بحفاوة لا يطولها غير المناضلين، ومن رفعوا مداميك الأوطان، وفي ذكراه التأسيسية الثانية، أقام ملتقى الرقي والتقدم صباح اليوم الأحد تكريماً مهيباً للمناضل الكبير القاضي عبد السلام صبرة، والمناضلة الدكتورة ملكه عبد اللاه أحمد الشيباني، اللذين وقف لهما- إجلالاً وامتناناً لما قدموه للوطن وأجياله- حشد رفيع من رموز اليمن الثقافية، يتصدر صفوفه الدكتور عبد العزيز المقالح- المستشار السياسي لرئيس الجمهورية، وحسن اللوزي وزير الإعلام، ويحيى محمد عبد الله صالح رئيس الملتقى، وكوكبة من المسئولين الحكوميين وأعلام الفكر والثقافة، وقادة منظمات مدنية. التكريم الذي يتزامن مع يوم المرأة العالمي، استهله رئيس الملتقى- الأستاذ يحيى محمد عبد الله صالح- بكلمة استعرض فيها جهود الملتقى من أجل تمكين المرأة، مثمناً تفاعل الأخ الرئيس علي عبد الله صالح مع مشروع الآليات التنفيذية لمبادرة فخامته، ومؤكداً أن المعضلة ليست في الآليات المناسبة من عدمها بل في الإرادة والقناعة لدى الأحزاب السياسية المقررة في هذا الشأن، منوهاً إلى أن مبادرة الرئيس "كشفت زيف من يتشدقوا لفظاً بتأييدهم لقضايا المرآة، فهي كانت ومازالت فرصة لنا للقول والفعل بأن مناصرة قضايا المرآة ليس ترفاً فكرياً أو قولاً فارغاً، بل نشاطا ً كفاحياً لا يقتصر على يوم من أيام السنة". وقد استهل يحيى صالح كلمته بالاشارة إلى أن ذكرى تأسيس ملتقى الرقي والتقدم يصادف الثامن من آذار، يوم المرأة العالمي، ويتم خلاله الاحتفاء أيضاُ بتكريم شخصيتين من بلادنا اليمن وذلك باختيارهم شخصيتي العام، تعبيرا عن القناعة العميقة بها وعن إصرار الملتقى على المضي بهذه القناعات حتى يستطيع أن يجسدها حقيقة قائمة وفعلية وأن يسير بوطن الوحدة إلى وطن الوحدة والرقي والتقدم. وقال: أننا نحرص في ذكرى تأسيس ملتقانا أن نحتفل بطريقة تتناسب وغاياتنا من تأسيس ملتقى الرقي والتقدم، ونسأل أنفسنا في هذا اليوم ماذا فعلنا من أجل ملتقانا ومن أجل قناعتنا، وأين أصبنا وأين أخطأنا، وكيف نعزز المسيرة وننهض بالأعباء الواقعة على عاتقنا بكل همة واقتدار!؟ وهذا ما سنقوم به حين يناقش أعضاء الملتقى العام التقرير السنوي المقدم لهم من قبل المكتب التنفيذي. وأكد: إننا وكحصيلة عامة لنشاط ملتقى الرقي والتقدم نستطيع القول مطمئنين أننا نسير قدماً وفق الأهداف والغايات التي حددناها لأنفسنا في النظام الأساسي للملتقى، وأن النشاطات والفعاليات التي نفذناها أحرزت نجاحاً ملموساً وصدى طيباًَ في أوساط المجتمع اليمني وهذا ليس تقييماً لا نفسنا بل تقييم الأوساط المهمة وذات العلاقة والإعلامية منها على وجه الخصوص، كما أن هذه النشاطات تنوعت بتنوع أهدافنا فمن حماية الآثار إلى حماية الطفولة إلى تمكين المرآة في ممارسة حقوقها كافة وفي المقدمة منها حقوقها السياسية ويكفي أن نقول بأن ملتقانا ملتقى الرقي والتقدم ساهم في تعديل قانون حماية الآثار وهو بصدد قانون العلم الوطني ولائحته التنفيذية وبهذا المعنى فإن نشاطنا وفعاليتنا لم تكن طرحاً ثقافياً تنويرياً فقط وذلك على أهميته بل وترافق مع ذلك خطوات عملية ملموسة على مستوى التشريعات والإجراءات والخطوات التنفيذية التي يستخلصها المكتب التنفيذي كمهمات له بعد كل فعالية من الفعاليات. وأوضح قائلاُ: أننا في هذا اليوم يوم الثامن من مارس يوم المرآة العالمي نجدد العهد للمرآة بشكل عام والمرآة اليمنية بشكل خاص أن نظل أوفياء لقضيتها لقضيتنا جميعاً بالقول والفعل، وأننا نعتبر هذا اليوم يوماً رمزياً في النضال من أجل تمكين المرآة من ممارسة حقوقها كافة أما النضال الفعلي والفعال لابد أن يمتد طيلة العام وكل الأيام، فقضية المرآة هي من الأهمية بحيث يستوجب تحشيد طاقات المجتمع المستنيرة على مدار العام، وهذا ما فعلناه في ملتقى الرقي والتقدم حيث كنا الأسرع من كل الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني تفاعلاً مع مبادرة فخامة الأخ / رئيس الجمهورية المتعلقة بوضع المرآة في مجلس النواب. وتابع قائلاً: لقد قدمنا لفخامة الأخ الرئيس آلية من شأنها أن تساعد على تجسيد مقترحاته بهذا الصدد حيث تفاعل معها مشكوراً وحولها إلى جهات الاختصاص وبهذه المناسبة نتوجه بالتحية بأسمائكم جميعاً لفخامة الأخ / رئيس الجمهورية صاحب هذه المبادرة العظيمة ولقد جعلنا من هذه المبادرة الرئاسية والآليات التي تقدمنا بها موضوعاً لنشاط فعال من قبلنا ونسقنا من أجله مع عشرات المنظمات النسائية ومنظمات المجتمع المدني والأحزاب السياسية وعقدنا ورشة عمل شملت أوسع طيف من ذوي العلاقة بهدف الوصول إلى الصيغة الأنسب لوضع مبادرة فخامة الأخ الرئيس موضع التنفيذ وتابعنا القرارات والتوصيات مع الأحزاب السياسية والجهات ذات العلاقة. وأضاف: أننا على ضوء كل ما قمنا به نستطيع أن نؤكد بأن المعضلة ليست في الآليات المناسبة من عدمها بل في الإرادة والقناعة لدى الأحزاب السياسية المقررة في هذا الشأن فمن لدية القناعة والإرادة سيبحث ويجد الآليات المناسبة ومن ليس لديه القناعة والإرادة هم كثر للأسف الشديد لن يوفق على آلية حتى لو اجتمع حولها كل أساتذة الفقه الدستوري وسيظل يطرح العراقيل تلو العراقيل حتى لا تجد هذه المبادرة العظيمة طريق النور. وتابع الأستاذ يحيى صالح: إذا كانت هذه المبادرة كشفت زيف من يتشدقوا لفظاً بتأييدهم لقضايا المرآة، فهي كانت ومازالت فرصة لنا للقول والفعل بأن مناصرة قضايا المرآة ليس ترفاً فكرياً أو قولاً فارغاً بل نشاطا ً كفاحياً لا يقتصر على يوم من أيام السنة وأننا بهذه المناسبة نجدد الدعوة لكل منظمات المجتمع المدني ذات العلاقة والأحزاب السياسية كافة للتفاعل الإيجابي مع مبادرة فخامة الرئيس / علي عبدالله صالح وأمام الجميع الفرصة الزمنية الكافية لتحقيق هذه المبادرة وتحية للمرآة في يومها تحية للمرآة اليمنية تحية لنصف المجتمع من المجتمع كله لأن قضيتها قضية المجتمع رجالاً ونساءً . وأعرب عن سعادة الملتقى بتكريم شخصيتين عظيمتين من بلادنا اليمن الوالد المناضل القاضي/ عبدالسلام صبره والدكتورة المناضلة / ملكة عبداللاه الشيباني، وذلك باختيارهم شخصيات العام. وأكد: أننا إذا كنا في ملتقى الرقي والتقدم قد أخذنا على أنفسنا بأن نكرم سنوياً شخصيتين من بلادنا اليمن فإننا نعتبر هذا التكريم شرف لنا وحق علينا تجاه أبائنا العظام وأمهاتنا الأفاضل الذين زرعوا بعرقهم، بجهودهم، بجدهم كل الأساسيات التي نحصد ثمارها اليوم بنياناً عملاقاً وطن الجمهورية والوحدة والدستور والقانون. وأننا إذ نكرمكم اليوم فنحن نكرم تاريخنا النضالي المجيد ضد الكهنوت والاستعمار من أجل الجمهورية والوحدة فتحية من القلب لرواد الوطنية الأوائل الذين مثلوا بسيرتهم الوطنية العطرة مشعلاً لرقي اليمني وتقدمة. وفي كلمة للدكتورة ملكه الشيباني، أعربت عن امتنانها وشكرها على مبادرة الملتقى بتكريم أبناء الوطن وبناتهم، وخصت بالشكر الأستاذ يحيى محمد عبد الله صالح- رئيس الملتقى- وقالت أن هذه المبادرة ليست غريبة عليه، وقد تلقت الدعوة إليها بالسعادة والشكر. وأكدت أن ذلك يدل على اهتمامهم بالوطن بيمن الخير، يمن المحبة، يمن الوحدة والسلام. وقالت: لقد عودنا فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح على رعايته المستمرة، وتكريم المناضلين، ورعاية المرأة لتكون عند مستوى العالم المتقدم في شق طريقها في بناء الوطن. وأنها في ظل الحرية والديمقراطية صارت وزيرة وقاضية ومديرة وعضوة في مختلف قطاعات المجتمع، وهذا بفضل قائد وحدتنا المباركة، رئيس الدولة علي عبد الله صالح.
كما ألقى حفيد القاضي صبرة كلمة شكر بالنيابة عن القاضي، أعرب في مستهلها عن شكره لفخامة الرئيس علي عبد الله صالح على المنجزات التي حققها للوطن، وشكر كل من حضروا من أجل تكريم المناضل عبد السلام صبرة، وخص بالذكر الأستاذ يحيى صالح. وقال أن هذا التكريم هو تكريم لجميع أبناء يمننا الحبيب، ولكل الشرفاء الذين قدموا أرواحهم وأموالهم للوطن، وسيظلون مخلصين لأهداف ثورة سبتمبر وأكتوبر، والوحدة التي كان للرئيس علي عبد الله صالح الدور الكبير في تحقيقها. وأشار إلى أن الوطن وهو يقطع خطواته الأولى نحو التقدم، وينبغي تذكر أن هناك أشياء لا ينبغي أن تستمر، وعلى المسئولين أن يعملوا على تصحيحها. وفيما قرأت الدكتورة وفاء عبد الفتاح إسماعيل- عضوة مجلس إدارة الملتقى- مختصراً لسيرة حياة ومواقف الدكتورة ملكة الشيباني، فإن فيصل مكرم- عضو المكتب التنفيذي للملتقى- قرأ سيرة حياة ونضال القاضي عبد السلام صبرة. كما تخلل الفعالية، عرض مصور عن أنشطة الملتقى للعام المنصرم، وقيام رئاسة الملتقى المكتب التنفيذي بمناداة أسماء أعضائه، واستعرض التقرير السنوي العام للملتقى الذي تضمن أنشطته الأدبية والمالية والإدارية، وتم إقراره.