(( لا أجمل من صباح تهدينا شمسه أشعة الكلمة الجميلة.. تتدحرج على خدود الأزهار ، وتلقي التحية على معشرها واحداً واحداً.. لا أروع من صباح قهوته القصيدة، وأباريقه قلوب الشعراء.. نسيم الحب ، وزقزقات عصافير، وأناشيد طليقه.. لا يجيدها غير صباح كهذا.. صباح أبهى ما فيه: جئنا نحتفي بالإبداع ، ونجدد فيه ولاءنا الصادق للكلمة الأصدق والأكثر بهاء وروعة، وملئاً لجرار مغمورة بشلالات حضوركم النقية)). بهذه الكلمات الرائعة والوصف الأروع للشاعر والأديب الشاب جميل مفرح كانت استهلاله بدء احتفالية تكريمية كبيرة أقامها فرع اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين-فرع صنعاء- للشاعر والأديب الكبير الأستاذ عبد الله علوان، تكريما لعطاءاته ونتاجا ته الأدبية والشعرية والنقدية طوال أكثر من ثلاثين سنة أو تزيد. الأستاذ محمد القعود – رئيس فرع الاتحاد- قال في كلمة ألقاها: "أننا اليوم، وفي هذا الصباح الجميل، نكرم رمزا من الرموز الثقافية والأدبية التي أعطت للثقافة والإبداع الكثير، والكثير وأخلصت طوال مسيرتها الأدبية لله والوطن ، والإبداع .. ونحن في هذا الصباح الجميل باسم جميع الأدباء نحتفي بالأديب الكبير عبد الله علوان .. ونعترف بأننا لا نملك الإمكانيات الكبيرة ولكننا نملك المشاعر التي تفيض بالحب والمودة تجاه إنسان يحمل قلباً كبيرا، وحساً مرهفاً يتدفق عطاءً، وسموا، ورفعة وإبداعاً". وعرّج القعود على مناقب الأديب عبد الله علوان خلال مسيرته الماضية، ومواقفه الباسلة "بإرواء العديد من الأدباء أبان المماحكات السياسية قبل الوحدة، وتقديم المال، وكل الإمكانيات المتاحة". وأضاف: "أن الأستاذ عبد الله علوان ما يزال بعطاءاته يقدم للكثير من الأدباء الشباب الجهد والدعم الأدبي وتسهيل العقبات التي تعترضهم.. ولم يكن يبخل يوما ما على أي إنسان ، إذ أن مكتبته المنزلية المتواضعة مزارا ومنهلاً لكل قادم دون استثناء". كما ألقيت العديد من الكلمات خلال احتفال التكريم، حيث تحدثت القاصة إيمان حميد التي أبرزت في كلماتها العديد من المواقف والسمات الرائعة التي ظل وما زال يتجلى بها الأستاذ عبد الله علوان، معتبرة هذا التكريم اقل واجب يُقدم لإنسان قدّم الكثير من العطاءات التي أثرى بها الساحة الثقافة والأدبية اليمنية. أما الأستاذ الشاعر جميل مفرح فانه ألقى كلمة مطولة عن الأستاذ عبد الله علوان، قال في بعضها: "أننا حين نحتفي بمعلم وبمدرسة إبداعية كالأستاذ عبد الله علوان إنما نحتفي بالومضة، وبالهالة والنظرة بالعين ، أو كما تحتفي قطرة حبر منسية في ركام المسودات بتراث أديب كل ما يتأبطه من معاني الإبداع وغصون الكلمة يتدفق إبداعا وإنسانية، وكرما.. نتربع هذا الصبح فاتحين قلوبنا ومنشدين ما قدر لنا أن ننشد.. فحضوركم يريد يكتظ صباحنا ألقاً، ويفيض احتفائنا عشقاً" . وأضاف: قد أكون أنانياً شيئاً ما أو قد ترون ذلك فيّ حين تجدونني متأثراً بإلقاء شهادة عابرة عن مكرمنا هذا الصباح الأستاذ عبد الله علوان، ولكن سأبرر لنفسي لذلك بمبررات كثيرة أولها انتزاع شخصي في الحال من صفة سكرتارية فرع الاتحاد بصنعاء، وأنه حديث شاعر مبتدئ كان قلب وحواس الأستاذ عبد الله علوان أول مرفأ لمشواري الأدبي المتواضع .. فعبد الله علوان مدرسة أدبية عريقة، ومركز تأهيلي للنقاء، ولا أبالغ إذا ما قلت انه وزارة تربية وتعليم وتثقيف في ساحة الأدب والثقافة اليمنية.. أبرز سماته وممتلكاته بساطة مطلقة يمتطيها كل آن ويرتدي زيها كل مناسبة.. بساطة قدرية لا يستطيع أن يتصرف فيها- شأنها شأن ملامح وجهه، تدوّن تجاعيدها وأحاضيرها سيرة مضاءة بالكلمة ومعطرة بالإبداع". وكان خالد الرويشان – وزير الثقافة، ومحمد القعود – رئيس اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين فرع صنعاء قاما بتكريم الأستاذ الأديب عبد الله علوان ، ومنحه شهادة تقديرية، ودرع اتحاد صنعاء بحضور حشد كبير من المفكرين والأدباء ومحبي وأصدقاء الأديب عبد الله علوان ، بالإضافة الى عدد من أعضاء السلك الدبلوماسي في اليمن ، وفي طليعتهم السفير السوري بصنعاء. كما انتهزت أسرة "نبأ نيوز" المناسبة للاحتفاء بالأديب الكبير ، وقدم له الزميل محمد الصهباني باقة زهور باسم أسرة تحرير الصحيفة عرفاناً وامتنانا لفضله، وعطائه الغزير في الساحة الثقافية اليمنية التي ما زلنا جميعاً ننهل منها.