اتهم عدد من اليمنيين حاملي الجنسية الأمريكية وزارة الخارجية الأمريكية وقنصليتها بصنعاء بتصعيد ما وصفوه ب"ممارسات التمييز العنصري" ضدهم، والتعامل معهم ب"ردود أفعال سياسية"، وعرقلة معاملاتهم بقرارات "مزاجية" لا تمت بأي صلة للعمل الإداري والمؤسسي المتبع في مختلف أرجاء الولاياتالمتحدة ومكاتبها الدبلوماسية في الخارج. وقال عدد من اليمنيين حاملي الجنسية الأمريكية- حضروا اليوم السبت إلى مقر "نبأ نيوز": أنه في الوقت الذي تمثل أثيوبيا وكينيا موطن نبات "القات"، والمصدّر الأول له إلى داخل الولاياتالمتحدة وغيرها، فإن الخارجية الأمريكية "تعاملت بتمييز عنصري على أساس ديني"، وخصت اليمنيين حصرياً بمنع منح "الفيزا" لمتعاطي القات، بينما استثنت مواطني أثيوبيا وكينيا التي ينتشر فيها القات، "لكونهم يدينون بالديانة المسيحية وليس الإسلامية"- على حد تعبيرهم. واتهموا الخارجية الأمريكية باتخاذ القات "ذريعة لتصفية حسابات سياسية وعنصرية" في إطار تصعيد حملاتها ضد العالم الإسلامي، والضغط على اليمنيين للتراجع عن مواقفهم، مستشهدين في ذلك بما شهده الأسبوع الماضي من ردود أفعال أمريكية على الفعاليات الجماهيرية التضامنية مع فلسطين، بقيام موظفي القنصلية بإعادة معاملات حتى من استكمل فحوصاته الطبية من قبل، وفرض فحص القات عليهم، واستفزازهم بعبارات ساخرة منها ما قاله أحد الموظفين باستهزاء بأن هذا الإجراء "تضامناً مع غزه"!! وأوضح المتحدثون: أن موضوع فحص القات لا يستند لأي تشخيص مخبري طبي إطلاقاً، وإنما يخضع لمزاج موظفي قسم إصدار الفيزا- سمير محمد العرامي، وزكي البار- حيث أن الأطباء الذين تتعامل معهم القنصلية (عبد الرحمن المؤيد والمتوكل) يتركان المربع الخاص بنتيجة فحص (use of kat)- الموجود بالاستمارة- فارغاً، فيتولى موظفا قسم إصدار الفيزا التأشير عليه سلباً أو إيجاباً بحسب ما يعتقد المتحدثون بأنها "تعليمات استخبارية"، وأحياناً "بحسب المزاج". وأشاروا إلى أنه كلما حدث توتراً في العلاقات السياسية اليمنية- الأمريكية يقوم قسم إصدار الفيزا بتأشير جميع التقارير التي لديه سلبياً، وحرمان أصحابها من الأمريكيين من أصول يمنية من حق الحصول على الفيزا، والقاضي بتأجيل من يثبت تعاطيه القات لمدة عامين كاملين. وأكدوا أنهم لا يمانعون بإجراءات فحص القات، لكن القنصلية ترفض إحالتهم إلى مختبرات طبية ليتم فحص الدم بأجهزة علمية، كما هو معمول به في شتى أرجاء العالم عند الفحص عن المخدرات أو المنشطات أو غيرها، منوهين إلى أن القنصلية تتعمد ترك الموضوع بهذه الصورة لتتخذ منه ذريعة لتصفية حسابات سياسية، وفي إطار تمييزها العنصري ضد المسلمين المهاجرين إلى الولاياتالمتحدة. وطالبوا البيت الأبيض، والخارجية الأمريكية بمعاملة الأمريكيين من أصول يمنية أسوة بغيرهم من مواطني البلدان التي تنتشر فيها عادة مضغ القات، معلنين رفضهم التمييز العنصري الديني. كما ناشدوا الجمعية اليمنية الأمريكية للنشاط السياسي- ومقرها متشجن- بالتدخل والاحتجاج لدى الجهات المعنية، وتنبيه الإدارة الأمريكية إلى خطورة هذا النوع من التمييز العنصري الديني الذي تتعامل به القنصلية بصنعاء، لما له من أثر في إذكاء صراع الحضارات بين الشعوب.