تحت شعار: (نحو دمج سيدات الأعمال اليمنيات في التنمية والاستثمار)، انطلق صباح اليوم الاثنين المؤتمر الوطني الأول لسيدات الأعمال اليمنيات، الذي ينظمه الاتحاد العام للغرف التجارية الصناعية، ووزارة الصناعة والتجارة، والمؤسسة الألمانية للتعاون الفني، ومشروع تطوير القطاع الخاص، ومجلس سيدات الأعمال، وتشارك فيه نحو (150) مشاركة من القطاع الحكومي والخاص، بينهم نحو (100) سيدة أعمال يمنية. وفي الجلسة الافتتاحية، أكد يحيى بن يحيى المتوكل- وزير الصناعة والتجارة- تطلع الدولة إلى تفعيل شراكة المرأة في البناء التنموي، ودعا الشركاء الإقليميين والمحليين إلى دعم المرأة من خلال الحد من القيم المتخلفة السائدة في ثقافة المجتمع، في الوقت الذي كشف محمد عبده سعيد- رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية الصناعية- عن نية الاتحاد توسيع نشاط سيدات الأعمال إلى المحافظات وتأطيرهن بإطار نقابي. وفي كلمته، قال الدكتور يحيى المتوكل:: أن مسئولية الاهتمام بمتطلبات تحقيق التنمية الشاملة، مشيرا إلى جهود الإصلاح المالي والاقتصادي التي بدأت منذ منتصف 1995م والتي سارت بشكل جدي لتثمر في مجملها في جعل الاقتصاد اليمني أكثر انفتاحا واندماجاً في الاقتصاد العالمي، ولقد كانت تلك الإصلاحات إحدى مرتكزات العملية التنموية. وتطرق إلى الإجراءات التي تم اتخاذها على طريق إصلاح الاقتصاد وإنعاش بيئة الاستثمار. وأشار إلى أن التنمية الشاملة لن تكون حكراً على أي من فئات المجتمع وأن أي إضافات حقيقية لرفع الجهود يتم النظر إليها بتقدير عالٍ لتسهم في رسم ملامح الشراكة المجتمعية التي تسعى الحكومة إلى تحقيقها مع مختلف مكونات المجتمع دون استثناء، والتي تمثل فيها سيدات الأعمال احد الأركان ونستبشر في مؤتمرنا هذا بمزيد من النشاط والتفاعل للرائدات والمهتمات لتأدية دور في التنمية الاقتصادية والمجتمعية في المجتمع اليمني. ونوه إلى أن الهدف الأساسي من المؤتمر هو بالدرجة الأولى توافق الجميع على أهمية أن يكون للمرأة بشكل عام ولسيدات الأعمال بصفة خاصة دور في عملية التنمية الشاملة، ولا بد أن يتم تشكيل أطر قانونية واجتماعية وثقافية واقتصادية الكفيلة بتاطير مختلف الأنشطة الهادفة لتحقيق مزيد من إسهام المرأة في قضايا المجتمع واستيعابها في التشريعات المنظمة للعلاقة بين مؤسسات الدولة المختلفة ومكوناتها المجتمعية. وتطلع إلى أن يمثل المؤتمر خطوة هامة في مسار تحقيق الشراكة بين المؤسسات وتسخير القدرات لتحقيق الغايات نحو مجتمع اكبر إنتاج وعطاء. من جانبه دعا محمد عبده سعيد- رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية الصناعية- إلى إطلاق يد المرأة في المجال الاقتصادي، وقال: غننا لا نريد امرأة على الهامش بل نريدها سيدة أعمال، ووزيرة، وغير ذلك، مشيراً إلى ما تعاني منه المرأة من تمييز وانتقاص لدى مؤسسات مختلفة، مرجعاً ذلك إلى منظومة القيم المتخلفة التي لا تنتمي إلى قوانين وأعراف المجتمع، والتي تتطلب من الجميع- حكومة وقطاع خاص، وشركاء وطنيين وإقليميين للحد من تأثير تلك القيم المتخلفة حتى تتلاشى وتغيب نهائيا من المجتمع. وأشار إلى أن تلك الظروف هي التي دفعت الاتحاد إلى إنشاء إدارة متخصصة بسيدات الأعمال تعمل على تجميع المعلومات ودراسة ظروف العمل وبيئته. وكشف عن نية اتحاد الغرف التجارية توسيع نطاق عمل إدارات سيدات الأعمال ليكون ذلك على مستوى المحافظات، مؤكداً أيضاً أن الاتحاد يخطط لحشد سيدات الأعمال في إطار نقابي، متطلعاً إلى أن يقوم الشركاء المحليين والدوليين بدعم هذا التوجه من أجل سيدات أعمال قوية. وفيما حضر جلسة الافتتاح الدكتور ابراهيم عمر حجري، وزير التعليم الفني والتدريب المهني، والدكتورة أمة الرزاق حمد- وزيرة الشئون الاجتماعية والعمل، والأستاذة رمزية الارياني رئيسة اتحاد نساء اليمن، والدكتورة ابتهاج الكمال وكيلة وزارة التعليم الفني، والدكتورة حسنية القادرى رئيسة مركز دراسات المرأة بجامعة صنعاء، والدكتورة خديجة الهيصمي، وعدد كبير من الشخصيات الحكومية والمدنية الرجالية والنسوية، فإن الجلسة الثانية من المؤتمر تم تكريسها لمناقشة عدد من أوراق العمل تصدرتها ورقة السيدة فوزية ناشر- رئيسة مجلس سيدات الأعمال اليمنيات- ثم أعقبتها ورقة إدارة سيدات الأعمال بالاتحاد، ثم ورقة وزارة الصناعة والتجارة. وبحسب أدبيات المؤتمر فإنه يهدف إلى خلق دور تكاملي لسيدات الأعمال والمساهمة الفاعلة في التنمية الاقتصادية في البلاد، والخروج برؤية مهنية تنظم أنشطة سيدات الأعمال اليمنيات ليتمكن من أداء دورهن بشكل فاعل في التنمية الاقتصادية في البلاد، إضافة إلى تذليل الصعوبات التي تلاقيها سيدات الأعمال في ظل مجتمع محافظ باعتبارهن جزء من النشاط الاقتصادي. يناقش المؤتمر مجموعة من أوراق العمل تتركز في ثلاثة محاور رئيسية، الأول يناقش إستراتيجية التنمية وكيف يمكن أن تنبثق عنها إستراتيجية خاصة بتنمية سيدات الأعمال من خلال استنتاج رؤية لسيدات الأعمال في إطار الرؤية الملية للمجتمع ، فيما سيركز المحور الثاني على التحديات التي تواجه سيدات الأعمال وواقع البيئة الاستثمارية لمشاريعهن وآليات تطوير ومساعدة سيدات الأعمال في اليمن. ويتمثل المحور الثالث في كيفية دمج الأعمال في التنمية وهي عملية تسمى "التشبيك" والعلاقات بين سيدات الأعمال كمفردات أو تنظيمات وكذا بين سيدات الأعمال وتنظيمات خارجية من خلال خلق شبكة تحقق طموح سيدات الأعمال في اليمن. كما يستعرض المؤتمر تجارب وخبرات دول مختلفة لتحديد رؤية إستراتيجية للنهوض بواقع سيدات الأعمال في اليمن.