ما فعله " منتظر الزيدي" ليس بحاجة إلى تعليق، رجل شجاع وإنسان حر مقهور ومحبط وجد الفرصة لكي يعبر عن بعض ما في نفسه ولا خلاف على هذا. اللهم فرج كربه! ولكن الملفت هو ردة الفعل الشرسة لرجال الأمن التابعين للمالكي؛ ويبدو وكأنه قد تمت برمجتهم للتصرف بطريقة لا إنسانية..! أتساءل في أحيان كثيرة عندما أسمع وأرى ما يفعله هؤلاء مع المواطنين في البلدان العربية خلال المظاهرات والتحقيقات والاعتقالات: هل هم بشر مثلنا؟ هل لهم أخوة وأبناء وأمهات؟ كيف تم تجريدهم من الرحمة والرأفة؟ هل يشعرون بالذنب؟ أعني هل يسأل الواحد منهم نفسه قبل النوم إن كان قد أجرم في حق شخص؟ هل شارك في ظلم أو ترويع احد ما؟ لم أكن أخاف شيئاً أكثر من الكلاب لأنها تملك القدرة على إيذائك لمجرد أنها لا تعرفك كما انك لا تستطيع أن تقنعها انك لست عدوها (هذا عندما كنت طفلة)، أما اليوم فانا أرى أنها قد تكون أكثر رحمة من بعض رجال الأمن!! اعتقد انه يجب أن تسعى المنظمات الحقوقية في الوطن العربي للعمل على إعادة تأهيل رجال الأمن إنسانياً واخلاقياً. في النهاية.. هذا أوجب لاحترام القانون والدولة لان المخطئ لابد أن يأخذ عقابه، والمشكوك في أمره لابد أن يتم التحقيق معه، ولكن في حدود احترام إنسانيته وعدم التعدي على حرمته وكرامته.. ويجب أن يعلم من يمارس البطش والتخويف بحق الناس إن هذا لا يفقدهم كرامتهم وإنما يجعل منهم أبطالاً وضحايا ويضيف لقضيتهم نوعاً من القداسة في أحيان كثيرة.. كما إن كثيراً من الأبطال الشعبيين أرى إن من صنعهم هي الأنظمة الجبارة حين ظلمتهم بينما هم في الحقيقة أشخاص عاديون جداً.