نظم ملتقى الرقي والتقدم أمس في صنعاء حفلاً تكريمياً لشخصية العام 2009م، المناضل القاضي عبدالسلام صبرة، والدكتورة المناضلة ملكة الشيباني، وذلك في إطار إحياء الذكرى الثانية لتأسيس الملتقى، بالتزامن مع الاحتفال بيوم المرأة العالمي. وقال رئيس الملتقى يحيى محمد عبدالله صالح: إن إحياء ذكرى التأسيس الثانية بتكريم شخصيتين وطنيتين ناضلتا من أجل تقدم اليمن، يعكس جلياً الغايات والأهداف التي لأجلها تأسس الملتقى. وأكد في الحفل الذي حضره المستشار الثقافي لرئيس الجمهورية الدكتور عبدالعزيز المقالح ووزير الإعلام حسن اللوزي وعدد من المسئولين والشخصيات، أن الملتقى يسير قدماً وفق الأهداف والغايات التي تم تحديدها في النظام الأساسي للملتقى.. مشيراً إلى نجاح الفعاليات والأنشطة التي يتم تنظيمها وتنوعها بتنوع أهداف الملتقى.. منوهاً بإسهامات الملتقى وبخاصة فيما يتعلق بتعديل قانون حماية الآثار، وتواصل إسهاماته بما في ذلك عمله باتجاه قانون العلم الوطني ولائحته التنفيذية. وأكد أهمية تضافر كل الجهود بالقول والفعل من أجل تمكين المرأة من ممارسة حقوقها على ألا تقتصر هذه الجهود على يوم واحد بل على مدار العام.. منوهاً بسرعة تفاعل ملتقى الرقي والتقدم مع مبادرة فخامة الأخ رئيس الجمهورية المتعلقة بوضع المرأة في مجلس النواب، حيث قدم الملتقى لفخامة رئيس الجمهورية آلية من شأنها أن تساعد على تجسيد مقترحاته بهذا الصدد، وتفاعل معها فخامة رئيس الجمهورية، وحوَّلها مشكوراً إلى جهات الاختصاص. وقال: لقد جعلنا من هذه المبادرة الرئاسية والآليات التي تقدمنا بها موضوعاً لنشاط فعال من قبلنا، ونسقنا من أجله مع عشرات المنظمات النسائية ومنظمات المجتمع المدني والأحزاب السياسية، وعقدنا ورشة عمل شملت أوسع طيف من ذوي العلاقة بهدف الوصول إلى الصيغة الأنسب لوضع مبادرة رئيس الجمهورية موضع التنفيذ. وأكد أن المعضلة ليست في الآليات المناسبة من عدمها، بل في الإرادة والقناعة لدى الأحزاب السياسية.. معبراً عن سعادة منتسبي ملتقى الرقي والتقدم بتكريم شخصيتين عظيمتين من اليمن، ممثلة بالمناضل القاضي عبدالسلام صبرة والمناضلة الدكتورة ملكة عبداللاه الشيباني، وذلك باختيارهما شخصيات العام.
وفي الحفل ألقى صادق عبدالسلام صبرة كلمة نيابة عن أبيه القاضي عبدالسلام صبرة، أثنى فيها على الجهود التي بذلها القائمون على الملتقى من أجل تنظيم هذا الحفل والتكريم. واعتبر صبرة هذا التكريم تكريماً لكل اليمنيين والمناضلين الشرفاء الذين قدموا أرواحهم وأموالهم رخيصة لقيام الثورة والجمهورية والوحدة، والذين سيظلون مخلصين لتحقيق أهداف ومبادئ الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر، ومحافظين على وحدتهم في تحقيقها مع كل الشرفاء والمخلصين من أبناء اليمن الواحد يمن الثاني والعشرين من مايو العظيم. وقال: من الفضيلة الاعتراف بالخطأ وبأننا لانزال نقطع الخطوات الأولى في طريق الخير والإصلاح، لذا يجب أن لاننسى بأن هناك أشياء لايجوز ولا يصح أن تستمر، وهذا ما ينتظره الجميع من المسئولين في الدولة أن يتداركوا ويبادروا لإصلاحه وتصحيحه.
وكانت المناضلة الدكتورة ملكة عبداللاه أحمد الشيباني قد ألقت كلمة عبرت فيها عن امتنانها لهذا التكريم الذي بادر إليه الملتقى وقدم لها الدعوة من بلد الاغتراب في فرنسا لحضور حفل التكريم في سياق حرصه على تكريم المناضلين من أبناء وبنات هذا الوطن. وأشادت باهتمام فخامة رئيس الجمهورية بالمرأة.. مؤكدة أن المرأة اليمنية قد أخذت موقعها في عجلة بناء هذا الوطن الحبيب في شتى المجالات، وصارت وزيرة وسفيرة وطبيبة ومحامية ومهندسة ومشاركة في شتى المجالات، وهذا بفضل إرادة فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية.
وفي حفل التكريم تم منح القاضي عبدالسلام صبرة والدكتورة المناضلة ملكة الشيباني درع الملتقى وشهادة التكريم. عرفاناً بما قدماه من جهود في سبيل الارتقاء باليمن.. كما تم عرض فيلم وثائقي عن أهداف وبرامج وأنشطة الملتقى منذ التأسيس في 8 مارس 2007م.
ويعتبر المناضل الكبير القاضي عبدالسلام محمد حسن صبرة - المولود في مدينة صنعاء سنة 1912م - واحداً ممن حملوا على كاهلهم هموم وتطلعات الشعب اليمن إلى الحرية والانعتاق، شأنه في ذلك شأن كثير من المناضلين الشرفاء.. نشأ في أسرة تولي العلم اهتماماً كبيراً، فدرس في معلامة الأبهر ومن ثم انتقل إلى معلامة توفيق في مكتب بئر العزب وفي مكتب الفليحي، ثم انتقل لتلقي العلوم في الجامع الكبير بصنعاء، حيث أخذ العلوم في مختلف فروع المعرفة التي كانت تدرس آنذاك.. تأثر كثيراً بالشهيد أحمد المطاع وقال بأنه كان في مقدمة الذين نشروا العلم وحركوا العقول الراكدة وأيقظوا الضمائر النائمة وكان السبب في فتح عيون جيله من أبطال 1948م. اعتُقل سنة 1944 في سجن الإمام يحيى، وزج به مراراً مع الرعيل الأول من الأحرار في سجون أبنه الإمام أحمد، وسُجن عقب فشل حركة 1948 حتى 1955 في سجن حجة، وبعد خروجه من السجن عمل رئيساً للبلدية في صنعاء، وقبيل قيام الثورة سجن لمدة عام كامل وخرج قبل قيام ثورة 26 سبتمبر 1962، ومثَّل همزة الوصل بين قيادة حزب الأحرار والحركة الوطنية في الداخل. تقلد العديد من المناصب السياسية الهامة تقديراً لدوره العظيم، حيث عُيِّن عضواً في مجلس قيادة الثورة ومن ثم عضواً في مجلس الرئاسة، ومن ثم عضواً في المكتب السياسي، ومن ثم وزيراً للأوقاف، ووزيراً لشئون القبائل في آنٍ واحد، ثم رئيساً للمجلس الأعلى للمتابعة الذي كان بديلاً لمجلس الشورى، ومن ثم نائباً لرئيس الوزراء لشئون الداخلية، ومستشاراً لرئيس المجلس الجمهوري.. وقد تقلد العديد من الأوسمة والنياشين، وكان آخرها وسام مأرب من الدرجة الثانية الذي قلده إياه فخامة رئيس الجمهورية.
فيما بدأت الدكتورة المناضلة ملكة الشيباني، الثورية المولودة في عدن سنة 1947 في التطوع للدفاع عن الوطن ضد الاستعمار منذ وقت مبكر عمرها، وتجلى حبها الكبير لوطنها واستماتتها في الدفاع عنه فيما قامت به من أنشطة ثورية ونضالية في سن مبكر من حياتها، فكانت ضمن المجاميع التي تقوم بإعداد المنشورات التي تحرض الشعب ضد الاستعمار وتقوم بتوزيعها في حارات كريتر بمساعدة شقيقها فاروق. وكانت ممن أسهموا حينئذ في الإعداد والتحضير للمظاهرات المنادية للحرية والاستقلال، وكان بيتها في مدينة عدن ملجأً للمناضلين يؤون اليه من مطاردات الجنود البريطانيين، كما كانت المناضلة من المشاركين في نقل الأسلحة من منطقة إلى أخرى.. وتقديراً لمجهوداتها ونشاطاتها الوطنية البارزة وإتقانها اللغة الانجليزية فقد كانت الفتاة الوحيدة التي تم اختيارها ضمن الوفد المفاوض لنيل الاستقلال والسيادة من المستعمر البريطاني في جنيف، برئاسة الرئيس الشهيد قحطان محمد الشعبي، وضم الوفد العديد من المناضلين.. وبدأت المناضلة الشيباني تعليمها في مدرسة الميدان للبنات والثانوية في معهد البادري بعدن، ثم واصلت الدراسة العليا بجامعة بيزونفون بفرنسا، ومن ثم التحقت بالمعهد الدولي للإدارة - القسم الدبلوماسي - ثم أتمت دراستها في جامعة السوربون ونالت درجة الدكتوراه في العلوم السياسية.