوم بتخرج الدفعة الأولى من طلبة كلية العلوم الإسلامية والتطبيقية التي تم إنشاؤها عام 2004م من قبل المؤسسة الخيرية لهائل سعيد أنعم وشركاه في إطار نشاطها العلمي واسع المجالات والأنشطة وامتدادا لنشاطها في مجال تحفيظ القرآن الكريم الذي احتفلنا أمس بتخرج الدفعة السادسة عشرة من خريجيه وكرمنا فيه 44 حافظا وحافظة.» وأضاف: «لقد كانت المؤسسة تتابع نشاطها في مجال القرآن الكريم من خلال المدارس وحلقات التحفيظ والمراكز الصيفية والدورات التدريبية وتحقق نتائج كبيرة بفضل الله وتوفيقه عاما بعد عام فشعرنا بحاجة هؤلاء الخريجين وأهل القرآن لبيئة علمية وأكاديمية تمكنهم من متابعة اهتمامهم بالقرآن وعلومه والعلوم الشرعية الأخرى وتوظف قدراتهم ومواهبهم في خدمة المجتمع والمساهمة في التنمية الوطنية الشاملة.» ونوه إلى أن إنشاء هذه الكلية كان وفقا للمعايير الحديثة من حيث البنية التحتية والأكاديمية لها والتزام الوسطية والاعتدال في مناهجها العلمية ونظامها الدراسي لتؤدي رسالتها في خدمة القرآن والسنة وتخريج جيل من الطلاب المتسلحين بالعلوم الشرعية ينشرون رسالة الإسلام السمحة ويؤدون دورهم في إصلاح المجتمع وإرشاد الناس وتعريفهم بدينهم بعيدا عن التحزب والتمذهب والغلو في الدين وكل ما من شأنه تفريق كلمة المسلمين وشق صفوف وحدتهم وتماسكهم. وعبر الدكتور احمد هائل سعيد انعم في تصريح صحفي له عن تفاؤله بالدور الذي ستضطلع به الكلية والإسهامات الكبيرة في خدمة المجتمع والتنمية وأداء رسالتها السامية في الأمة وتسليح المجتمع وأجياله بالعلم المعرفة الصحيحة والمتوازنة القائمة على الاعتدال والوسطية على حد تعبيره. مؤكداً على مواصلة المجموعة للمسيرة بإضافة المزيد من الأنشطة والمشاريع في هذا المجال الحيوي والهام وتطوير ما هو قائم منها حاليا. وقال الدكتور «عبد الكريم العبيدي» عميد الكلية: «لقد كانت الغاية الكبرى من إنشاء الكلية هي تخريج جيل متخصص في العلوم النافعة التي تخدم المجتمع وتساهم ببناء الوطن بناءً علمياً حضارياً يقوم على الأخذ بأسباب العلم والتطور المعرفي والتكنلوجي والعمل على المشاركة في مسيرة التنمية الشاملة التي يشهدها بلدنا الحبيب.» منوهاً إلى سعي مجموعة هائل سعيد أنعم وشركاه بكل جهدها وإمكانياتها من أجل إنشاء هذا الصرح الذي أصبح شامخاً كما جاء في كلمته التي تمنى فيها تحول الكلية إلى جامعة في المستقبل تكون قادرة تخريج المتخصصين في المجالات العلمية والاقتصادية والعلوم المختلفة لخدمة المجتمع وتخفيف العبْ عن الجامعات الحكومية ورفد سوق العمل بالطاقات الواعدة والأجيال المتميزة فالشباب هم عماد الوطن وسر نهضته وهم قوة اليوم وحكمة الغد . ومن أجل رسم معالم المنهج العلمي المتميز والإفادة من تطبيقاته العلمية والنظرية ورفد الكلية بمختلف الكفاءات العلمية من اليمن ومن البلاد العربية فقد استقدمت الكلية الأساتذة والعلماء من ذوي الخبرات الواسعة في حقل الدراسات الإسلامية والإنسانية من جمهورية مصر العربية من الأزهر الشريف ومن جمهورية العراق من جامعات بغداد وتسعي الكلية في المستقبل القريب إلى استقدام العلماء فضلاً عن الكفاءات اليمنية في التخصصات الجديدة التي ستقوم الكلية بافتتاحها في بداية العام القادم .