دعا عدد من خطباء تعز وأبين وإب إلى إيلاء الخطباء والواعظات مهمة تعزيز قيم الديمقراطية، ومفاهيم المواطنة الفاعلة، من خلال مراجعة وتطوير الخطاب الديني، وتعزيز دور المسجد في نشر تلك القيم والرفع من مستوى الناس من خلالها. وأكدوا على ضرورة تكوين منظمات حقوقية تعزز من تلك القيم النبيلة، وأن تكون هناك لجان حقوقية في المساجد التي ينبغي أن تتاح للمحاضرين الحقوقيين مكان فيها لكي يسهموا على توعية الناس بمبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان. جاء ذلك في ختام الدورة التدريبية التأهيلية التي نظمتها المنظمة الوطنية لتنمية المجتمع nodsyemen بالتعاون مع البرنامج الكندي لتنمية الجهود الذاتية المحلية، واستهدفت 30 خطيباً وواعظة. وأكد الخطباء المشاركين- ويمثلون محافظات تعز– وأبين– اب" على أن هناك ثمة اتفاق على عدد من المبادئ الأساسية للديمقراطية التي تكشف عن ثقافة مجتمع ما، والتي يتم تضمينها في الدستور أو لائحة الحقوق، وتتفق تلك العناصر مع الإسلام وأحكامه ومقاصده باعتبارها من الحكمة الإنسانية التي وصفها الحديث الشريف بأنها ضالة المؤمن التي عليه البحث عنها والأخذ بها أينما وجدها. وفيما أشار بعض الخطباء إلى أن آليات وقيم ومبادئ الديمقراطية تتفق مع قيم الإسلام بنسبة 90%، فقد أكد البعض الآخر أنها تتفق 100%. هذا وكانت الدورة قد شهدت حواراً ونقاش لمعرفة ما لدى الآخر من حجج وبينات وقناعات، حيث تلاقحت الآراء، وامتزجت الأفكار فتمخضت عنها خلا صات واستخلاصات ربما كانت أقرب إلى الحقيقة التي ينشدها الجميع. وتطرقت الدورة إلى محور "الديمقراطية" قدمه المدرب والباحث: نادر العريقي، ومحور المواطنة قدمه المدرب: ممدوح عبد الخالق الحميري– الانتخابات والحكم الجيد يقدمه: المدرب معاذ محمد الصوفي– ومحور: "دور المجتمع أفراد ومؤسسات في ترسيخ قيم المواطنة الفاعلة" قدمه: شوقي القاضي. وعن سبب استهداف الخطباء والواعظات في كثير من دورات المنظمة، قال شوقي القاضي- رئيس نودس يمن- ل"نبأ نيوز": لأننا نعتقد أن لهذه الفئة دور عظيم ومنشود في رفع وعي المجتمع عقدياً وإيمانيا وأخلاقيا وتنموياً، ولا يمكن لها أن تؤدي هذا الدور الكبير وهى بعيدة عن حوارات المجتمع وقضاياه المختلفة (علمياً واقتصادياً وسياسياً و...). كما لمسنا اهتمام كل المؤسسات التوعوية بكل الفئات المجتمعية عدا هذه الفئة فبادرنا بإقامة أنشطة تستهدفها لترفع وعيها وتنشر رؤاها وتستفيد من خبراتها وتخصصاتها ليعم النفع على مجتمعنا وفي يمننا الحبيب.