دعا الدكتور عبد الحكيم عبد الحق- أستاذ التاريخ الإسلامي المساعد في كلية الآداب بجامعة تعز- إلى ضرورة وقوف العالم إلى جانب السلطان ليكون ناصحاً وموجهاً ومرشداً له خلال فترة حكمه حتى لا ينفرد برأيه، مشيراً إلى انه لا يمكن لحاكم أن يستغني عن عالم كون الحياة صعبة والأصعب منها أن ينفرد الحاكم برأيه، وبالتالي فلابد من تعزيز مبدأ الشورى التي دعا إليها الإسلام. جاء ذلك في سياق محاضرته (العلماء والسلطة) التي ألقاها صباح اليوم الخميس على قاعة منتدى السعيد الثقافي بمؤسسة السعيد للعلوم والثقافة بتعز في إطار برنامجها الثقافي للعام 2008م الذي اختتمته اليوم. وأكد عبد الحق على أهمية أن تكون العلاقة بين الحاكم والعالم علاقة مرتبطة بمصالح الناس, مستشهدا بفترة حكم الخليفة الخامس عمر بن عبد العزيز الذي حرص على أن يكون له بطانة خيرة من العلماء حتى جاء وقت لم يجد فقيرا يأخذ الصدقة والزكاة، منوهاً إلى أن العلماء ليسوا دائماً على حق، فهناك من يسبب الكوارث بسبب الفتاوي التي تصدر عنهم. واستعرض المحاضر نماذجاً من العلاقة بين العلماء والسلطان في العصر العباسي الأول, موضحا إن العلماء في ذلك العهد وقفوا إلى جانب السلطان مواقفاً ثلاثة فمنهم من المشارك، ومنهم الرافض، ومنهم الذي انسحب من الحياة السياسية والاجتماعية.. وقال: إن الفريق المشارك كان ينظر للمشاركة في السلطة فرصة تمكنه من تغيير المنكر والأمر بالمعروف، فوجود هذا الفريق سيعمل على إعانة السلطة في تغيير كثير من المنكرات في حين لن يتمكنوا من فعل ذلك لو كانوا بعيدين عن السلطة.. وأما الفريق الذي لم يشارك كانت مشاركته من خلال اللسان، فكانت نظرته انه لو عمل مع السلطان سيغير قلبه ولن ينكر منكر بعد ذلك ولن يأمر بالمعروف.. وفريق ثالث استخدم اللين واللطف والمداراة في النصح للحكام, مشدد ا على أهمية اللين والرفق في الإسلام الرافض للعنف والتطرف.. وأشار إلى فريق آخر وهم الذين اتخذوا منهجاً انسحابياً من الحياة، وانقطعوا للعلم والعبادة والرزق، وهذا لا يتناسب مع الإسلام الذي حث على أن يكون للإنسان دوراً في الحياة.. واستعرض المحاضر في ختام محاضرته أهمية معاونة الحاكم من قبل العالم على الحق والعدل وليس الظلم. هذا وقد أثريت المحاضرة التي افتتحها وأدارها فيصل سعيد فارع مدير عام مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة بتعز بالمداخلات والمناقشات من قبل الحاضرين. تنويه: نعتذر لتأخر تحميل التعليقات بسبب خلل في البرنامج نقوم بمعالجته حالياً وسيتم تحميلها حال الانتهاء..