كثيرة هي الأخبار التي تتناقلها وسائل الإعلام حول تطورات العملية الانتخابية في اليمن ‘ إلاّ أن حقيقة المواقف ظلت تائهة بين مفردات الخطاب السياسي المتشنج الذي تروجه الصحف الحزبية، وبين تحليلات واجتهادات غير مسئولة للصحف غير الحزبية..الأمر الذي قاد "نبأ نيوز" الى أروقة الأحزاب ذاتها بحثاً عن "الموقف" – وهي الرحلة التي نبدأها اليوم من مكتب الأستاذ يونس هزاع – رئيس الدائرة السياسية للمؤتمر الشعبي العام (الحاكم)- فكان لنا الحوار التالي: * كيف تنظرون الى تهديد بعض الأحزاب بمقاطعة الانتخابات؟ -- المؤتمر الشعبي العام معه مشاركة أوسع في الانتخابات القادمة سواء المحلية أو الرئاسية، ونحن ندعو باستمرار الأحزاب السياسية الى تقديم أفضل ما لديها من مرشحين من أجل خوض الانتخابات بطريقة حضارية، تعكس قوة الحراك الديمقراطي في اليمن، ومن منطلق الالتزام بالدستور والقانون. أما مسألة أن بعض الأحزاب تهدد، أو لن تشارك بالانتخابات نتيجة عدم حصولها على الحصة التي تريد في اللجان الإشرافية والفرعية فالمؤتمر غير معني بالموضوع، وعلى الأحزاب أن تقدم الكشوفات للجنة العليا للانتخابات وفقا للقانون والسقف الزمني المحدد، والخيارات التي طرحتها اللجنة العليا للانتخابات.. فهي طرحت عدة خيارات سواء الالتزام بالحصص التي تم إتباعها في انتخابات عام 2003م أو وفقاً لعدد الأصوات، أو وفقاً لعدد المقاعد ولكن بعض الأحزاب رفضت هذه الخيارات وطلبت البحث عن بدائل أخرى. * المؤتمر أيضاً انتقد اللجنة العليا، وهدد بمقاضاتها، أليس هذا إجماعاً على وجود خلل حقيقي في اللجنة؟ -- لا يمكن أن نتحدث عن عدم وجود خلل.. مسالة تنفيذ القانون هي الأساس ، وعلى اللجنة العليا للانتخابات أن تلتزم بتنفيذ القانون، وكذلك الحال بالنسبة للأحزاب، لأنه يجب على الأحزاب واللجنة العليا العمل وفقاً للقانون،لأننا عندما يُخترق القانون سنقف بوجه أي جهة تخترقه. * هل تتوقعون أن تقوم أحزاب اللقاء المشترك بمقاطعة الانتخابات؟ -- ليس من مصلحة أي حزب مقاطعة الانتخابات، لأنه حينئذ سيضع مستقبله السياسي في مهب الريح. * سبقت كل التجارب الانتخابية أزمات ثم حوار..هل نستطيع القول أن هناك مساومات بين الأحزاب؟ -- نحن لا نسمي الحوار مساومات! لأننا نعتقد أن الحوار يحمل قيمة حضارية أكبر؛ وعندما تكون هناك تنازلات مشتركة بين الأحزاب فهي من أجل الوصول الى انتخابات حرة ونزيهة، وبما يمكن أن تصبح أفضل من أي انتخابات سابقة.. ونحن نعتبر هذا هدف مشترك لجميع الأحزاب، وليس مساومات. * ما رأيكم بالتنسيق بين اللجنة العليا والخدمة المدنية؛ أما تعتقدون أن ذلك سيضعف العملية الانتخابية من خلال الكوادر غير المؤهلة؟ -- عندما اختارت اللجنة العليا أن يكون أعضاء اللجان الإشرافية والفرعية من المتقدمين للتوظيف فذلك لأنها وجدت أن الأحزاب عجزت عن التوصل الى اتفاق حول توزيع حصص اللجان ، وباعتبار أن هؤلاء هم الأكثر حيادية وقبولاً على مستوى الشارع السياسي والأحزاب. * ما هي أكثر النقاط التي اختلفتم عليها وأدت الى فشل الحوار؟ -- الحوار لم يفشل لحد الآن، ولا توجد خلافات بين المؤتمر الشعبي العام والأحزاب الأخرى ، وإنما المسألة تتعلق بخلاف بين الأحزاب واللجنة العليا للانتخابات بشأن آليات تنفيذ القانون، فكل رؤيا تختلف عن الأخرى، إذ أن بعض الأحزاب تطالب بإعادة تشكيل اللجنة العليا للانتخابات، أو توسعتها.. بالنسبة لنا دعونا الأحزاب الى فتح حوار مع اللجنة العليا للانتخابات نفسها باعتبارها هي المعنية بالأمر. * هناك من يقول أن منظمات دولية متورطة بتعثر الحوار.. ما رأيكم بهذا؟ -- العملية الانتخابية هي شأن اليمنيين، وهم أكثر حرصاً على نجاح هذه الانتخابات المترجمة للعملية الديمقراطية التي هي في حالة تطور مستمر منذ قيام الوحدة اليمنية وحتى اليوم.. أما موضوع المنظمات الدولية فهي إذا قدمت استشارات أو رؤى لتطوير هذه العملية فنحن نرحب بذلك، لكن ليس هناك أي جهة متورطة باتهامات معينة. * هل نفهم من ذلك أنكم ستفتحون الأبواب أمام المنظمات الدولية لمراقبة الانتخابات بغير انتقاء؟ -- بالتأكيد ، نحن حتى في الانتخابات الديمقراطية السابقة كان هناك مراقبين دوليين في جميع المراكز الانتخابية، وكانت الأبواب مفتوحة أمامهم ؛ بل على العكس كانت هناك أيضاً تسهيلات كبيرة، إذ قام المتطوعون بمرافقة المراقبين ، وتسهيل مهمتهم وتنقلاتهم، بحيث لا يكون عليهم أي ضغط أو محاولات لتوظيف عمليات الرقابة الدولية لطرف ما. * لحد الآن لم يحدد المؤتمر مرشحه للرئاسة. هل معنى ذلك أن ترشيح الرئيس علي عبد الله صالح أمر مسلم به- رغم أنه جدد قبل أيام عدم رغبته بالترشيح ؟ -- هذا الأمر سوف يحسمه المؤتمر الاستثنائي للمؤتمر العام السابع. * متى ؟ -- خلال الأشهر القادمة. * هل تتوقع بقاء الرئيس على رأيه بعدم الترشيح؟ -- نتمنى أن لا يبقى مصراً على رأيه. * لكنه مصر على موقفه؟ -- ونحن مصرون أيضاً ، والمؤتمر أخذ قراره بأن علي عبد الله صالح هو مرشحه للرئاسة، وسيتم اتخاذ قرار نهائي بهذا الشأن خلال المؤتمر الاستثنائي. * لو وجدتم أن رغبته ملحة، وأن الرجل يريد الاستمتاع ببعض الراحة، فهل من الممكن أن تحترمون رغبته؟ -- نحن نحترم ذلك، ونحترم قراراته، والأخ الرئيس في النهاية بمثابة الأب لكل الشعب، لذلك من الصعب على الأبناء القبول بطلب كهذا بارتياح. *** تنوه "نبأ نيوز" الى أنها ستنشر خلال الفترة القادمة سلسلة حوارات مع مسئولي مختلف الأحزاب السياسية اليمنية- حاكمة، ومحكومة، وموالية، وأخرى "لاعبة على الحبلين".