منيت تيارات الحراك الانفصالي اليوم الأحد بفشل ذريع في إقامة مهرجانها في ساحة الهاشمي بمدينة عدن، التي شهدت منذ الفجر نشر أطواق أمنية واسعة أحالت دون التئام المحتشدين في مكان واحد، في الوقت الذي غابت قيادات الحراك الانفصالي عن بكرة أبيهم عن ساحة الأحداث. وتؤكد مصادر "نبأ نيوز" في عدن: أن السلطات الأمنية قامت باعتقال عدد كبير من الأشخاص الذين رفعوا أعلام تشطيرية "الجنوب العربي"، وهتفوا للانفصال وأثاروا الشغب، غير أنها ما لبثت أن أطلقت سراحهم جميعاً بعد ظهر اليوم، وتحفظت على (11) شخصاً منهم، ممن قامت لاحقاً بتسليمهم إلى نيابة لحج كونهم مطلوبين لديها على خلفية قضايا جنائية، نفذتها مليشيات التخريب الانفصالية في مناطق مختلفة من لحج. وتفيد المصادر: أنه شوهد شخصان يحملان علم الجنوب العربي وهما يتعرضان للضرب من قبل الأهالي في أحد الأزقة القريبة لساحة الهاشمي بعد فرارهما من قبضة السلطات الأمنية، واقتحامهما أحد المنازل للاختباء فيه، وهو ما قوبل من قبل سكان المنزل بطردهما وضربهما ضرباً مبرحاً- طبقاً لرواية أحمد سعيد جار الله، صاحب المنزل ل"نبأ نيوز"، والذي وصف نفسه بأنه "من سكان عدن الأصليين". وتفيد المصادر: أن بضع مئات من عناصر الحراك الانفصالي، أغلبهم قدموا إلى عدن من مدن مجاورة لها- وجميعهم من جناح ناصر النوبة- حاولوا التجمهر في ساحة الهاشمي غير أن السلطات منعتهم باعتبار المكان محطة للنشاط البشري، وأي تجمهر فيه يترتب عنه تعطيل مصالح الناس، وطلبت منهم التوجه إلى أماكن أخرى إلاّ أن تلك العناصر رفضت الامتثال، وحدث احتكاك بينها وبين الأجهزة الأمنية مما حذا بأفراد من الشرطة بإطلاق رصاص إلى الجو تفرق على أثره المحتشدين. ونوهت إلى أن عناصر الحراك فشلت في إقامة المهرجان، واكتفت بتوزيع منشورات مطبوعة تدعو إلى "استقلال الجنوب" وتصف الوحدة اليمنية ب"الاحتلال"، ولم يستمر تجمهرها طويلاً إثر حدوث مشادات كلامية بينها البين على خلفية الانتقادات الحادة التي وجهت لقيادات الحراك، والتي تم تحميلها مسئولية الفشل بسبب غيابها، وقد احتدم الخلاف بعد توجيه عدد من المتظاهرين أصابع الاتهام إلى جمال عبادي وأنصاره بإفشال التظاهرة "بإيعاز من حسن باعوم"، بقصد النيل من ناصر النوبة الذي أعلن مؤخراً عن تشكيل هيئة عليا للحراك "كممثل وحيد للجنوب"، منقلباً بذلك على جناح باعوم في مشهد درامي سبق أن أوردت تفاصيله "نبأ نيوز".