كشف السيد جورج أطاف- عضو فريق المفوضية الأوروبية- أن فريق المفوضية يجري مباحثاته حالياً مع الجهات المعنية اليمنية لإنشاء هيئة وطنية لحقوق الإنسان، تضم عدد كبير من منظمات المجتمع المدني، وتتمتع بصفة مستقلة وسيادية بموجب تشريع قانوني بها. جاء ذلك خلال لقاء عقد مساء أمس الاثنين في قاعة البيت الثقافي للشباب والطلاب بعدن، التابع لمركز اليمن لدراسات حقوق الإنسان، وضم فريق عمل المفوضية الأوروبية المؤلف منه والسيدة أمل الباشا رئيسة منتدى الشقائق العربي لحقوق الإنسان والمستشارة في المفوضية الأوروبية، ومشاركة عدد من ممثلي المنظمات الحقوقية والأحزاب وناشطين مدنيين واجتماعيين وسياسيين. وقد أوضح السيد جورج أطاف: أن هذه الهيئة ستكون مستقلة استقلالية مؤسسية واستقلالية مالية لكنها يجب أن تنشأ بموجب قانون يصدر عن البرلمان حتى تكون محصنة، مشيراً إلى أن إنشائها يأتي تنفيذا لقرار دولي صدر عن مؤتمر باريس عام 1993م واقر من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة. وأوضح: أنه لابد من وجود ضمانات لهذه الهيئة تضمن استقلاليتها وبوجود آلية تضمن عدم التلاعب بمواردها المالية، وتضمن فعالية عالية في مجال تعزيز حقوق الإنسان، وفي رصد الانتهاكات، وجمع المعلومات، وتعزيز الأنشطة ذات العلاقة بنشر ثقافة حقوق الإنسان وبالذات الشكاوي من الإفراد، ومتابعة السلطات لتقديم الحلول السريعة لها. وقد تولت الأستاذة أمل الباشا تقديم إيضاحات أوسع لمهام هذا الفريق .. وقد فتح النقاش للمشاركين في هذا اللقاء كانت استخلاصاتها تؤكد على إقرار بأهمية تشكيل مثل هذه الهيئة لكن المحاذير كثيرة أبرزها أنه لا يمكن ضمان استقلاليتها ولا يمكن ضمان تمكينها من القيام بالمهام المحددة لها سيما وأن هناك تجارب في هذا الشأن.. ومع ذلك أكد المشاركون على أهمية مواصلة البحث والحوار والمناقشات في هذا الموضوع وبالذات من قبل المنظمات الناشطة في مجال حقوق الإنسان كون هذه الهيئة يجب أن تستند في قيامها بدرجة رئيسية لهذه المنظمات التي اثبت فعلها وإسهامها في مجال حقوق الإنسان. وأكد المشاركون على أهمية استمرار وتوسيع الحوار والمناقشات المتعلقة بتأسيس هذه الهيئة.. كما أثار المشاركون العديد من المحاذير والمخاوف حول قيام هذه الهيئة لكن السيد جورج أطاف إزاحة هذه المخاوف مؤكداً على أن خطوات تأسيس وقيام هذه الهيئة سيرافقها حرص على مشاركة منظمات المجتمع المدني المعنية والناشطة في مجال حقوق الإنسان من خلال تواصل اللقاءات والاجتماعات والمناقشات المتعلقة بقيام هذه الهيئة. وأكد كذلك على أن مشروع هذه الهيئة سيتم تقديمه للمناقشات الموسعة لاغنائه وإقراره من قبل منظمات المجتمع المدني. من جانبها أكدت السيدة أمل الباشا على أهمية قيام هذه الهيئة، منوهة أيضا إلى أن المحاذير واردة لكننا يجب أن نعمل معاً لوضع آليات ضمان واستقلالية لهذه الهيئة مؤكدة على الأهمية المبدئية لقيام هذه الهيئة ..