أقام آلاف الطلاب والطالبات والأساتذة والموظفين المنضوين في جامعة صنعاء اليوم مهرجاناً حاشداً احتجاجاً على الرسوم الكاريكاتورية التي نشرتها بعض الصحف الدانمركية، وأساءت بها لشخص الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم- ودعت الحشود الى تشديد المقاطعة للمنتجات الدانمركية، وتوسيعها لتشمل حتى التعاملات الرسمية الحكومية مع حكومة الدانمرك، وأدانت الصحف اليمنية التي أعادت نشر الرسوم الكاريكاتورية، داعية وسائل الإعلام اليمنية الى العمل بوعي ومسئولية. وفي خطابات ألقاها ممثل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وممثل هيئة التدريس بالجامعة-د. عبد الرحمن غانم ، وممثل اتحاد طلاب اليمن – فرع جامعة صنعاء(رضوان مسعود) شدد الجميع على أن الرسوم الكاريكاتورية تمثل إساءة للأمة الإسلامية جمعاء، وتطاول على الأديان السماوية المقدسة ، وانتهاك للحريات العامة وحقوق الشعوب في حرية العبادة. وأشارت الكلمات الخطابية الى أن تعنت الحكومة الدانمركية في موقفها، وإصرارها على رفض الاعتذار للمسلمين أنما هو نهج جديد لتشجيع التطرف وتنمية ثقافته في أوروبا، وكذلك تشجيعاً للإرهاب وينم عن قلة وعي الحكومة الدانمركية بخطورة ما أقدمت عليه من سلوك ومواقف من شأنها غرس العدائية والكراهية بين الأمم والدفع بالجماعات المتطرفة لتعزيز فرص الصدام الحضاري الذي يهدد أمن وسلام وسكينة شعوب العالم. من جهته قال الشيخ الزنداني أن مطالبته بمحاكمة الصحفيين الذين أعادوا نشر الرسوم لا يعني إدانته لهم بإرتكاب الجريمة, مشيراً إلى أن من يحق له ذلك وحده هو القضاء وأنه ليس جهة قضائية حتى يحكم إذا كانوا أدينوا أم لا. وأوضح الزنداني أن بعض الجهات - لم يسمها – ولأسباب سياسية تحور تصريحاته وتصوره على أنه يحرض ضد الأمن العام وإستقرار المجتمع, مشيراً إلى أن تلك الإستهدافات لن تمنعه عن إبداء رأيه في أي قضية. وأكدالزنداني أن إفتعال بعض القضايا والإعتداءات على صحفيين لن تثني الشعب اليمني عن الوقوف أمام من يسيئون للرسول الكريم, إلا أنه أكد تشكيل لجنة من المحاميين لمتابعة قضية الصحفيين اليمنيين الذين أعادوا نشر الرسوم المسيئة للرسول الكريم وأنه قد قام بجمع 5 مليون ريال لهذا الغرض. واستهجنت الكلمات أن تكون الإساءة للأديان والمعتقدات السماوية إحدى الصيغ المترجمة لحريات التعبير، أو حريات الصحافة نظراً للإساءة المترتبة عن ذلك ، والضرر المعنوي الذي تسببه للآخرين ، مؤكدين أن حريات الفرد تتوقف من حيث تبدأ حريات الآخرين ، وأنها عندما تصطدم بها فإن ذلك يسمى انتهاكاً للحريات، وللحقوق الإنسانية للمجتمعات، التي ينبغي على الجميع الحرص على التعايش معها سلمياً وبما يخدم سلام ومصالح البشرية كلها. ودعت الكلمات أيضاً الى مواصلة مسيرات وفعاليات الاحتجاج ، والاستنكار للفعل الدانمركي، وتشديد المقاطعة بصرامة لكل المنتجات الدانمركية، ومنتجات الدول التي تؤازرها وتتعاطف معها في الإساءة الى الدين الإسلامي، وطالبت بمحاكمة المسيئين في الصحيفة الدانمركية التي وصفوها بأنها "رأس الفتنة". ودعت أيضاً الحكومات الإسلامية الى ممارسة شتى ألوان الضغوط على المجتمع الدولي من أجل إصدار قانون دولي يجرم الإساءة للأديان والمعتقدات الروحية- مهما كان نوعها- تجسيداً لحرية العبادات التي أقرتها المواثيق الدولية وصكوك الأممالمتحدة. وعلى ذات الصعيد أحيت فرقة شبابية من طلاب الجامعة فعاليات فنية أنشدت فيها مجموعة من القصائد التي تعظم الرسول الكريم محمد – صلى الله عليه وسلم- وتمجد مآثره ، وفضله على البشرية في نشر دين الحق والهداية، والعديد من الابتهالات الإسلامية الأخرى التي تفاعلت معها الحشود بحماس. هذا وقد شهد المهرجان حضوراً كبيراً وملفتاً للأنظار من قبل الطالبات اللواتي رفعن اللافتات بحب الرسول – صلى الله عليه وسلم- وعصبن رؤوسهن بالشارات الخضراء المطرزة بعبارة (إلاّ محمداً)، وهتفن بمجد الإسلام والويل والثبور للمعتدين والمتطاولين على خير أمة أخرجها الله للناس.