بحلول الجمعة المباركة تبدأ فرحة اليمانيين بأعياد الثورة اليمنية 26 سبتمبر 1962م، و14 أكتوبر1963م، ويوم 30 من نوفمبر1967م، وبعيد الأعياد يوم إعادة اللحمة اليمانية، يوم أعلن الشعب اليمني بجميع طوائفه السياسية والحزبية إعادة وحدته الوطنية أرضاً وشعباً يوم 22 مايو 1990م العظيم بعظمة انجازاته، وبعظمة قياداته وشعبه الوفي لثورته ووحدته. بحلول الجمعة 26 سبتمبر2008م يعود الشعب اليمني بذاكرته إلى ما قبل يوم الخميس 26 سبتمبر 1962م فيتذكر الظلم والاستبداد والحرمان والقهر والإذلال الذي كان يمارسه جلادي الإمامة وزبانيته على المواطن اليمني الذي كان سخرة للإمام فيسخره للأعمال الشاقة والمهينة لآدمية الإنسان اليمني العظيم. فجاء فجر يوم الخميس 26 من سبتمبر 1962م المجيد ليخرج الشعب اليمني من الظلام إلى النور ويحرق جحور الكهنة والمشعوذين ويحمل قنديل الحرية والتحرر الوطني ويرفع علم الديمقراطية وحكم الشعب عالية ترفرف فوق سماء الأرض اليمنية الطيبة المباركة بشهادة رب العالمين. بحلول الجمعة 26 سبتمبر2008م نحتفل وتحتفل معنا قوى التحرر العربية والعالمية بذكرى الثورة اليمنية المجيدة التي صنع فيها الإنسان اليمني مجداً عظيماً في زمن الضعف العربي، والإسلامي. ففي مثل هذا اليوم خرج المارد اليماني ليدك حصون الطغاة وجبابرة القرن العشرين، وليصنع عهداً جديداً ويرسم طريق المجد والخلود ويفتح باب الحرية والتقدم والازدهار التي برزت على ارض اليمن حقيقة لا خيال، فكانت أول ثمار هذا اليوم العظيم اندلاع ثورة 14 أكتوبر المجيدة عام 1963م. فتأسست قاعدة التكافل الاجتماعي بين أبناء الشعب اليمني وهبَ شباب 26 سبتمبر و14 أكتوبر إلى النضال المشترك ضد الحكم الكهنوتي الأمامي في المحافظات الشمالية والحكم الاستعماري البريطاني في المحافظات الجنوبية من الوطن اليمني الحبيب، فقدمت القرابين للثورة من زهور اليمن الميامين حتى كتب الله النصر المبين للثورة اليمنية المجيدة 26 سبتمبر، و14 أكتوبر الخالدة، واندحرت الملكية والاستعمار معاً. هذه الثورة التي لم تكن ثورة بالمعنى المتعارف عليه، بل كانت تغيير واجتثاث وإعادة كرامة أمة سحقت وظلمة وقُهر رجالها.. فالثورة اليمنية هي ثورة بناء وتعمير، بناء الإنسان وتعمير الأرض المخربة والمغتصبة وإخراج ثروتها الوطنية من باطنها لينعم الشعب اليمني ببركاتها، فبنيت المرافق الأساسية للبنية التحتية التي كانت معدومة في الشمال وشبه معدومة في الجنوب فتغير وجه الأرض اليمنية وتغير معها الإنسان اليمني، فتُوج النصر الثوري اليمني بإعلان قيام الجمهورية اليمنية يوم 22 مايو1990م إحدى أهداف ثورة 26 سبتمبر الخالدة. 46 سنة من عمر الثورة السبتمبرية عشناها يوماً بيوم وبساعتها، وبدقائقها، فتربينا بضلعها وترعرعنا في حضنها ورضعنا من مبادئها فكان الوفاء لها بحمايتها، وحماية بناتها 14 أكتوبر والوحدة اليمنية العظيمة بعظمة الثورة السبتمبرية المباركة.. فهنيئاً لك يا قائد الأمة، وهنيئاً لك يا شعب العزة والإباء، وهنيئاً لكل الوطنيين الشرفاء، وألف مليون رحمة لشهداء الثورة اليمنية المباركة الذين سقطوا ويسقطون كل يوم وكل دقيقة وتسال دمائهم دفاعاً عن كرامة الأمة اليمنية والثورة اليمنية العظيمة ووليدتها وحدتنا الوطنية المباركة وحدة الشعب اليمني العظيم التي كانت ابرز منجزات ثورة 26 سبتمبر و14 أكتوبر المجيدة.