بعد استهداف صارخ لمدارس البنات، أشعلها نائب متشدد داخل البرلمان قذف المدارس العامة بتهمة تدريس الطالبات ثقافة جنسية، امتدت الفتنة إلى خارج أسوار البرلمان لتصل أبين ببيان لمتشددين يتهم نسائها بالفجور، والى شبوة باعتداء وقذف علني لنساء في دورة تدريبية، طالت رياح التطرف أخيراً مدرسة سكينة للبنات بأمانة العاصمة، بقيام عضوا مجلس محلي السبعين بأمانة العاصمة باقتحام المدرسة واستعراض "فتوة الرجولة" داخلها، والاعتداء على مديرتها بالسب والشتم والطرد، في ظاهرة تنذر بعودة حملات التكفير والاستباحة الطالبانية إلى ساحة اليمن. وفي أول رد فعل على ما حدث، طالبت النقابة العامة للمهن التعليمية والتربوية السلطات برد الاعتبار لمديرة مدرسة سكينة بأمانة العاصمة، داعية إلى عدم التعرض للمدرسة ومديرتها مستقبلاً ومحاسبة المسيئين، والالتزام بعدم التعرض والتدخل في مهام وشئون الإدارات المدرسية والعملية التعليمية والتعاطي مع الأخطاء أن وجدت عبر القنوات الإدارية المتخصصة وفقاً للقوانين النافذة. كما دعا فرع النقابة بأمانة العاصمة جميع مدراء ومديرات المدارس، ورؤساء اللجان النقابية بالمديريات والمدارس لحضور اجتماع ينعقد يوم الأحد القادم في مدرسة أروى الساعة العاشرة والنصف صباحاً، لوضع برنامج تصعيد الإجراءات بشأن هذه المطالب في حال عدم تنفيذها. وأكد بيان صادر عن اللقاء الموسع لرؤساء اللجان النقابية بالمديريات وقيادة فرع النقابة بأمانة العاصمة (بشأن التعسفات على مديرة مدرسة سكينة) "أن ما تتعرض له مدرسة سكينة من اعتداءات متكررة تعيق سير العملية التعليمية وتصيبها في مقتل، ومن ذلك مواصلة الاستهداف التعنتي المقيت لهيئتها الإدارية والتدريسية، وبالذات الاستهداف المتعمد لمديرة المدرسة الأستاذة/ جميلة العنسي". وذكر البيان: إن اقتحام مدرسة سكينة والتعرض لمديرتها بالسب والشتم، والتأكيس على حافظة الدوام المدرسي في مقر عملهم جاء على خلفية الإضراب الذي عم العاصمة صنعاء يومي (21، 22 ديسمبر 2008م) بدعوة من النقابة العامة للمهن التعليمية والتربوية للمطالبة بفوارق المعلمين عن طبيعة العمل. وقال البيان: إن"المدعو فارس الذيباني وبمعيته شخص أخر يدعى ضيف الله الهالك- عضوا المجلس المحلي بمديرية السبعين بدعم من بعض قيادة المجلس المحلي بالمديرية ذهب يستعرض بزيه ورتبه العسكرية ضد امرأة فاضلة ومربية قديرة كالأستاذة / مديرة المدرسة وجميع أعضاء الهيئتين الإدارية، والتربوية وطالبات المدرسة دونما احترام للاستحقاق التربوي". وأضاف البيان: "أخذت هذه الحادثة أبعاداً جديدة وخطيرة، فلم يقف العابثون عند هذا الحد، بل قاموا بإغلاق المدرسة في وجه الطالبات، والمدرسين، وأولياء الأمور، وواصلوا ضربهم عرض الحائط بكل القيم التربوية والقانونية.. متعدين بذلك حدود صلاحياتهم، بل والمبالغة في مخالفة القوانين المنظمة لأحد أكبر المؤسسات الرسمية في الدولة بتوجيههم مذكرات لمديرة المنطقة التعليمية بتغيير مديرة المدرسة، وتوجيه أخر يأمر (حارس المدرسة) منع المديرة المذكورة من دخول المدرسة دون وضع اعتبار لمكانتها التربوية ورسالة المدرسة القيمية". واعتبر البيان "هذه الحادثة سابقة خطيرة في أداء السلطة المحلية بمديرية السبعين، بأمانة العاصمة"، داعيا رئيس الجمهورية "إلى التدخل لإيقاف أمثال هؤلاء وإلزامهم بضرورة احترام قدسية المهنة التعليمية، وجميع أفرادها التربويين والتربويات في كافة الهياكل الإدارية، وتنفيذ المطالب المحددة في بياننا هذا بما يكفل عدم العودة لمثل هذه الممارسات غير المسئولة من شأنها تقود في حال تكرارها لنتائج سلبية وخيمة لا تعيق غير ممكنات الإصلاح الإداري، وتقوض أركان التنمية المستدامة التي يطمح الجميع (قيادة – وشعباً) إلى ضرورة إحرازها".