شهدت قيادة قوات الأمن المركزي صباح اليوم الاثنين احتفالاً مهيباً بافتتاح توسعة المرحلة الثانية لمعهد "فرنسيس جاي" للغات وتقنية المعلومات، وتخريج دفعة جديدة من طلاب وطالبات المعهد، ليرتفع عدد الخريجين إلى (1370) طالباً طالباً. الاحتفال المهيب الذي شارك فيه الدكتور رشاد العليمي نائب رئيس الوزراء لشئون الأمن والدفاع، واللواء مطهر رشاد المصري وزير الداخلية، والسيد سفير المملكة المتحدة بصنعاء، حمل رهاناً علمياً وسياسياً، بين تأكيد أواصر العلاقات اليمنية البريطانية، وبين الرغبة الجامحة لتعزيز مأسسة الأجهزة الأمنية اليمنية وفق مهارات علمية وفنية مواكبة لتطورات العصر، والمسئوليات الملقاة على عاتق هذه الأجهزة.. ففي الوقت الذي تطلع السفير البريطاني إلى تعزيز الجانب التخصصي داخل المعهد، وجه الدكتور العليمي قيادة الداخلية والأمن المركزي بتوسعة مجالات اهتمام المعهد لتشمل الاتصالات بجانب اللغات والكمبيوتر، ثم ليتم الانتقال إلى المجالات الأخرى وبما يلبي احتياجات وزارة الداخلية. ففي مشاركته، ألقى الدكتور العليمي كلمة نقل في مطلعها تهاني رئيس الجمهورية للخريجين وقيادتي الأمن المركزي والداخلية على النجاح المتميز في استكمال إنشاء المعهد واستكمال المرحلة الثانية من التوسعة التي بلا شك ستمثل إضافة متميزة للمعهد. وقال: فوجئت اليوم إن هناك (1370) من الضباط والأفراد الذين تخرجوا لحد الآن من المعهد وهذا يدل دلالة كبيرة على أن المعهد والمدرسين وقيادة الأمن المركزي قد استوعبت الدعم الذي توليه قيادة الأمن المركزي والقيادة السياسية وقيادة وزارة الداخلية للمعهد وهو ما تؤكده مخرجات المعهد التي لاحظناها من خلال الإحصائية. وتقدم باسم قيادة وزارة الداخلية وقيادة وزارة الدفاع والحكومة بالشكر والتقدير للحكومة البريطانية ممثلة بسعادة السفير وأيضا بهيئة التدريس، والشكر موصول لسعادة السفيرة فرنسيس جاي التي كان لها دور في إرساء دعائم هذا المعهد ودعا وزارة الداخلية والأخ الوزير الذي كان نائبا لوزير الداخلية عندما تأسس هذا المعهد كانت له بصمات في إنشائه كونه ينتمي إلى مؤسسة الأمن المركزي بأنه سيكون الأكثر دعما مني لهذا المعهد وتطويره إلى الأمام، داعياً وقيادة الأمن المركزي إلى توسيع تخصصات المعهد لتشمل تخصصات أخرى تحتاجها الداخلية بالإضافة إلى اللغات وتكنولوجيا المعلومات، قائلاً: نريد أن تفكر قيادة المعهد والأمن المركزي بالاحتياجات التي تحتاجها وزارة الداخلية وخاصة في مجال الاتصالات بدرجة رئيسية ونريد أيضا أن نبدأ بالاتصالات ثم ننتقل إلى تخصصات أخرى بحيث يصبح المعهد يشمل كافة التخصصات الفنية والتقنية لوزارة الداخلية وليس لقيادة الأمن المركزي. وقدم الشكر لقيادة الأمن المركز ممثلة بالأخ العميد عبد الملك الطيب قائد الأمن المركزي، والأخ أركان حرب الأمن المركزي يحيى محمد عبد الله صالح، والأخ خالد المبرزي، الذي وصفه ب"الرجل المجهول الذي يبذل جهوداً كبيرة في العمل". وكان العميد يحيى محمد عبد الله صالح افتتح الحفل بكلمة قال فيها: أن اسم هذا المعهد يأتي تيمناً باسم السفيرة البريطانية السابقة التي كان لها دور بارز في تأسيس هذا المعهد والتي كانت تترك البعد الإنساني والحضاري العميق بالمعرفة والإلمام باللغات وبفضل تخرج عدد من الكوادر من المعهد تسنى لنا إرسال عدد الدارسين إلى بريطانيا ودول أخرى والمنافسة على المقاعد الدراسية. وأضاف: بكل فخر واعتزاز نؤكد لكم وبلا منافس أن الأمن المركزي أصبح محط إعجاب واهتمام الآخرين ليس فقط لما يقوم به من مهام جسيمة ملقاة على عاتقه ولكن أيضاً لتطوره النوعي في مختلف المجالات وأن هذا الصرح العلمي ما هو إلا دليل على ذلك إذ لم ينحصر على طلاب الأمن المركزي بل أصبح قبلة لطلاب العلم من مختلف الأجهزة الأمنية. وأكد العميد يحيى: إن هذا الحفل يجسد في جوانبه بعدين أساسيين البعد الأول يعكس عمق العلاقة الوطيدة بين الشعبين الصديقين اليمني والبريطاني والبعد الثاني ثمرة الجهود التي تبذل من اجل التأهيل والتحصيل العلمي للكوادر الذي ستسهم في البناء والتنمية. وتابع قائلاً: إننا نسير بخطى متناغمة تنسجم مع فكر وروح البرنامج الانتخابي لفخامة رئيس الجمهورية المناضل الوحدوي الجسور المشير علي عبد الله صالح حفظه الله ورعاه، في رفع مستوى التأهيل والتدريب وتنمية مهارات المقاتلين في كافة المجالات العلمية. وتقدم بالشكر لنائب رئيس الوزراء للدفاع والأمن الدكتور رشاد العليمي الذي كان له دوراً كبيراً في وضع اللبنات الأولى للمعهد، والدكتور رياض القرشي مثمنا الجهود العالية لقيادة وزارة الداخلية في التشجيع المستمر والدفع بعجلة التطور والارتقاء بقوات الأمن المركزي، كما ثمن عاليا الجهود التي تبذلها الحكومة البريطانية والمجلس الثقافي البريطاني على تعاونهم في الإشراف على برامج التأهيل والتدريب للمعهد وتنفيذ الدورات الخارجية في بريطانيا ودول أخرى كما إن التطور المنظور في معهد فرنسيس جاي يشجع وباستمرار مد يد العون والرعاية والاهتمام من قبل المملكة المتحدة وغيرها من الدول الصديقة. كما تقدم بالشكر للأمريكان على الجهود التي يبذلونها ويقدمونها لمؤسستي قوات الأمن المركزي وخاصة لوحة مكافحة الإرهاب . وجدد العهد والوفاء للقيادة الحكيمة ممثلة بالقائد الوحدوي المناضل المشير علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وإننا سنكون الأوفياء المخلصين لحماية الثورة والوحدة وسنضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه المساس بالثوابت الوطنية.
كما ألقى الرقيب خالد كلمة الخريجين باللغة الانجليزية، أعقبها عرض بروجكتر لمسيرة افتتاح وعمل معهد فرنسيس جاي. السفير البريطاني بصنعاء شارك بكلمة أعرب في مستهلها عن سعادته بأن يقوم بزيارته الأولى للمعهد ويحضر حفل افتتاح مبناه الجديد الرائع وتوزيع الشهادات على الخريجين. وقال السفير: لقد سمي المعهد باسم السفيرة السابقة لليمن أول سيدة تعين كسفيرة لبريطانيا في هذه البلاد والتي تعمل الآن كسفيرة في العاصمة اللبنانية بيروت. لقد كانت جاي امرأة استثنائية ونشيطة وتتمتع بروح إبداعية عالية والمعهد الذي يحمل اسمها يعكس هذه الصفات.. وأنها بجانب العمل الجاد للعقيد خالد المبرزي مدير المعهد، فتمت تحت قيادتهما وبرعايتهما تطور المعهد خلال الأربع سنوات الماضية ليصبح معهد تدريب وتطوير لكوادر وزارة الداخلية في مجال تقنية المعلومات واللغة الانجليزية. وقال: أود أن أشكركم بحرارة باسم الحكومة البريطانية على هذا العمل الرائع، وأشكر المدرسين البريطانيين واليمنيين في المعهد والذين كانوا حجر الزاوية للمعهد خلال السنوات الأربع الماضية، وأحيي توجه المعهد نحو تلبية عنصر الاستدامة في أعماله، وكذلك أشكر المعلمين المتدربين ال12 والذين سيتولون تدريس اللغة الانجليزية عندما يغادر المدرسين المدنيين. وأرحب أيضا بالتوجه نحو تقديم برامج أكثر تخصصا في مجال تعليم اللغة الانجليزية والتي تزامنت مع فرص تقديم تدريب مهني. وبين: أنه بالإضافة إلى التدريب في بريطانيا والولايات المتحدة فالمدرسين العاملين في المعهد سيحضرون هذا العام تدريباً في البحرين في مجال كتابة مواد اللغة الانجليزية الخاصة بأماكن العمل وتدريس اللغة الخاص بفرض النظام والقانون في تركيا، وتعليم الانجليزية في مجال دعم الأمن والسلام في كل من ليتوانيا وصربيا. وأكد سعادة السفير البريطاني: إن دعم الحكومة البريطانية واسع النطاق وبجانب دعمنا للمعهد لدينا برامج تعاون وتدريب متعددة مع وحدة مكافحة الإرهاب وقوات خفر السواحل وكذلك تتوسع برامجنا الخاصة بدعم قطاع الأمن والشرطة لتشمل العديد من برامج بناء القدرات ولدينا علاقات واسعة في مجال مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات وكما حدث أن أخبرت وزير الداخلية الشهر الماضي فان علاقاتنا مع الداخلية هي الأوسع وأشار إلى دور المعهد في تطوير هذه العلاقات متطلعا إلى رفع مستوى التعاون بين بريطانيا واليمن بالنظر إلى النجاح الذي حققه المعهد، مهنئا الطلاب على التخرج والمعهد على الأقسام الجديدة المضافة إليه. كما أعلن العقيد خالد المبرزي- مدير معهد فرنسس جاي للغات وتقنية المعلومات- النتائج العامة للخريجين والدارسين في المعهد، مبيناً أن إجمالي الذين تم تخريجهم من المعهد في اللغة الانجليزية وتقنية المعلومات 1370 طالباً وطالبة ، منهم 725 طالبا وطالبة في مجال اللغة الانجليزية يدرسون من المستوى الأول وحتى الخامس، وفي مجال الكمبيوتر 645 طالبا وطالبة في البرامج التطبيقية وصيانة الحاسب الآلي.. وأشار إلى أنه من يوليو 2007- يوليو 2008م بلغ عدد الملتحقين بدراسة الانجليزية 135 طالباً وطالباً، عدد الحاصلين منهم على دبلوم اللغة (39) طالبا وطالبة، وهناك (115) طالباً وطالبة هم الخريجين في الدورة التي بدأت من 31/12/2007 وحتى 8/6/2008م. ثم قرأ أسماء الأوائل في مجالي اللغة والكمبيوتر وتم تكريمهم من قبل الدكتور العليمي واللواء المصري والعميد يحيى محمد، إلى جانب تكريم السيدة "اليزابيث وايت" رئيسة المجلس الثقافي البريطاني، والتي تم تسمية إحدى قاعات معهد فرنسيس جاي باسمها، والتي بدورها عبرت عن امتنانها لهذا التكريم.. كما تم تكريم عدد من الأساتذة العاملين في المعهد من البريطانيين واليمنيين. كما قام معالي نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية بالاطلاع على مشروع صالة الطعام الكبرى المخصصة لكوادر الأمن المركزي، وثمنا الجهود المبذولة من أجل توفير هذه الخدمات لأفراد الأمن. جدير بالذكر أن الطلاب الدارسين في معهد فرنسيس جاي يمثلون عدة جهات مختلفة، منها: الأمن المركزي، الحرس الخاص، خفر السواحل، الهجرة والجوازات والجنسية، الأحوال المدنية، السجون، الشرطة العسكرية، إدارة امن العاصمة المعهد العالي لضباط الشرطة وحدة مكافحة الإرهاب وحدة امن السياحة وجهات أخرى.