أعلنت صحيفة "الديار" اليمنية المستقلة عن اتخاذها قراراً بعمل نصب تذكاري للصحافي العراقي منتظر الزيدي- مراسل قناة البغدادية- تخليداً لموقفه البطولي الشجاع، فيما دعت صحيفتي "الأضواء" و"اتجاهات" إلى اعتصام بمقر نقابة الصحافيين اليمنيين يوم غدٍ الأربعاء تضامناً مع منتظر الزيدي الذي رشق الرئيس الأمريكي بفردتي جذائه. وأكد الزميل عابد المهذري- رئيس تحرير صحيفة "الديار"- في تصريح ل"نبأ نيوز": أن إدارة الصحيفة أقرت في اجتماع لها مساء أمس الاثنين عمل نصب تذكاري من الجبس للزميل منتظر الزيدي في إحدى ساحات العاصمة صنعاء، تتحمل الصحيفة تكاليفه بالكامل، وأنها باشرت اليوم الثلاثاء التواصل مع الجهات المختصة لاستحصال ترخيص البناء، وتحديد الموقع.. كما تواصلت مع مكتب هندسي لوضع التصاميم اللازمة. وأشار الزميل المهذري إلى أن ما قام به الصحافي العراقي يمثل أقصى درجات الشجاعة والبطولة المطلوب من كل صحافي التحلي بها، مشيراً إلى أن الأسلوب الذي ترجم به الزيدي رفضه للاحتلال أنظف بملايين المرات مما قام به الاحتلال نفسه من مجازر إبادة جماعية، وتدمير للعراق، وتأجيج للفتن بين أبنائه، بل لا سبيل للمقارنة بين فعل محتل وفعل مقاوم ومدافع عن وطنه وعرضه. ودعا رئيس تحرير "الديار" جميع زملاء المهنة إلى التضامن مع اليزيدي وإقامة الفعاليات المختلفة التي من شأنها خلق ضغط دولي على السلطات العراقية لإطلاق سراحه. من جهتها أعلنت صحيفة "الأضواء" أنها قررت مع هيئة تحرير صحيفة "اتجاهات" بدء اعتصام يوم غد الأربعاء يستمر حتى ال24 من الشهر الجاري تضامناً مع الزميل منتظر الزيدي ودفاعاً عنه، وتأكيداً لرفض اعتقاله باعتبار أن ما قام به يهم العرب والمسلمين جميعاً. ودعت كافة الصحافيين اليمنيين ومراسلي وكالات الأنباء والفضائيات المحلية والعربية والعالمية إلى اعتصام مفتوح بمقر نقابة الصحافيين اليمنيين تضامناً مع الزميل منتظر الزيدي "الذي لقن الرئيس الأمريكي بوش درساً وأذاقه طعم الذل والإهانة برميه بحذائه دفاعاً عن كرامة الأمة العربية والإسلامية"- على حد ما جاء في بيان الصحيفة. كما طالبت الأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني بإعلان موقفها التضامني مع الصحافي العراقي وقناة البغدادية الفضائية، ومطالبه "حكومة الاحتلال" بسرعة إطلاق سراحه وتوفير الضمانات الكافية لحمايته وسلامته من أي اعتداءات وعملية تعذيب قد يتعرض لها أثناء التحقيق من قبل المحققين الأمريكيين والعراقيين داخل المنطقة الخضراء. من جهته طالب الاتحاد الدولي للصحفيين- مقره بروكسل- في بيان له أصدره عصر اليوم الثلاثاء بإطلاق سراح الصحفي العراقي الذي رمى حذاءه نحو جورج بوش، رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية، بسبب الدور الأمريكي في العراق. ويرى الاتحاد الدولي للصحفيين أن احتجاج الصحفي يمكن ان يعكس الاحباط الشديد الناتج عن سوء معاملة المواطنين العراقيين أثناء الاحتلال الأمريكي للعراق خلال السنوات الأربع الماضية حيث كان الصحفيون احد الضحايا الرئيسية. وكان منتظر الزيدي، مراسل تلفزيون "البغدادية" العراقي، قد رمي حذائه نحو جورج بوش، رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية، في بغداد. وهذا العمل الذي قام به يعتبر فعلا رمزيا يعبر عن كره لسياسة الولاياتالمتحدة – حيث يعتبر اظهار قاع حذائك كشكل من أشكال عدم الاحترام في العراق. وقال ايدين وايت، امين عام الاتحاد الدولي للصحفيين: "لقد عبر هذا الصحفي عن وجهة نظره التي يؤمن بها بعمق، مع ذلك فإننا لا نستطيع ان نبرر الفعل الذي قام به. ولكن بعد سنوات عديدة من الترهيب، وسوء المعاملة، والقتل على يد الجنود الأمريكيين، والذي لم يتوصل فيه التحقيق إلى نتيجة، ليس من المفاجئ أن يكون هناك غضبا ومرارة منتشرة بين الصحفيين." وقال الاتحاد الدولي للصحفيين بأنه ليس من قبيل المصادفة أن يأتي هذا الاحتجاج بعد ايام قليلة من رفض القوات الأمريكية اطلاق سراح صحفيا عراقيا معتقلا لديها، رغم اصدار محكمة عراقية امرا باطلاق سراحه. وقال وايت: "عندما تظهر الولاياتالمتحدة باعتبارها عاصية لحكم القانون في العراق، فإنه ليس من المفاجئ ان يبحث الصحفيون عن طرق أخرى ليعلنوا احتجاجهم على الظلم." وقد حذر الاتحاد الدولي للصحفيين من أن الصحفي يمكن ان يكون مهددا أثناء وجوده قيد الاعتقال استنادا إلى سجل المعاملة السيئة التي يتلقاها الصحفيين أثناء اعتقالهم على يد القوات الأمريكية. ويدعم الاتحاد الدولي للصحفيين نقابة الصحفيين العراقيين، وهي احد أعضاء الاتحاد الدولي للصحفيين، التي طالبت بإطلاق سراح منتظر الزيدي وضمان سلامته. كما ويطالب الاتحاد الدولي للصحفيين الحكومة العراقية بتنفيذ ما تعهدت به بأن تقوم بتحقيق شامل في حوادث قتل الصحفيين العراقيين منذ بداية الاحتلال الأمريكي. وبحسب إحصائيات نقابة الصحفيين العراقيين فقد قتل 284 صحفيا عراقيا منذ شهر نيسان عام 2003.