كشفت مصادر "نبأ نيوز" في العاصمة البريطانية لندن عن انشقاقات واسعة عصفت خلال الأيام القليلة الماضية بين أقطاب الجماعات الانفصالية اليمنية في الخارج، وأماطت النقاب عن دوائر تآمر عربية وغربية، وتنسيق بين زعامات الحراك الانفصالي في الخارج وبين قيادات حزبية في الداخل، ضمن مشروع تكشفه "نبأ نيوز" لأول مرة. وأفادت المصادر: أن الخلافات التي تفجرت في أوساط المعارضة اليمنية في لندن أسفرت عن إعلان لطفي شطارة- أحد أبرز زعماء تنظيم تاج، والمعروف بارتباطاته بالمخابرات البريطانية- خروجه من تنظيم "تاج"، وانضمامه إلى "معسكر جديد"، يتبنى "الدعوة لإسقاط النظام، والاستيلاء على السلطة, والتحالف مع القوى الشمالية, لتأتي بعد ذلك مشاريع الفيدرالية والحكم المحلي". وأشارت الى قيام شطارة بشن حمله كبيرة على "تاج"، وتشبيهها "بالاقصائية وبالجبهة القومية"، واتهامها "بعدم تقبل الآخر، وان سقف مطالبها كبير"؛ منوهة إلى إن "حالة الإنفصام" الكبيرة التي يعاني منها شطارة، قد بدأت بعد بضعة أشهر من قيام زوجته (سحر نعمان)- التي تحمل الجنسية البريطانية- بتطليقه، وطرده من البيت، بسبب رفضها لأدواره التآمرية ضد اليمن. مصادر متطابقة كشفت ل"نبأ نيوز" أن مجاميع المعارضة في بريطانيا، والتي يتركز وجودها ونشاطها في "شيفيلد" و"برمنجهام"- حيث تجمعات الجاليات اليمنية- انشقت إلى اتجاهين رئيسيين: الأول- وهو الأقدم- تحت مظلة (تاج) ويطالب بالانفصال واستقلال "الجنوب العربي"، ويقود حراكه كلاً من: أحمد الحسني، وعبده النقيب، وعبد الله عبد الصمد، والمهندس علي نعمان المصفري، ويحضى برعاية أجهزة المخابرات البريطانية، ويستثمر قادته إرث "الجبهة القومية" التي تسلمت حكم الجنوب من بريطانيا عام 1967م، بعد تصفية دامية للقوى الوطنية الأخرى، لذلك لا يضع أي اعتبار "وطني" لغير الانفصال. أما التيار الثاني- وظهر متأخراً- إلاّ أنه آخذ بالتنامي بقوة، ومنافسة (تاج)، كونه يحضى بدعم هائل من الخليج، الذي يغدق الأموال بجنون على زعاماته.. ويقود هذا التيار كلاً من: رئيس اليمن الأسبق المخلوع علي ناصر محمد، ومهندس إنفصال 1994م حيدر أبو بكر العطاس، وتاجر السلاح المعروف محمد علي أحمد. ويعتقد أتباع هذا التيار أن "نظام صنعاء أصبح هشاً، وآيلاً للسقوط إذا ما تم إنهاكه بمزيد من الأزمات، والفتن الداخلية". وتقف قوى خليجية خلف هذا التيار التي تبنت منذ مدة رعاية حوارات ما يسمى ب(مشروع أبو ظبي- دمشق) الذي وشاركت في لقاءاته مجموعة من الداخل بينهم الشيخ حميد عبد الله بن حسين الأحمر، وعبد ربه العواضي. وفي الوقت الذي بارك هذا المشروع من الخارج عبد الله سلام الحكيمي، فإن قيادات اشتراكية في الداخل على رأسهم الدكتور ياسين سعيد نعمان، وقيادات أخرى في التجمع اليمني للإصلاح انضمت أيضاً إلى (مشروع أبو ظبي- دمشق)، وتعمل من الداخل على تهيئة مسرح الأحداث، بنشاط تعبوي وسياسي، تحركت من خلاله في إستقطابات واسعة لقيادات في الحزب الحاكم والسلطة، فضلاً عن خلق بؤر توتر ساخنة لزعزعة الجبهة الداخلية. وتؤكد مصادر "نبأ نيوز" قيام يحيى الحوثي– زعيم التمرد بصعدة- خلال الفترة القليلة الماضية، بمد جسور التواصل مع جبهة (مشروع أبو ظبي- دمشق)، بعد تقهقر نفوذه المسلح في صعدة، وضم مشروعه إلى المشروع الانفصالي الجنوبي. وتشير المصادر إلى أن الخلافات- التي غالباً ما كانت تفجرها صراعات المال- وجدت هذه المرة سبباً آخراً للتأجج في ظل طرح مشروع جديد (يعتقد أنه أمريكي)، يقترب كثيراً من المشروع العراقي الذي قادته الولاياتالمتحدة، ويقوم على أساس "تجنيد" قوى المعارضة المختلفة في جبهة موحدة لإسقاط النظام، أملاً في إقامة ثلاث فيدراليات يمنية: الأولى جنوبية (علمانية) للاشتراكيين، والثانية شمالية (شيعية) للحوثيين، والثالثة وسطى (سنية/ وهابية) من نصيب حزب الإصلاح.. وهو الأمر الذي فجر مخاوف دول إقليمية مجاورة لليمن من تعاظم النفوذ الإيراني على حدودها المتاخمة، في نفس الوقت الذي فجر مخاوف الحوثيين أنفسهم من الوقوع في فخ "كماشة" الجوار ونفوذ الإصلاح، إذا ما انقلب السحر على الساحر- خاصة في ظل وجود قوى متطرفة "نائمة"- لا تعمل وفق أيديولوجية محددة، بقدر انحيازها للطرف الأكثر قدرة على دفع المال! وفيما يدور كل ذلك بين أحضان العمالة والارتزاق، والارتهان للمشاريع الثأرية الإقليمية، آثرت صنعاء إدارة لعبتها بطريقتها الخاصة، وبعقلية الرئيس علي عبد الله صالح، الذي لم يترك مناسبة إلاّ وأكد فيها: أن (الحكم في اليمن كالرقص على رؤوس الثعابين).. فثمة أسرار أعظم تتحفظ "نبأ نيوز" عليها، لكونها مرتبطة بالأمن القومي للجمهورية اليمنية. هذا وتستعد قوى الارتزاق والتآمر في الخارج للقيام بمظاهرتين صباح يوم غدٍ السبت أمام مقر البرلمان البريطاني ومقر الحكومة.. وكل مظاهرة منهما تقودها جماعة تتحدث باسم الجنوب، وتدعي أنها المحرر لأبناء الجنوب، إلاّ أن كلاَ منهما أيضاً تشتم الأخرى، وتلعن قادتها، وتتهمهم بالخيانة والتآمر.. وعلى الجانب الآخر من المحيط الأطلسي، وحيث أمريكا وكندا- أعلن عوض حيدره نفسه- قبل أيام- رئيساً للجوبيين اليمنيين، وشتم ولعن كل من يدعي تمثيل الجنوب غيره.. وعلى أرض اليمن هناك أكثر من فريق يدعي ملكية الجنوب، ويكفر بكل من يدعي من الخارج تمثيل الجنوبيين.. فالكل يحمل ورقة الجنوب إلى أسواق الارتزاق الاقليمية والعالمية، فاتحاً جيوبه للمساومة على ثمن شعبٍ، كل ذنبه أنه يريد العيش بكرامة وأمان!!