شهدت "خيمة المقاومة" صباح اليوم الاثنين ماراثوناً فريداً، تسابقت فيه الجامعات اليمنية الحكومية والأهلية على فتح أبوابها للطلاب من أبناء شعبنا الفلسطيني، وتخصيص مقاعد سنوية مجانية، وإعلان الاستعداد الكامل لدعم مؤسسات التعليم الجامعي الفلسطيني، التي تم استهدافها بالقصف الصهيوني، ليأتي ذلك مجسداً خطاً جديداً من المقاومة التي بادرت لتفعيلها جمعية كنعان لفلسطين برئاسة الاستاذ يحيى محمد عبد الله صالح، وبحماس منقطع النظير من قبل القائمين على جميع الجامعات اليمنية. وفيما أعلنت جامعة سبأ عن إعفاء الطلاب الفلسطينيين لديها من الرسوم، أعقبتها الجامعة اللبنانية الدولية بتخصيص خمس مقاعد دراسية سنوية للطلاب الفلسطينيين، لتعلن على الأثر الدكتورة وهيبة فارع- رئيسة جامعة أروى- عن إعفاء طلابها الفلسطينيين للفصل الحالي من كافة الرسوم، وكذلك أوائل الدفعات المستمرة، وإضافة خمسة مقاعد سنوية عما كانت تخصصه الجامعة لهم من قبل، مؤكدة أن جامعة أروى لا تفرق بين حمساوي أو فتحاوي بل تفتح أبوابها لأبناء فلسطين من كل بقاعها، ومن كل ثغور مقاومة الاحتلال الصهيوني. الدكتور خالد طميم- رئيس جامعة صنعاء- أعلن بدوره، وباسم كل الجامعات الحكومية اليمنية عن الاستعداد الكامل لقبول جميع الطلاب الفلسطينيين الذين حرموا من الدراسة الجامعية العام الماضي، متعهداً بدعمهم بأقصى الإمكانيات المتاحة! أما وزير التعليم العالي الدكتور صالح باصرة، فقد قدم مقترحاً حضي بالتجاوب الفوري، بأن تقدم كل جامعة خاصة خمسة مقاعد لأبناء الشعب الفلسطيني، وأن تقدم الجامعات الحكومية مقاعد خارج المغطاة، (40) مقعداً من جامعة صنعاء، و(20) مقعداً بقية الجامعات الحكومية. كما اقترح على نقابة أعضاء هيئة التدريس خصم راتب يوم، فيما تقدم الجامعات الأهلية (10) آلاف دولار ليتم إرسالها جميعا للجامعات الفلسطينية وعبر لجنة مشتركة من الجامعات الحكومية والأهلية. وقال الدكتور صالح باصرة- في كلمة ألقاها على هامش اليوم التضامني مع الجامعات والمؤسسات الأكاديمية الفلسطينية، الذي احتضنته خيمة المقاومة بصنعاء اليوم الاثنين: أن الشعب الفلسطيني أدرك في وقت مبكر أهمية العلم والتعليم لذلك فهو أكثر شعب عربي متعلم، ورضعنا من ثديه العلم في كل الأقطار العربية بما فيها اليمن ، فأنشأ المراكز والجامعات ومراكز البحوث والدراسات لهذا رأت إسرائيل أن الصراع ليس فقط صراع البندقية وإنما العلم والمعرفة فقامت بضرب الجامعات والمدارس ومنع الطلاب من الخروج لإكمال دراساتهم غير أن كل هذه المحاولات لم تنفع. وأكد الدكتور باصرة: أن اليمن أعطت لأبناء الشعب الفلسطيني الكثير من المنح الدراسية ، فقد خصص فخامة الأخ الرئيس (200) منحة إضافية للطلاب الفلسطينيين وعلى وجه الخصوص أبناء الأراضي المحتلة إلا أن المشكلة تكمن في عدم مجيء هذا العدد بسبب الحصار الإسرائيلي ومنع خروج الطلاب، مؤكداً أن اليمن ستقدم كل ما تستطيع. من جهته، أكد الأستاذ يحيى محمد عبد الله صالح- رئيس اللجنة المشتركة لخيمة المقاومة: على ضرورة استمرار وتواصل الدعم والتضامن مع الجامعات الفلسطينية والأكاديميين الفلسطينيين وتطويره ليستجيب مع تحديات النضال والمقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي الذي تمادى في جرائمه التي وصلت إلى حد ارتكاب المجازر الجماعية وجرائم حرب الإبادة والتي تدرج تحت مسمى جرائم حرب ضد الإنسانية. وقال: أن سجل دولة إسرائيل الإجرامي على مدى تاريخها لا يحتاج إلى بحث وتدقيق حتى نستطيع إثباته أو إدراكه فتاريخ دولة العدو هو سلسلة من المجازر المتعاقبة منذ عشرات السنين والتي تطال البشر والحجر، مشيرا إلى أن استهداف التعليم والمؤسسات التعليمية مدارس ومعاهد وجامعات يوضح مدى الحقد الصهيوني تجاه هذا القطاع الهام لأنها تدرك أهمية العلم والمتعلمين في نضال شعبنا الفلسطيني التحرري وتريده أن يبقى يعاني من الجهل والتخلف. وأضاف رئيس جمعية كنعان: أن الشعب الفلسطيني أدرك أهمية العلم والتعليم فبذل الغالي والرخيص من اجل أن يظل هذا القطاع ينمو ويتطور ، فالجامعات الفلسطينية أنشئت في سياق معارك مع الاحتلال من أجل الإنشاء وضد الإغلاق، حيث كانت تحرض سلطات الاحتلال على إجبار هذه المؤسسات على إغلاق المؤسسات التعليمية وتحديدا الجامعية منها. واعتبر ما تقوم به إسرائيل حاليا من أعمال قصف وتدمير للجامعات الفلسطينية في قطاع غزة وتدمير المدارس والمنشآت التعليمية كافة كل ذلك هو من اجل منع العلم وتدمير مؤسساته التعليمية التي تصب مخرجاتها في تطوير المجتمع الفلسطيني وتعميق صموده وزيادة فاعلية النضال والمقاومة. وقال: أن إسرائيل في عدوانها وحربها على شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة ضد المستقبل الفلسطيني فركزت قتلها للأطفال، وضد الحضارة فاستهدفت العلم والمؤسسات التعليمية ، مؤكداً: أن إسرائيل لا يقودها مجرمو حرب فحسب بل هي دوله بكاملها مجرمة حرب. وأكد أيضا أن الأحداث أثبتت بأن جامعاتنا وأكاديميينا ليسوا منارا للعلم فقط بل قلاعاً للوطنية والقومية، وحيا جامعات صنعاء وذمار وعدن وكذلك معالي الدكتور صالح باصرة وزير التعليم العالي لتفاعلهم بشكل مشرف وفعال. وقال: أن فعاليتكم هذه لها دلالة هامة وهي أن التضامن والدعم لا يجب أن يكون مرتبطاً بحدث أو مناسبة، آملاً أن تستمر الفعاليات من قبل كل الجهات وبشكل دائم ومتنوع حتى يحقق الشعب الفلسطيني أهدافه الوطنية المشروعة وفي المقدمة حق العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف. الدكتور خالد طميم- رئيس جامعة صنعاء- ألقى كلمة باسم الجامعات الحكومية، أكد في مستهلها موقف اليمن قيادة وحكومة وشعباً وأكاديميون في نصرة القضية الفلسطينية، ودعم نضال الشعب الفلسطيني من أجل التحرير، معتبراً غزة ما هي إلاّ مقبرة للإسرائيليين، تقف شامخة، وقادرة على الدفاع عن العرب بأكملهم. وقال: أننا متضامنون ولا نشجب بل سنضحي من أجل الجامعات، والمدارس الفلسطينية، مؤكداً: أن اليمن مفتوحة بجامعاتها من أجل أبناء فلسطين، كل فلسطين، لافتاً إلى أن الاستعمار الحديث سعى لهدم الاقتصاد الفلسطيني وقام بإغلاق 98 مصنعاً بقصد تركيع هذا الشعب لكنهم وجدوه شعباً أبياً قادراً على أن يصنع نفسه، ويحررها. وقال أن ما تتعرض له الجامعات الفلسطينية لهو دليل على الحقد الذي وصل إليه آل صهيون لأنهم لا يريدون الشعب أن يرتقي، منوهاً إلى ما بلغته الإرادة الفلسطينية من انجاز بحيث أن غزة أفضل من بعض المدن العربية التي يوجد فيها النفط. من جانبها الدكتورة وهيبة فارع- رئيسة جامعة أروى- ألقت كلمة باسم الجامعات الأهلية، قالت في مستهلها: ليس من الدبلوماسية في شيء أن يغضب الشارع العربي فلا تغضب حكوماته، فقط حتى لا تغضب الدول المانحة فيصبح العرب بنظر الغرب غير دبلوماسيين وغير مهذبين (جاحدين للعطف الغربي الذي يفيض عليهم سمنا وعسلا).. واسترسلت قائلة: وليس من الحصافة في شيء أن تغضب السماء العربية فلا تغضب قياداتها، فقط لان الحكومات قد قبلت الحوار ودخلت في المفاوضات، بل العيب كل العيب أن تصفع وجوه العرب مرات ومرات حتى تحمر أرصفة الشوارع- ولكن لا حياة لمن تنادي، وكأن هذا الصفع جميلا يهدى إلى الوجوه اليابسة الخرساء من النطق أمام شعوبها لتهبها قليلا من التماسك أمام صحوة أمتها. وأكدت أنه: اليوم يغضب على العرب بعض حكام الدول المجاورة من الروم والعجم بدلا من رؤساؤهم، ويتصدى للدفاع عن الشعوب العربية حكومات أخرى عوضا عن حكوماتهم، بينما الغضب لهذه الحكومات لو تعلم صحة وعافية، فقد طال أمد السبات ولم يعد النوم شيئا مذكورا أمام صحوة أبنائها. وتابعت: ولو كان الرسول صلى الله علية والله وسلم بيننا لقال فيهم اغضبوا تصحوا، ولقال من لم يستثر في عرض أو مال أو حرمة أو دم فليس منا ولا له في الآدمية من مكان، فكم ذبحت من النفوس ولم تستثر لكم حمية، وكأن القول ينطبق عليكم "ما ضر الشياه سلخها بعد ذبحها". اليوم ذبح في فلسطين وانتهاك للأقصى وكل المقدسات كأنها كابوس مرعب لم نصحو منه بعد، وعرض مكرر إلى مالا نهاية مثل نشرة أخبار في "السي إن إن" التي لا تبدل حرفا من شريط ضرب الأطفال بالنابلم في غزة والمعكوس في التعليق عليه بإياد صهيونية، هكذا يقتلون الأطفال اليهود في إسرائيل.. وقالت رئيسة جامعة الملكة أروى: لم نر من يقول منهم هذه صور أطفالنا الذين نصبت لهم اليوم المحارق الصهيونية، وهذا هو الهلوكوست الحقيقي الذي يمارس في فلسطين، انتم يا من تبنيتم محرقة اليهود ولم تتوقعوا يوما بان هناك من سيكون ضحية محرقة صهيونية للعرب تمارس تحت سمعكم وبصركم نذكركم الصهيونية لم تكن يوما امة ولا شعبا وإنما عصابة اجتمعت من كل حدب وصوب لم تترك اليهودي العربي بسلام أمام يهودي مستورد من كل بقاع الأرض فما بالنا بالعرب أصحاب الأرض التي يوهمون العالم بأنها بلا شعب. ودعت العرب الى الغضب قائلة: فقط اغضبوا قليلا لتشكلوا قوة ضغط يحترمها العالم.. وإلا لن تجدوا في الوجوه من يقول لهم لقد اخترتم هذه الأرض دون أية ارض في العالم ليس لأنها مقدسة لكم كما تدعون، فلو كان هذا هو السبب لكان كل المسلمين قد زحفوا إلى مكة من كل حدب وصوب ولكان كل المسيحيين في العالم اليوم يتزاحمون فوق ارض القدس أو قد زحفوا إليها، ولكنكم تعلمون إن الأرض العربية كلها من أقصاها إلى أقصاها هي مهد الديانات، ولكنها ليس موطن للشعوب الغربية عليها حتى ولو كانوا من أهل الكتاب. الأرض العربية أينما كانت إنما هي للعرب القاطنين عليها من كل الديانات وهذه الأرض التي تحاولون استلابها هي للفلسطينيين المعجون فيها لحمهم ودمائهم المطحونة فيها عظامهم المولود فيها إصرارهم المتعاظم على البقاء لذلك لن تكون بديلا لمن طردوا إليها لان لها شعب موجود منذ ملايين السنين ولان فيها ثاني القبلتين (الحرمين). وأكدت الدكتورة وهيبة فارع: أن الأطفال الفلسطينيون هم الأمل الذي تريد إسرائيل أن تقهره وتريد إفنائه جسدا وروحا وإفناء هويته وحصاره من التعليم وتدمير مدارسة حتى لا يغضبوا ولا يثوروا لأنها تعلم بأنهم سيظلون شوكة في حلقها إلى أن تتركهم، وهي لذلك تذيقهم الأمرين، إفراغ المدارس من التعليم والتي لم تسلم من التدمير والتخريب وإفراغ المدارس من المتعلمين، ولكن حتى هذه يعرفها الأطفال الذين صبت النار فوق رؤوسهم. كما استعرضت نماذجاً لرسائل كتبها أطفال فلسطين إلى اليونسيف ترجمت حجم معاناة أطفال فلسطين وهم تحت وطأة الاستهداف الصهيوني. وتخللت المهرجان التضامني أيضاً كلمة للدكتورة سارة العراسي أستاذ القانون الدولي بكلية الشريعة جامعة صنعاء استعرضت من خلالها القضية الفلسطينية في ضوء التشريعات الدولية منذ إقامة الأممالمتحدة في 1945م وحتى اليوم.. وكلمة أخرى باسم الأكاديميين العرب العاملين بالجامعات اليمنية ألقاها الدكتور مالك الدليمي، وحيا من خلالها المواقف القومية الرائدة لليمن وقيادتها في دعم مختلف القضايا العربية، محذراً في الوقت ذاته من المؤامرات التي تحاك على الأمة.. وكلمة ثالثة للأستاذ سلطان مهداوي باسم منظمة التحرير الفلسطينية. كما تم خلال المهرجان التوقيع على المنح الخاصة بالطلاب الفلسطينيين والتي وقعها معالي وزير التعليم العالي الدكتور صالح باصرة والأستاذ يحيى محمد عبد الله صالح رئيس جمعية كنعان لفلسطين. وتضمنت الاتفاقية تقديم وزارة التعليم العالي والبحث العلمي 40 منحة دراسية للدراسات الجامعية ويتم القبول وفقا للشروط المعمول بها في الجامعات وتوزع المنح في التخصصات التالية: طب بشري 2، طب أسنان 1، صيدلة 1، مختبرات2، تمريض 3، هندسة 4، زراعة 6، تجارة 6، تربية 3، شريعة 2، آداب 2، علوم حاسوب 1، علوم 7 . كما تضمنت الاتفاقية عشر منح منها خمس للماجستير وخمس للدكتوراه وفي تخصصات مختلفة.