يأخذك الخوف والقلق وأنت تسمع أن كثيرين من الشباب لم يجدوا عملاً ولا مصدر عيش يقتاتون منه، فيرتفع معدل البطالة وتزداد المشاكل ويجد أصحاب الأفكار الهدامة والاتجاهات الخطرة ضالتهم.. حالنا لا يمكن أن نتجاهله، أو أن نجمله، فهو صعب، وخطير، ولو فتشتم في كشوفات متخرجي الجامعات لأدركتم أن نسبة كبيرة منهم دون أعمال، وأن من يأتون بمؤهلات أقل وبحظوظ أكثر وظهور أكبر يجدون أنفسهم في درجات وظيفية.. وأحياناً في مناصب كبيرة!!. ماذا نتوقع أن يحصل بعد هذا.. وكيف بإمكاننا أن نتحدث مع المستقبل وهناك لف ودوران حتى على "الكمبيوتر" الذي يقال إنه يفرز الأسماء المستحقة بالدرجات الوظيفية حسب ما هو محدد من شروط وقواعد وأفضليات، مع أنه يفرز الأسماء بحسب ما يريده المختصون في فن "تفكيك الجن وهم مربطون"؟!. نعم هناك إجراءات نظامية لمن يريد الالتحاق بأية وظيفة.. وهناك مفاضلة في التقديرات.. وسنوات الانتظار.. والاحتياج.. لكن هذا الأمر لا يستمر كما هو.. أو كما خطط له. فالمجالات موجودة، ولا ينفع أي نفي قد يصدر باتجاه ذلك فهي معروفة.. أما الملموس فهو التجاوز بإدخال أسماء لا ينطبق عليها أي شرط من الشروط!. أحد المسئولين قال لي ذات يوم في عام مضى إنه تفاجأ عندما وصله عدد من الأسماء المطلوب إدراجها ضمن كشوفات الموظفين الجدد. ولم يخفِ أن تلك الأسماء جاءت من الجهة المختصة عن طريق أحد المندوبين وعلى طريقة "شيلنا نشيلك!" ما لم فسيتم وضع الصعاب أمامه، ومواجهته بالعراقيل!!. أقول هذا وأكتبه .. وهناك المزيد مما خفّ وزنه وثقل.. ومن سبق له وأن تابع درجة وظيفية؛ أو ذهب برفقة أحد الأصدقاء أو الأقرباء؛ لابد أن لدية حكايات وحقائق كثيرة يشيب لها الرأس، وقد لا يتوقعها أسوأ المتشائمين!. لا ننكر خيرات الدولة الكثيرة، وعدد المتخرجين الكبير الذين نسمع عنهم في نهاية كل عام دراسي جامعي يؤكد مدى الاهتمام بالتعليم وتأهيل الشباب كونهم رهاننا الوحيد لنكسب المستقبل؛ لكننا لا نريد أن ينتهي الاهتمام بانتهاء آخر عام دراسي جامعي. فإذا لم يجد الشباب من يمنحهم البداية الصحيحة لحياة جديدة يتحملون فيها المسئولية ويسهمون في البناء والتنمية؛ ضاعوا وانتهوا.. وربما عادوا واستخدموا بشكل سلبي على الوطن وأمنه وتطوره. قد يقال: هذا هو واقعنا، ومن الصعب جداً استيعاب كل أعداد المتخرجين، أو فتح المجال أمامهم، وفي هذه الحالة يجب أن يصبروا حتى يأتي الفرج!. سأقول - وأجري وأجركم على الله - بالإمكان استيعاب عدد كبير منهم في الوظائف المزدوجة التي تم اكتشافها بنظام البصمة وأكدت في تصاريح رسمية، وإلى الآن لم نسمع لمن ذهبت تلك الدرجات، وهل تم إنزال المزدوجين من فئةVIP . ثم إن هناك خيارات أخرى إذا ما نظرنا إلى أن أعداداً لا بأس بها تمنح الدرجة الوظيفية تحت إلحاح وإحراج وطلبات متكررة لبعض مسئولين وهم لا يخضعون للمفاضلة!. الخلاصة تقول: إن شبابنا أمانة في أعناقكم.. كما هم أمانة في أقلامنا.. والأمانة أوجبت أن نتحدث عن معاناتهم ومشكلاتهم الكبرى وهي «الوظيفة» وكلكم نظر!!.