السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, أسأل الله ان يصلك خطابي هذا وأنت تنعم بالرحمات والبركات وحفتك أعمالك الصالحة في الدنيا بالخيرات .. أما بعد: *جدي العزيز.. أخط إليك هذه الكلمات من الدنيا الفانية بعلوم تسرك وأخرى لا تسرك.. فالناس ليس كما كانوا، بل تغيروا وما عاد الأب يعطف على ولده، والعكس.. وصار الآباء يحبون الأبناء الذين يملكون المال ولو كان مصدره حرام وفساد.. والأبناء لا يبرون الآباء.. أما ما يسرك كثر الحاجات والتي لم تكن في عهدك سوى (قليلة تلك الاحتياجات، وواسعة قلوب الناس.. واليوم كثر الحاجات والأشياء وضاقت صدور الناس. أخبارنا اليمنية ربما لا تصلك، لأن الله قد رحمك منها ولا أود ان أخبرك بان كل شيء في البلاد قد ارتفع وغلا ثمنه عدا (الإنسان).. أدرك- يا جدي- أنك تتساءل: هل تغير من تعرفهم؟ فأقول لك: نعم، وأصبحوا ماديين، وأضاعوا الأخلاق، والنخوة العربية الأصيلة, ولكن آمنت بان روحك تسري في دمي وتسكن في روحي السكنى، وأدركت كل ما قيل عنك من شهامة وأصالة ونخوة وكرم ورجولة وإنصاف للمظلوم وصاحب فكر ثاقب عرفت بتلك الصفات لدى الجميع في شتى المناطق. اقتنعت ان سيرتك العطرة التي حكي لي بها ممن سار معك أو عاش هي سيرة العربي الأصيل الذي لازلنا نجدة هنا وهناك وجدت من صفات العربي الأصيل في رجل أكن له كل الاحترام والتقدير انه الأخ السفير فيصل أمين أبو راس يسر الله خطاه فلازالت الشهامة والأصالة والثبات على المبادئ موجودة فيه أدام الله عزه ومده بالعافية والعمر الطويل كيف لا وانه أول برلماني يقدم استقالته من تحت قبة البرلمان لما ساد البلاد من فساد فسجل ذلك بأحرف من نور وسطر التاريخ له. جدي العزيز أخبار لا تسرك بان المفسدين والفاسدين الذين غلبوا مصالحهم الذاتية على مصالح الشعب والوطن قد عاثوا في البلاد ويسعون إلى تحويل فسادهم إلى نظام وثقافة وموروث أي من العادات والتقاليد وقد حصل ان قدمت استقالتي في عام 2003 من عندما كانوا يريدونني تابعا لهم ولمصالحهم الخاصة على حساب مصالح الشعب والوطن كما هم يدافعون ويحافظون على من يسرق لهم لبناء فللهم وعمارتهم وزيادة أرصدتهم في البنوك هذا هو حالهم يا جدي وبعد ذلك أسست أول منظمة مكافحة للفساد في 13/11/2005م بحكم قضائي بشرعيتها وقانونيتها. وما ان بدأت خطواتي الأولى فقد حصل لي حادثين الأول عطب في السيارة وانقلابها مما كاد ان يؤدي بحياتي مع صديقي والآخر محولة دهس بسيارة أخرى ولو لا رعاية الله وعنايته لسحقتني سحقا وفتتني فتاتا أما الحادث الثالث فحصل لصديقي عبد ربه عبد الله المسلماني الذي بدأ بتأسيس المنظمة بمحافظة مأرب والذي أودى بحياته وحزنت علية كثيرا فابلغه يا جدي السلام وقل له إنني على العهد ساري.. فالحديث يطول فقد أصابني من كل ذلك الغثيان المر لولا تداركتني رحمة الله ثم روحك الحانية التي شجعتني على إرسال هذا الخطاب إليك - فإلى من اشكوا بثي حزني؟ إلى الله ثم إليك. وفي الختام ابلغ سلامي إلى الصالحين والخيرين والشرفاء والى الزعيم الخالد جمال عبد الناصر والى حكيم اليمن الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر والشيخ أمين بن حسن أبو رأس والذي احتفظ بصورهم في ديواني وجميع من يسأل عني. ولا تلتفت يا جدي إلينا مطلقا فقط تأمل انهار الجنة ورياضها .. وفي الأخير اسأل الله ان يزيدكم من رحمته وغفرانه.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حفيدك/ المحامي فيصل الخليفي- مدينة عتق، محافظة شبوة * جدي/ الشيخ محسن بن طالب الخليفي الهلالي، ومدفون في إحدى مقابر مكةالمكرمة بجوار بيت الله الحرام.