كل شيء تغير في يمن 22مايو1990م الإنسان والطبيعة والمعالم، ونعم أبناء الشعب اليمني بخيرات الوحدة اليمنية المباركة أُزِيَِّلَتْ المعوقات الاجتماعية والسياسية التي كانت تقف عائقاً أمام إتمام عملية التواصل بين الأب وابنه والأخ وأخيه وفتحت معابر الحياة التواصلية بين أبناء الوطن الواحد فتعارف أبناء المهرة بإخوانهم أبناء الحديدة وأبناء تعز مع أبناء حضرموت وأبناء عدن مع أبناء صنعاء.. الخ. عمَّ التطور أرجاء اليمن العامرة برجالها الأشاوس فَشُقَتْ الطرق وعبدت وتواصلت المحافظات بمديرياتها وبالمحافظات الأخرى وعلى نطاق الجمهورية اليمنية الفتية بشبكات اتصالات حديثة فأصبح البعيد قريب بفضل الله ثم بفضل الثورة والوحدة اليمنية المجيدة أصبح لدينا صرح تعليمي كبير يتمثل بعدد {8} جامعات حكومية وعدد من الجامعات الخاصة عوضاً عن العاهد والكليات المنتشرة في عموم أراضي الجمهورية اليمنية والتي يرعاها ربان السفينة اليمانية الأخ المشير علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية اليمنية حفظه الله تعالى. حدثت نقلة نوعية وجبارة في مجال القوات المسلحة والأمن فأصبحت الجمهورية اليمنية تمتلك جيشاً قوياً يعتمد على الكيف قبل الكم ينتهج منهج الحداثة والبرمجة العلمية يفاخر برجاله وبانجازاته في المجالين العسكري والتنموي فهو جيشٌ للدفاع والبناء ترفده قوافل من الشباب المؤهلين علمياً وثقافياً ومهنياً ممن يتخرجون من الكليات والمعاهد والأكاديمية العسكرية والسياسية سنوياً حتى أضحى جيشاً متسلحاً بالعلم والعتاد العسكرية المتطورة على المستوى العالمي قادرا على الدفاع عن الثورة والوحدة اليمنية. وفي المجال الأمني عملت الجمهورية اليمنية بقيادة قائد المسيرة الأمنية اليمنية علي عبد الله صالح على إرساء دعائم الأمن والعدالة والشورى بين أفراد المجتمع اليمني وأُنشأت الكليات والمعاهد العسكرية الأمنية التابعة لوزارة الداخلية والتي رفدت الأجهزة الأمنية بكوادر مؤهلة ومدربة تدريباً عالياً لمكافحة الجريمة والوقاية منها قبل وقوعها ومتابعة المجرمين إلى أماكن اختبائهم فحققت انتصاراً كبيراً على قوى الردة والظلام ، وعملت على الحد من الجريمة والقضاء على الإرهاب المنظم. 47 سنة مضت من عمر الثورة اليمنية السبتمبرية الاكتوبرية ورغم كل المتغيرات التي حدثت في الجمهورية اليمنية إلا أجرة العسكري التي ظلت تتأرجح بين المشكو به والشاكي وعدم قدرتهم على التخلص من هذا الإخطبوط المسمى بأجرة العسكري الموروث الوحيد لنظام الحكم الأمامي الكهنوتي البغيض الذي ظلت تمارس علناً نهاراً وجهاراً ويعلم به كافة مسئولي الحكومة اليمنية كبارهم قبل صغارهم، ولكنهم يقرونها ضمنياً حتى أصبحت أجرة العسكري من الأمور المسلم بها والتي لا يسمح في الجدال حولها. فكانت في الماضي تفرض على المشكو به اما اليوم فقد زادت تطورا ًفهي تفرض على الشاكي والمشكو به ولا يمكن أن يخرج العسكري أو الطقم لإحضار المشكو به قبل استلام أجرته المفترضة من الشاكي ثم تأخذ من المشكو به أيضاً لاحقاً، وهذا شيء مؤسف حقاً فالشاكي إذا أراد إحضار غريمه فعلية دفع مبالغ مالية كبيرة حتى يصل غريمة إلى قسم الشرطة أما إلى القضاء فحدث ولا حرج. وهنا نطرح هذا التساؤل ونقول: إلى متى ستظل أجرة العسكري سارية في المجتمع اليمني، وهل ستنتهي مع بلوغ الثورة اليمنية الخمسين سنة من عمرها أم إنها قد اكتسبت صفة الاستمرارية ولا يمكن الاستغناء عنها فنحن نعرف أن للثورة اليمنية 6 مبادئ وليس سبعة مبادئ؟ حقاً نقول: من العيب أن نكون في القرن الواحد والعشرين ومازالت بقايا الموروث الأمامي يتحكم ويحكم حياتنا؟؟؟