كشفت مصادر "نبأ نيوز" عن موجة خلافات شديدة عصفت مجدداً باجتماعات ضمت قيادات معارضة الخارج وممثلين عن معارضة الداخل اليمنية في كلاً من القاهرة وأبو ظبي، في الوقت الذي استولى الانفصاليون على مقر الجالية في برمنجهام، فيما أنهى حيدر العطاس زيارة سرية للكويت بعشرين مليون دولار. مصادر "نبأ نيوز" المستقلة- التي تنفرد يمنياً بأوسع شبكة مراسلين في الخارج- أكدت أن قيادات المعارضة اليمنية في الخارج وممثلو معارضة الداخل المنضوين تحت مسمى (مشروع أبو ظبي- دمشق) استأنفوا الأسبوع الماضي في القاهرة اجتماعاتهم بحضور: علي ناصر محمد، ومحمد علي أحمد، والمهندس حيدر أبو بكر العطاس، والدكتور ياسين سعيد نعمان، وباسندوة، وعبد الله سلام الحكيمي، وعبد ربه العواضي، والشيخ أبو سنان، إلى جانب مندوب عن الشيخ حميد عبد الله بن حسين الأحمر، الذي اختاره المجلس الأعلى للقاء المشترك متحدثاً باسمه في كل الحوارات السياسية. وتفيد المصادر: أن الجلسات التي عقدتها قيادات المعارضة في الخارج، والتي شملت أيضاً لقاءً جانبياً مع المرشح الرئاسي لأحزاب المشترك فيصل بن شملان، انتهت بفشل ذريع، ولم تفض إلى أي نتائج بشأن صيغة العمل المناوئة للنظام والتي يمكن أن تتوحد بها جهود جميع الأطراف المشاركة، مشيرة إلى أن الرؤى المتباينة التي تم طرحها زادت من حدة الخلافات، وعمقت الفجوة بين أقطاب المعارضة، وهو الأمر الذي تم على أساسه تأجيل الاجتماعات، ونقلها إلى الإمارات العربية المتحدة، التي كان لها فضل التوفيق بين جناحي العطاس وعلي ناصر تحت المسمى المذكور (مشروع أبو ظبي – دمشق). وبحسب مصادر "نبأ نيوز" في أبو ظبي، فإن أقطاب معارضة الخارج وممثل اللقاء المشترك بدءوا مطلع الأسبوع الماضي جولة اجتماعات جديدة ومكثفة في الإمارات العربية المتحدة، وقد انضم هذه المرة إلى الشخصيات المذكورة رئيس (الهيئة الجنوبية) التي تأسست في بريطانيا عبد الله علي، والشهير بقصة استيلائه على أموال شركة "اليمدا"- التي كان يرأسها- قبل دمجها مع "اليمنية" والفرار بها إلى الخارج. وتؤكد المصادر أن الخلافات عادت لتعصف مجدداً بين أقطاب المعارضة، وأن الجلسة الأولى من الاجتماعات انتهت بعد أقل من ساعة من بدايتها إثر تخلف بعض القيادات جراء سوء الإعداد للقاء.. إلاّ أن الاجتماعات استأنفت مجدداً بعد يوم من ذلك، وعاد المشاركون للدوران حول نفس نقاط اختلافهم في القاهرة، والتي تتعلق بالصيغ التي حملها المشروع المقترح "للعمل السياسي المشترك"، والتي عزت المصادر الاختلاف حوله إلى أن كل قطب من الأطراف المشاركة "يحمل أجندة جهة عربية أو أجنبية معينة تحرص على تمرير حساباتها الخاصة، وفرض نفسها على أي خارطة سياسية مستقبلية لليمن". وأكدت المصادر أن الاجتماعات التي بدأت في القاهرة بمشروع واحد انتهت في الإمارات بأكثر من ثلاثة مشاريع بعد قيام حيدر العطاس وممثل المشترك بطرح مشروعين جديدين للتداول، وهو الأمر الذي استفز بقية الأطراف، وأثار موجة انفعالات عصبية، لم يستطع خلالها البعض كتم اتهامه لبعض المشاركين ب"الطاعة العمياء للأوامر"- في إشارة غير مباشرة للجهات الخارجية التي يرتبط بها المعنيون- فكان تصعيد حدة الكلام، والغمز واللمز كفيل بفض الاجتماع.. وقد شوهد العطاس ومحمد علي وآخرين في مساء نفس اليوم على طاولة لقاء جانبي، بدى تنسيقياً. وفيما كانت قيادات المعارضة تلتئم في الإمارات، فإن مصادر "نبأ نيوز" أكدت وصول قائد عسكري كبير- تتحفظ "نبأ نيوز" على اسمه- على رأس وفد رفيع من صنعاء إلى الإمارات في نفس يوم الاجتماع الأول، إلاّ أن المصادر لم تتأكد بعد فيما إذا تم عقد مفاوضات جانبية بين الوفد الممثل للسلطة وبين أقطاب معارضة الخارج، إلاّ أنها رجحت أن تكون مثل تلك المفاوضات وراء زيارة القائد العسكري، خاصة وأن الوفد تم استقباله رسمياً من قبل سلطات دولة الإمارات، دون أن يأتي عليه الذكر في النشرات الإخبارية الرسمية لكلا البلدين- اليمنوالإمارات. إلى ذلك، كشفت مصادر مرافقة لبعض قيادات المعارضة "الجنوبية" ل"نبأ نيوز" أن المهندس حيدر أبو بكر العطاس، وخلال تواجده في الإمارات قام بزيارة "سرية" إلى دولة الكويت، وأنه حصل منها على مبلغ (20) مليون دولار، وصفته بأنه "دفعة أولى من دعم قررت الكويت تقديمه للمعارضة"- وهو ما رفضت قيادات "جنوبية" مشاركة في الاجتماعات تأكيده أو نفيه. على صعيد متصل، أفادت مصادر "نبأ نيوز" في بريطانيا- التي تعد الميدان الأول لأكبر تجمعات المعارضة اليمنية، خاصة الانفصالية- أن الفترة الماضية شهدت حراكاً سياسياً ساخناً للغاية بين مختلف التيارات "الجنوبية" بحثاً عن توافق فيما بينها البين، مؤكدة أن اللقاءات المتعددة التي أجراها محمد علي أحمد مع قيادات "تاج" الانفصالية- التي يتصدرها أحمد الحسني، والنقيب، والمصفري، وعبد الصمد وغيرهم- انتهت بالفشل بعد رفض الجناح المتشدد في "تاج" لأي عرض من قبل القيادات التي تسمي نفسها "تاريخية" يكون سقف اجتماعها معهم أقل من سقف المطالبة بانفصال الجنوب.. ونوهت إلى أن الصراع المحتدم جرّ معارضة الخارج إلى إشكالية معقدة جداً، حيث أن القيادات الجنوبية التقليدية "التاريخية" سعت بقوة لتهميش القيادات الشبابية والاستئثار بالاجتماعات والحوارات وأموال الدعم لنفسها، في الوقت الذي تحتفظ القيادات الشبابية بالقواعد الشعبية والنشاط الميداني إلاّ أنها لا تستطيع فرض نفسها على واجهة تمثيل الجنوب، وهو ما ولد قناعة لديها بأنها لن يطولها أي نصيب من "الكعكة"، وينبغي عليها إزاحة القيادات "التاريخية" عن طريقها في ضوء اعتقادها أنها لم يكن لها أي فضل في "الحراك الجنوبي" الحاصل في الداخل والخارج! وقالت المصادر: أن هذا التيار الانفصالي، ومن أجل تعزيز قاعدة حراكه السياسي، قام مؤخراً بالاستيلاء على مقر الجالية اليمنية في مدينة "برمنجهام" البريطانية، ومصادرة ممتلكاته، وطرد الهيئة الإدارية "الشرعية المنتخبة" للجالية اليمنية من المقر، ثم رفع علم "الدولة الجنوبية الشطرية" السابقة للوحدة فوق مقر الجالية.. وقد دفع هذا التصرف الهيئة الإدارية للجالية "الشرعية"- والتي كانت تمارس مهامها في هذا المقر طوال (14) عاماً- إلى اللجوء إلى القضاء البريطاني لتمكينها من إعادة المقر إليها؛ في الوقت الذي التزمت القنصلية اليمنية الصمت، وسط اتهامات من قبل أبناء الجالية للقنصل محمد عفيف بالتواطؤ في هذه المسألة. أعضاء في الهيئة الإدارية للجالية اليمنية وجهوا انتقادات لاذعة للسفارة والقنصلية اليمنية، وقالوا ل"نبأ نيوز": أن هناك "تقاعس رسمي وعدم إحساس بالمسئولية على نحو مثير للدهشة"، كاشفين النقاب عن محاولات للاستيلاء أيضاً على مبنى آخر مملوك لليمن، كان في السابق مقراً لقنصلية الشطر الجنوبي، وظل مقفلا وغير مستغل طوال السنوات الماضية من عمر الوحدة.. ونوهوا إلى أنه سبق أن تم رفع مقترح للخارجية اليمنية ببيعه وشراء مبنى جديد يكون مركزاً لأنشطة الجالية اليمنية إلاّ المعنيين لم يوافقوا على المقترح، "متجاهلين خطورة بقاء مواريث تحمل صفات شطرية"! واستغربت الجالية أنه رغم علم الجهات الرسمية بتركز المعارضة- خاصة الانفصالية- في مدينتي "برمنجهام" و"شيفلد" البريطانيتين، ورغم الأهمية التي توليها الدولة لعلاقاتها مع بريطانيا، إلاّ أنها لا تمتلك مركزاً إعلامياً رسمياً يواجه التعبئة الانفصالية الشرسة والنشاط الدعائي المعادي لليمن! وقالوا: أن الصوت الإعلامي الوطني الوحيد في بريطانيا اقتصر على مجلة (صوت اليمن) التي يصدرها عبد العالم الشميري، أحد الإعلاميين اليمنيين المغتربين، وبمجهودات فردية بعيداً عن دعم السفارة أو أي جهة رسمية..!! هذا وكانت عناصر "تاج" حاولت يوم 29 أغسطس المنصرم توسيع نشاطها إلى أوساط الجالية اليمنية في فرنسا، إلاّ أنها وبعد أن طرحت على الجالية بمدينة "مرسيليا" مشروعها للتظاهر أمام بوابة "الأليزا" للمطالبة ب"حق تقرير مصير الجنوب" فوجئت برفض شديد من أبناء الجالية، وأجبرت على مغادرة فرنسا وسط وعيد وتهديد قيادات الجالية، والتي رفعت في اليوم التالي– عبر "نبأ نيوز"- مناشدة للرئيس صالح تطالبه بفتح مقر للمؤتمر الشعبي العام بفرنسا. وتؤكد مصادر متطابقة ل"نبأ نيوز" أنه بقدر ما كثفت التيارات المعارضة في الخارج حراكها السياسي في الآونة الأخيرة، بقدر ما ازدادت تباعداً فيما بينها البين، وتعمقت خلافاتها، التي غالباً ما تفجرها قضايا الأموال التي تتلقاها من جهات عربية وأجنبية مختلفة، والشكوك والاتهامات التي يتبادلها قادة هذه التيارات بهذا الشأن؛ وبما جعل من (القضية الجنوبية) أكبر أسواق النخاسة العالمية التي كل القوى الانتهازية تتسابق لعرض نفسها فيها، وكل خصوم اليمن القدامى والجدد يتكالبون عليها للشراء- وبأبخس الأثمان..!