كتب الأستاذ منير الماوري- في معرض رده على القضية المرفوعة عليه من قبل الدائرة القانونية في المؤتمر الشعبي العام- كتب عن حذاء الزيدي، فقال: "وإذا كانت صحف المؤتمر الشعبي الحزب الحاكم في اليمن قد احتفت بحذاء الصحفي العراقي منتظر الزيدي، فعلى كتاب تلك الصحف ان يتذكروا ما كتبوه من هجاء في حذاء الصحفية اليمنية رشيدة القيلي، التي لم تقذف بها "الجرافي" نفسه ( جورج بوش)، وإنما قذفت "خدام خدام الجرافي"". لا أعرف بصراحة ما الذي أقحم منير الماوري في (الجزمة) وكان حرياً به أن يبقى بعيداً عنها، لكن قوله جعلني اتنبه لمشكلة كبيرة يقع فيها معظم الكتاب وتحديداً كتاب المعارضة. فكتاب المعارضة كثيراً ما ينتقدون زملاءهم من الكتاب في الصحف الرسمية أو المؤتمرية أنهم ليسوا أحراراً، بل هم مقيدون بقيود السلطة إلا أن الحقيقة أن كليهما مقيد، فإذا كان كتاب السلطة مقيدون بقيودها فإن كتاب المعارضة أيضاً مقيدون بقيود المعارضة وإليكم التفسير. إن الكتاب الأحرار– على وزن الضباط الأحرار- هم الكتاب الذين يكتبون ما يمليه عليهم ضميرهم دون ضغط سلطوي أو معارض فلا يمنعهم تقربهم للسلطة من انتقاد الخطأ، كما لا يمنعهم الانتماء إلى المعارضة الإشادة بما هو إيجابي. إن الذي جعلني أتنبه لهذا الأمر هو المحاولة اليائسة البائسة للماوري في انتقاد (الاحتفاء) السلطوي بحادثة قذف الزيدي ولا أعرف تحديداً سبب اتخاذه هذا الموقف المخالف للرأي العام، تعالوا نستعرض الأسباب معاً لعلي وإياكم نصل إلى السبب. 1- هل السبب أن منتظر (زيدي)؟ وهو لحقده على النظام صار يحقد على (الزيود) عامة؟! 2- هل هو الإنتماء لأمريكا، فرأى من واجبه ك(مواطن أمريكي) أن يدافع عن رئيسه؟ 3- أم هي المخالفة الآلية فما دامت السلطة قد احتفت بحادثة الحذاء فلا بد له من أن يخالفها بأي شكل حتى ولو أدى هذا إلى أن ينتقد موقف الزيدي، أو أن يساوي بين حذائه وحذاء القيلي!! ليس من حقي أن أنصح الأخ العزيز منير الماوري وأنا لا أعرفه شخصياً، لكنني سأوجه نصحي لكل الكتاب سواء كانوا كتاب سلطة أو كتاب معارضة، فأقول لهم: اكتبوا ما يمليه عليكم ضميركم دون اتخاذ موقف مسبق فهذا فقط هو ما يجعلكم أحراراً، لا تكونوا عبيداً للسلطة ولا عبيداً للمعارضة، لا تكونوا مؤيدين على طول الخط ولا معارضين على طول الخط، اتخذوا الموقف الذين ترونه مناسباً دون ضغط من سلطة أو معارضة. وأختم قولي بالحديث النبوي الشريف: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيراً أو ليصمت)! [email protected]