للمرة الثانية على التوالي، فشلت فلول قوى الانفصال الفارة الى الخارج في الحصول على موافقة السلطات البريطانية بتنظيم مظاهرة أمام المقر الحكومي، والتي كان من المقرر خروجها يوم غدٍ السبت 4 يوليو. وأكدت مصادر "نبأ نيوز" في لندن: أن السلطات البريطانية رفضت منح ترخيص بالتظاهر للهيئة الوطنية لابناء الجنوب في المملكة المتحدة، لكون ذلك خارج اختصاص عملها الذي استحصلت الترخيص بموجبه، وعلى خلفية الفوضى وعدم الانضباط التي تشهدها مثل هذه المظاهرات. غير أن مصادر "نبأ نيوز" تؤكد أن موقف السلطات البريطانية جاء على خلفية تحركات واسعة قامت بها قيادة التجمع الديمقراطي الجنوبي (تاج)، لتحريض السلطات البريطانية على "الهيئة" بوصفها "جمعية خيرية" وليست تنظيم سياسي، الأمر الذي لا يمنحها حق قيادة أي نشاط سياسي طبقاً للقانون البريطاني. كما أشارت إلى أن "تاج"، وبدعم من بعض الموصوفين ب"القيادات التأريخية للجنوب"، وبالتعاون مع أقطاب سياسية بريطانية تعمل حالياً على سحب البساط من تحت أقدام كل التكوينات "الجنوبية" في بريطانيا، أملاً في التفرد في تمثيل الجنوب أمام الهيئات والمحافل الخارجية، يساعدها في ذلك الدعم المادي السخي الذي يقدمه لها علي سالم البيض، والذي يتخذ منها مظلة للترويج الاعلامي لشخصه، وخندقاً لضرب مناوئيه من "الجنوبيين" سواء كانوا تنظيمات أو أفراد، وسواء على مستوى الداخل أو الخارج. وفي أول مؤشر قوي لذلك التوجه، تؤكد مصادر "نبأ نيوز" أن "قيادات جنوبية تأريخية" لم تسمها، وترجح أن يكون "البيض"- تدخلت لاقناع الهيئة الوطنية في المملكة المتحدة، والتي يرأسها عبد الله علي عبد الله- الذي كان يرأس شركة طيران "اليمدا"، والشهير بقصة نهب أموالها والفرار بها الى الخارج- بالانضواء تحت لواء "تاج" في تظاهرة واحدة تم تحديد موعدها يوم السبت 11 يوليو 2009م، وهو الأمر الذي قبلت به الهيئة بقصد الحفاظ على ماء وجهها بعد النكسة التي منيت بها في تظاهرة سابقة لم يحضرها سوى (14) شخصاً، واضطرت للاستعانة بالاطفال وربات البيوت لرفع الصور والأعلام.. وأشارت إلى أن "تاج" قادرة على الحصول على الترخيص بالتظاهرة بحكم نوع رخصة عملها الممنوحة من السلطات البريطانية، إلاّ أن التظاهرة المرتقبة ستكون بمثابة المسمار الأخير الذي تدقه "تاج" في نعش "الهيئة" بعد صراع مرير بلغ أوجه خلال الأشهر القليلة الماضية، ونجحت خلاله "تاج" في توجيه ضربات موجعة للهيئة قادت إلى استقالة العديد من أعضائها، فيما قادت قسماً آخراً منهم للارتماء في أحضان التسويات مع السلطة بصنعاء. ونوهت المصادر إلى أن "الهيئة الوطنية لابناء الجنوب في المملكة المتحدة" تعد أحد مواريث حيدر أبو بكر العطاس الذي دعم تأسيسها في البداية- قبل عام ونصف- لحماية توازنات الساحة الخارجية بمواجهة "تاج"، بعد أن بدأ نفوذ جناح "أبين" بالتوغل داخل "تاج"، غير أن "الطغمة" ما لبثت أن عادت لبسط نفوذها على "تاج" بفضل التمويلات الكبيرة التي ضختها لأقطابها.. لتأتي محاولة إلتهام "الهيئة" الآن مؤكدة لما نشرته "نبأ نيوز" حول تصاعد حدة الخلاف بين "البيض" و"العطاس"، وشروع الأول بحرب انتقامية بدأت بمنع رفع صور "العطاس" إلى جانب صوره. وتؤكد معلومات حصلت عليها "نبأ نيوز" مؤخراً، أن "تاج" التي أطاحت الأسبوع الماضي برئيسها ومؤسسها في حركة انقلابية مفاجئة، باشرت تحركاً نشطاً في أوساط الحراك في الداخل- خاصة في محافظة الضالع، عبر رجل الاستخبارات المعروف عبده النقيب، في محاولة لتنمية نفوذها، والإمساك بزمام الشارع- ليس من أجل الضغط على النظام، بل من أجل إعادة رسم خارطة جديدة لقوى الحراك في الداخل، وإسقاط رهانات بعض التيارات الجنوبية التي تشك بموقفها من مشروع الانفصال..! وتتوقع المصادر أن الفترة القادمة ستشهد أوسع صراعات "جنوبية- جنوبية"، حيث أن تياراً من عناصر جنوبية لم يسبق سطوع نجمها على مسرح الأحداث قادم لفرض نفسه على الجميع، ولو بعنف الجبهة القومية التي أطاحت من قبل بكل الرؤوس الثورية..!