تنفيذية انتقالي سقطرى تناقش سبل تعزيز الأداء التنظيمي والمؤسسي للهيئة    العميد سريع: دفاعاتنا الجوية أجبرت بعض التشكيلات القتالية على المغادرة قبل تنفيذ عدوانها على اليمن    تدشين العمل في مصنع إعادة تدوير المخلفات البلاستيكية    السفير المتوكل يلتقي مبعوث برنامج الأغذية وممثل اليونيسف    سريع يؤكد إرباك الطيران المهاجم والإعلام الإسرائيلي يعلن عن الأهداف المقصوفة في ميناء الحديدة    ما تداعيات الاتفاق السوري - الإسرائيلي على لبنان؟    عاصفة رعدية ممطرة تقترب من العاصمة صنعاء    محافظ الضالع يناقش مع مديري المديريات القضايا الخدمية والتنموية    ناس" و"ناس"    الوحدة التنفيذية في مأرب تطلق نداء عاجلا لإنقاذ النازحين من تأثيرات المنخفض الجوي    برشلونة يؤجل عودته إلى ملعب كامب نو    جيش الاحتلال الاسرائيلي ينذر بإخلاء ميناء غرب اليمن    الرياض تحتضن مؤتمر «شراكة اليمن لأمن الملاحة» بمشاركة 40 دولة    الصين تجدد موقفها الداعم لسيادة اليمن واستقلاله ووحدته    محافظ حضرموت يتابع سير أعمال مشروع خور المكلا السياحي    بالصور | تشييع شهداء العدوان الصهيوني على صحيفتي 26 سبتمبر واليمن    محافظ شبوة يتلقى تقريرا حول نشاط السلطة المحلية في عتق    نقيب الصحفيين يهنئ العاقل بتوليه منصب نائب وزير الإعلام    رئيس هيئة الأراضي يدشن من العاصمة عدن مرحلة جديدة لحماية التخطيط العمراني ومكافحة الفساد    لملس يدعو الصين لإعداد خارطة طريق للتعاون الاقتصادي    جولات قادمة من الحرب .. إسرائيل تعلن تشكيل مجلس تسليح خاص لمواجهة إيران واليمن    "إخوان الإرهاب" وإسرائيل: خبراء يكشفون تحالف الظل لتقسيم الأمة العربية    قمة مخزيه وصورة نتنياهو تفضح الضعف العربي    يوفنتوس ودورتموند.. مواجهة بنكهة التسعينيات    سيدات العلا يتوجن بلقب كأس فاطمة بنت مبارك    ليس مثل أوراوا والعين.. الأهلي يحبط مفاجأة ناساف برباعية    35 عامًا من العطاء.. إصلاح المهرة يواصل نضاله الوطني والدفاع عن الثوابت    "أمامها مهلة قصيرة جدا".. روبيو يهدد حماس ويطالبها بتسليم السلاح    تقرير خاص: العليمي فشل في اقناع قمة الدوحة بإصدار بيان يؤيد وحدة اليمن    ترك المدرسة ووصم ب'الفاشل'.. ليصبح بعد ذلك شاعرا وأديبا معروفا.. عبدالغني المخلافي يحكي قصته    المعلا: مديرية بلا مأمور أم مأمور بلا مديرية؟    رئيس الوزراء "معين بن بريك" يغادر إلى الرياضك "نموذج ساقط للإعلام المعادي"    تحالف ديني مذهبي يمني يستهدف الجنوب    محمد وزهير الزعكري .. شهيدان اقتفيا أثر والدهما    الاهلي السعودي يتخطى ناساف الاوزبكي في دوري ابطال اسيا    بايرن ميونيخ يخسر جهود غيريرو قبل مواجهة تشيلسي وهوفنهايم    الذهب يسجل أعلى مستوى تاريخي جديد    ضبط كمية من الذرة المجروشة غير الصالحة للاستخدام في تعز    ما زال الموت يذكرنا بأصدقائنا المنسيين    حالتها مستقرة.. جلطة ثانية تصيب حياة الفهد    ديسمبر.. «شمس الزناتي 2» في دور العرض    الرئيس المشاط يعزّي في وفاة عبدالله يحيى الآنسي    محافظ شبوة يستقبل فريق مبادرة دليل شبوة الطبي الإلكتروني    رئيس هيئة المدن التاريخية يطلع على الأضرار في المتحف الوطني    محور تعز يدشن احتفالات الثورة اليمنية بصباحية شعرية    اكتشاف نقطة ضعف جديدة في الخلايا السرطانية    برشلونة يدهس فالنسيا بسداسية مذلة    منظمة صحفيات بلاقيود : مجزرة إسرائيل بحق الصحفيين جريمة حرب    العصفور .. أنموذج الإخلاص يرتقي شهيدا    100 دجاجة لن تأكل بسه: قمة الدوحة بين الأمل بالنجاة أو فريسة لإسرائيل    في محراب النفس المترعة..    بدء أعمال المؤتمر الدولي الثالث للرسول الأعظم في صنعاء    اليمن كل اليمن    العليمي وشرعية الأعمى في بيت من لحم    رابطة علماء اليمن تدعو للصلاة بنية الفرج والنصر لأهل غزة    6 نصائح للنوم سريعاً ومقاومة الأرق    الصحة تغلق 4 صيدليات وتضبط 14 أخرى في عدن    إغلاق صيدليات مخالفة بالمنصورة ونقل باعة القات بالمعلا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تكريم الرئيس المؤسس لمؤسسة العفيف الثقافية أحمد جابر عفيف
نشر في سبأنت يوم 12 - 02 - 2009

كرمت وزارة الثقافة وإتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين فرع صنعاء اليوم الخميس مربي الأجيال الرئيس المؤسس لمؤسسة العفيف الثقافية أحمد جابر عفيف، حيث منحه وزير الثقافة الدكتور محمد أبو بكر المفلحي و رئيس إتحاد الأدباء والكتاب فرع صنعاء محمد القعود درعي الوزارة و الاتحاد مع باقات من الورد وعقود الفل خلال مهرجان تكريم أُقيم على رواق "بيت الثقافة " بصنعاء .
وحسب المهرجان، الذي رعته وزارة الثقافة ونظمه فرع إتحاد الأدباء والكتاب بصنعاء، فقد جاء التكريم عرفاناً بعطاءات العفيف في تفعيل المشهد الثقافي اليمني، وتقديرا لإسهاماته الرائدة في خدمة ثقافة التنوير والتحديث والتطوير، والتأسيس لرؤية جديدة في العمل الثقافي جسدتها مؤسسة العفيف الثقافية، وتبنيه دعوة مختلفة إلى الحرية والديمقراطية والرخاء والحياة الكريمة، وفق قيم الالتزام والتغيير وصولا إلى تجاوز مخلفات الجهل والتخلف والارتقاء صوب آفاق الغد المشرق بنور التقدم المنشود لليمن.
وفي المهرجان الذي حضره عددٌُ كبير من الأدباء والمثقفين ومستشار رئيس الجمهورية الدكتور حسن مكي ووكيل وزارة السياحة مطهر تقي وأبناء المحتفى به وأصدقائه ومحبيه... أكد وزير الثقافة أن هذا التكريم يأتي احتفاءً بالثقافة والإبداع والتميز، احتفاء بقيم الالتزام التنوير وامتنان وتقدير لكل ما أنجزه هذا الرجل على صعيد مشروعه الثقافي المتميز.
وقال الدكتور محمد أبوبكر المفلحي: نحتفي بالأستاذ الكبير و المربي الجليل أحمد جابر عفيف، هذه القامة السامقة التي كان لها ولازال تأثيرها الواسع في حياتنا الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية والتربوية منذ أربعينيات القرن الماضي.
وأضاف المفلحي: أحمد جابر عفيف ذلك الإنسان الذي بدأ حياته معلما في ذلك الزمن المجدب فغرس في نفوس طلابه معنى الحرية الوطنية والمثابرة والصبر والإصرار على النجاح.
وتابع: على الرغم من تقلده لمناصب هامة ومتعددة في مجتمعنا بعد قيام الثورة المباركة من سفير إلى وزير إلى رئيس مجلس إدارة إلى آخره من المراكز الرفيعة، إلا أن ما ميز الأستاذ أحمد جابر عفيف في كل موقع من هذه المواقع، أنه كان يترك بصمته العميقة التي لا تنسى ولا يمحوها الزمن.
و استطرد الوزير متسائلا بإعجاب: من منا يستطيع ان ينسى أن أحمد جابر عفيف هو الذي أشرف على تأسيس جامعة صنعاء عندما كان وزيراً للتربية والتعليم، و من منا يمكنه ان ينسى أن أحمد جابر عفيف هو من أنشأ أول مدينة سكنية لموظفي الدولة ممثلة في مدينة حدة السكنية عندما كان رئيسا لبنك التسليف للإسكان.
وقال وزير الثقافة: وعلى الرغم من تعدد المهام والأدوار التي خاضها استاذنا أحمد جابر عفيف إلا أن أعظم دور مارسه طيلة حياته العامة والخاصة هو دور المربي ودور الأستاذ و الموجه وهو ما رفعه لكي يصبح رائدا من رواد التنوير الفكري والسياسي والاجتماعي ورمزا من رموز الحداثة والتطوير و داعية إلى الوحدة والديمقراطية في مجتمعنا .
وتابع: وعلى الرغم من انجازاته الواسعة والمتعددة إلا أن أهم انجاز حققه في حياته أطال الله في عمره وأمده بالصحة هو إنشاء مؤسسة العفيف الثقافية التي احتفينا بالأمس القريب بمرور عشرين عام على تأسيسها، هذه المؤسسة التي شكلت منذ إنشائها واحة ً آمنة ً لكل المثقفين من كل أرجاء الوطن وساحة متقدمة للحوار والإبداع ونموذجا فريدا في ملامستها للواقع الثقافي وفي ترسيخها للمبادئ العلمية في إنتاجها الفكري والمعرفي، وما الموسوعة اليمنية بطبعتيها الأولى والثانية الا دليل واضح على الالتزام الصارم بمعايير العمل الإبداعي المتميز والمتواصل بجهد مؤسسي جماعي متماسك.
و كان الدكتور المفلحي قد افتتح في مستهل المهرجان معرض الصور الفوتوغرافية التي تعكس مراحل من تجربة المتحفى به.
وأبدى الوزير اعجاباً بخصوصية المعرض مشيداً بالجهود التي أسهمت في تنظيمه منوها بجدارة العفيف بكل هذه الجهود وأكثر منها لما مثلته وتمثله تجربته التي أسهم من خلالها في خدمة اليمن ورفدها بكثير من الإضافات التي تتباهى بها الأجيال في هذا البلد.
وهي الانجازات التي أكد الشاعر محمد القعود رئيس اتحاد الأدباء والكتاب بصنعاء أنها تمثل مشاعل ضوء فتحت أمام اليمن أبواب من الجديد ونوافذ من الجميل المتميز.
وقال: عندما نتذكر ما قدمه هذا الرجل العظيم من عطاءات فاننا لا نملك الا ان نقول له شكرا لكل ما قدمت و كل ما أسهمت به في خدمة اليمن... شكرا من كل الأجيال التي أشعلت في دروبها مشاعل التنوير .
وأضاف: يكفيك مؤسسة العفيف الثقافية هذه القامة السامقة في هذا الوطن هذه المؤسسة التي مثلت وتمثل واحة ظليلة يأوي اليها الأدباء والمثقفين والمهتمين.
واستطرد: حاولنا أن نقول شكراً ولكن بطريقة متواضعة من خلال هذا المهرجان الذي حاولنا من خلاله ان نرتقي إلى مستوى عطاءاتكم التي تتجاوز كل تكريم ... شكرا لما اعطيتم و لما وجدناه منكم على مدى تجربتكم المفعمة بأجمل و أفضل معاني الانجاز الثقافي و التنويري والتحديثي ... شكرا للعفيف منبرا للأجيال و دربا من دروب المعرفة.
من جانبها أكدت أمين عام اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين الشاعرة هدى أبلان ابتهاج أدباء ومثقفي اليمن بتكريم واحد من أهم أعلامهم.
وقالت: نحتفي اليوم بواحد من قممنا الثقافية والتربوية والسياسية أعطى الوطن والثقافة الشيء الكثير..واحد من مناضلي الثورة اليمنية ومن الذين أرسوا قيمها الثقافية والفكرية ، انه الأستاذ أحمد جابر عفيف ذلك الإنسان الوطني والتربوي والسياسي الذي عصر زهرة شبابه وجذوة عمره في محراب الوطن وفي سبيل الدفاع عن قلاعه و حقه في الحياة والحداثة و التنوير.
وأضافت أبلان مخاطبة الحضور: من منا لا يتذكر صوره في مقدمات كتب التربية الوطنية والتأريخ والجغرافيا وغيرها وهو يغرس بذرة العلم
في صدر كل واحد منا ، ويعطي للعلم قداسته.
وقالت: لقد توج هذا الرجل عمره و ريادته بتأسيس واحدة من أهم المؤسسات الثقافية في بلادنا مؤسسة العفيف، التي واكبت واحتفت بواحد من أهم المشاهد الثقافية في بلادنا ،مشهد التسعينيات الذي خرج كبيرا من
اشراقات الوحدة والديمقراطية.
وأضافت: كلنا قرأنا أحلامنا و أفكارنا و حفرنا خطواتنا الأولى من خلال هذه المؤسسة المتميزة في نظامها و دأبها واتيانها بالجديد والمفيد و ثباتها على خط ثقافي واختلافي لمي يتغير ولم يتزعزع.
و تابعت : إن اتحاد الأدباء ومعه كل المؤسسات الثقافية الأخرى وهو يحتفي بهذا الرائد والمعلم والانسان بكل ما يجمع من نبل ومثابرة ، ليس له الا ان يستذكر مساهماته في دعم الاتحاد بكل محبة و امتنان.
وحيت أبلان العفيف في يوم تكريمه وهو باقٍ بكل هذا الكبرياء والجمال والوطنية والأخلاق الثقافية الثابتة التي سار عليها عقودا طويلة.
من جانبه سكب مدير تحرير صحيفة الثورة الكاتب والصحفي الزميل عبدالرحمن بجاش فيوضا من الذكريات باتجاه العفيف، معربا عن مدى التقدير الذي يحظى به هذا الرجل بمنجزه الثقافي الرائع...
وقال: " في هذا المكان الجميل التقينا بصباحات الكلمة الودودة الشاعرة و الدافئة للمساح والدحان والكلمة المغناة للجابري وبالكلمة اللون لعبد الجبار نعمان وبالكلمة الصورة للغابري وبالكلمة المشقر لأروى عبده عثمان وكثيرون مروا من هنا أحسسنا معهم و بهم أن الحلم لا يزال له مكان بيننا وأن الكلمة لا تزال ضوء يهدي الحائرين و المحبطين ومن يعملون في سبيل المستقبل..هذه الكلمة هي الفنار الذي على ضوئه تسير سفننا نحو المستقبل".
وأضاف: حين نكرم الأستاذ أحمد جابر عفيف نحن نكرم القيم الأكثر نبلا في حياتنا: القيم التي يحاول ماكياج هذا الزمن ان يطغى عليها ... لكن بالنوايا الخيرة وبالفعل الثقافي المتميز سنرى بالتأكيد كثيرين في هذه القاعة المباركة يُكرمون ويدخلون إلى ذاكرة أطفالنا مرفوعي الهامات.
وقال: إن وطنا يُكرم مبدعيه وطن يستحق الحياة.. والتكريم الذي منح له قبل هذا التكريم الأكبر ان توقيعه ( توقيع العفيف) تحمله الشهادات المعلقة في معظم منازل اليمنيين.
و استطرد: لا أزال أتذكر ذلك الصباح الجميل بمدرسة عبدالناصر الثانوية... هذه المدرسة التي تجاورت مع شارع علي عبدالمغني الذي مر منه كل اليمنيين لترسيخ دعائم الثورة.
وأوضح: في ذلك الصباح قيل لنا إن الوزير سيزوركم، وليس أحمد جابر عفيف بالوزير الذي يمر أمامك و لا تكاد تراه بل كان بملأ الأسماع والأبصار... يومها وقف في الساحة و راح يخطب فينا مدافعا عن جامعة صنعاء التي بدأ نورها يشرق في تلك الأيام و هدد يومها بالاستقالة في حال لم تظهر كلية الشريعة و القانون كما خطط لها... وانتصرت جامعة صنعاء في الأخير وكان له الفضل بقدومها ... كنا نحن لتونا قد قدمنا من مدرسة سيف المجاورة و كنا كل صباح يمر معظمنا بجانب البئر التي كانت وسط هذا الشارع بمحاذاة دار الكتب وبالقرب منها منزل الأستاذ.
وأكد عبدالرحمن بجا ش أن أحمد جابر عفيف من القلائل الذين أرخو لأنفسهم مما يجعل الأجيال اللاحقة تظل تهتدي بنبراس تجربته، وهي التجربة التي توجها بمؤسسة العفيف الثقافية ، هذه المؤسسة التي يعاونه اليوم في إداراتها الأستاذ عبدالباري طاهر هذا الرجل الذي لا نملك إلا ان نقف نحن له وقفة تقدير و احترام .
وفي ختام كلمته أعرب عن الشكر لوزير الثقافة السابق خالد الرويشان الذي وضع اللبنة الأولى لأن تكون صباحات بيت الثقافة مطرزة بالإبداع والمبدعين و كذا لوزير الثقافة الحالي الدكتور محمد أبو بكر المفلحي الذي واصل المشوار و كذلك الشكر موصول لرئيس اتحاد الأدباء والكتاب بصنعاء محمد القعود و للحاضرين جميعا كما هي تحية خاصة الى من اقترن اسمها باسم الأستاذ أم أولاده التي لها فضل كبير في رعايته و مرافقته في مشواره.
من عبدالرحمن بجاش انتقل الحديث إلى الأديب والباحث علوان مهدي الجيلاني الذي تحدث عن دور العفيف في دعم ورعاية أدباء جيل التسعينيات حيث قال: الحديث عن الأستاذ المربي أحمد جابر عفيف بالنسبة لجيلنا على وجه الخصوص بمقدار ما سيكون حديثا عن الأب والأستاذ المربي والقدوة سيكون أيضا حديثا عن الاستثنائي الذكي اللماح المستعد دائما للتغير والتغيير.
واستطرد : بوجه من الوجوه سيبدو الحديث عن العفيف من قبل أدباء ومثقفي جيل التسعينيات في اليمن حديثا عن واحد منهم انه الوحيد الذي كسر حاجز الزمن وتغلب على شعور جيل الرواد ورجال التنوير الأول بالامتلاء والاكتساب بما قدموه عبر عقود الأربعينيات الخمسينيات وحتى الثمانينيات... الوحيد الذي أعلن بشجاعة وقدرة كبيرة على التحرر من الحواجز وعقد الاستعلاء ان جزء من كأسه لا يزال فارغا... وان حاجته للتواصل... مع أجيال جديدة ربما يتجاوز كثيرا رغبة هذه الأجيال بالتواصل معه.
وأضاف: العفيف الذكي اللماح استطاع من بين كل أبناء جيله ان يلتقط لحظة انفجار المشهد الجديد ويلمح بروح يقظة التبدلات الجوهرية التي طرأت واستطاع في الوقت المناسب تماما جعل مؤسسته أهم منبر ثقافي يحتضن المشهد الجديد ويقدمه ويعبر عنه.
وأكد الجيلاني ان المشهد التسعيني شابا... شابا في كل تجلياته وكان العفيف أكثر شبابا .. وانسجاما مع شباب ذلك المشهد . وقال: كانت مبادرته تسبق مبادرتنا وقدراته على فتح آفاق جديدة لنا تتجاوز محاولاتنا لاجتياح تلك الآفاق.
واستطرد الجيلاني: سأعترف – اليوم – وأنا صاحب تجربة مميزة في الاقتراب من العفيف والعمل معه والتعلم منه ... أننا لم نفهمه كما يجب وان نقصا من جهتنا – ربما بسبب قلة خبرتنا – حال كثيرا دون مجارتنا له... مجارات تستوعب الآفاق والواسعة لتجربته والتوق المتفجر لروحه الشابة المعطاءة.
وقال: لقد وضع العفيف بإصرار ومثابرة غير عاديين بصماته على حياتنا الثقافية والأدبية وكانت بصماته ايجابية أكثر من أي مؤسسة خاصة أخرى ...فقد حمت استنارته وتمسكه بالروح الوطنية الواعية ..مؤسسته ... من التحيزات والتفضيلات الضيقة التي وقعت فيه – مع الآسف الشديد - مؤسسات كثيرة حاولت فيما بعد .. ترسم خطى تجربته.
كما ألقى الرئيس التنفيذي لمؤسسة العفيف الثقافية عبدالباري طاهر كلمة أعرب فيها باسم أسرة المحتفى به وباسم المؤسسة الثقافية التي وضع لبناتها ورعاها ولازال عن الشكر الجزيل والامتنان لفرع اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين و رئيسه الشاعر محمد القعود وكذا لوزارة الثقافة برئاسة الوزير الدكتور محمد أبو بكر المفلحي إزاء هذا الاحتفاء والتكريم.
وقال عبدالباري طاهر: تكريمكم للعفيف المؤسس والمؤسسة تكريم للثقافة والمثقفين والأدب والأدباء وتكريم للتعليم فأحمد جابر عفيف وأحد من مشعلي نور الكلمة والمعرفة في المتوكلية اليمنية سابقا... ومن خمسينيات القرن الماضي... رجل انغرس في التعلم والتعليم منذ كان يافعا وواصل رسالة التعلم والتعليم فمن طالب في مدارس التعليم الحديث بصنعاء منتصف الثلاثينيات ثم مدرسا ومدير مدرسة في المراوعة منتصف الأربعينيات ثم مشرفا على مدارس تهامة".
وتابع طاهر: واصل الأستاذ رحلة التعلم والتعليم حتى أصبح وزير تربية وتعليم في حكومة الأستاذ محسن العيني بعد ال15 من نوفمبر 1967م وقد أسهم بدور في التأسيس للتعليم الحديث والمدرسة والجامعة والمناهج.
وكان له الفضل في بناء أول حي سكني في حدة. وعندما ترك العمل الرسمي تفرغ لإدارة المؤسسة الثقافية الممولة من ماله الخاص والمدعومة من وزارة الثقافة مشكورة.
وأشار الرئيس التنفيذي لمؤسسة العفيف إلى الدور الذي تضطلع به المؤسسة في الحياة الثقافية والفكرية منوها بالأهمية البالغة لإصدار أول موسوعة عن اليمن انسانا وتاريخا وحضارة.
وأضاف: كما تقوم المؤسسة حاليا بدورات تأهيلية لطلاب الانجليزي والكمبيوتر من خلال معهد يضم ما يقرب من مائة وعشرين طالبا.
واختتم كلمته: تكريمكم للأستاذ أحمد جابر عفيف لفتة إنسانية رائعة وتحية طيبة لائقة من اتحاد عتيد رعى المعرفة والثقافة والإبداع منذ النشأة الأولى فشكرا للسيد الوزير الإنسان الذي رعى التكريم ولا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذووه.
العفيف في سطور
وُلد الأستاذ أحمد جابر عفيف في مدينة بيت الفقيه محافظة الحديدة عام 1928م وفي أحضان تلك المدينة عاش حياة بسيطة وفيها أيضاً تلقى تعليمه الأولي، ثم انتقل إلى مدينة الحديدة ليواصل دراسته. وفي أوائل الأربعينات من القرن العشرين اختارته إدارة معارف الحديدة ضمن طلاب آخرين من منطقة تهامة للدراسة في صنعاء.
بعد أن أكمل دراسته الثانوية في صنعاء عُين مديراً لمدرسة المراوعة، ثمّ تدرج في الإدارة التربوية حتى عُيِّن مديراً للمعارف في لواء الحديدة، ثمّ مفتشاً بوزارة المعارف عام 1955م.. وخلال تلك الفترة تفجّرت ثورة 48م الدستورية، وكان الشاب أحمد جابر عفيف ممتلئاً عنفواناً وقوة فرغب في تقديم خدمة لوطنه فجال قرى المراوعة بمبادرة منه، والتقى مشايخها وأعيانها آخذاً البيعة للإمام الدستوري، وبعد فشل الثورة تعرَّض إلى أسوأ العواقب، حيث سُجن وأوشك أن يُعدم لكن القدر تدخل مرةً أخرى.
بعد اندلاع ثورة 26 سبتمبر 1962م واصل دوره في مجال العمل الوطني، فعُيِّن نائباً لوزير الصحة، ثمّ سفيراً للجمهورية في سوريا ولبنان في بداية عام 1963م، عُيِّن وزيراً للتربية والتعليم، ورئيساً أعلى للتعليم العالي، وكان التعليم يُعاني من أوضاعٍ غاية في البؤس فلا مناهج ولا بنى منظمة ولا كوادر مؤهلة وكل ذلك مع غياب فلسفة واضحة للتعليم، فعقد العزم على تحدي الصعوبات وتطوير التعليم والتركيز على التعليم الفني والمهني وإدخال التعليم الابتدائي للأرياف وإنشاء معاهد المعلمين في صنعاء وكل المحافظات.
عمل بالتدريس في الحديدة، ثمّ تدرّج في الإدارة التربوية حتى عُيِّن مديراً للمعارف في لواء الحديدة، ثمّ مفتشاً بوزارة المعارف في عام 1955م بصنعاء.
وزيراً للتربية والتعليم ورئيساً أعلى للتعليم العالي أواخر 1969م.
أشرف على إنشاء جامعة صنعاء ومركز الدراسات والبحوث اليمني.
رئيس مركز الدراسات والبحوث اليمني 1970م.
عُيِّن مديراً لمستشفى صنعاء، حيث عمل خلال تلك الفترة على إنشاء معهد التمريض، وساعد في إيجاد برامج محو الأمية والتدبير المنزلي والتوعية الصحية للأمهات.
وبعد قيام ثورة 26 سبتمبر عُيِّن نائباً لوزير الصحة.
سفيراً للجمهورية اليمنية في لبنان وسوريا بداية عام 1963م.
عضو مجلس الشعب التأسيسي (عدة مرات).
رئيس مجلس إدارة بنك التسليف للإسكان وأشرف بنفسه على بناء المدينة السكنية للبنك.عضو المجلس الاستشاري لعدة فترات.
رئيس مؤسسة العفيف الثقافية، رئيس مجلس الأمناء.
رئيس الجمعية الوطنية لمواجهة أضرار القات.
مقرر لجنة الحوار 93 1994م.
مؤلفاته :
الحركة الوطنية في اليمن، شاهد على اليمن (أشياء من الذاكرة).
كتب عنه :
زمن خارج السرب (من أعلام اليمن) للكاتب علي المقري.
تمّ اختياره ((كشخصية العام الثقافية)) للعام 2003م من قبل وزارة الثقافة والسياحة اليمنية. حاصل على وسام الأرز الوطني رتبة الوشاح الأكبر من لبنان في عام 1972م. حاصل على العديد من الشهادات التقديرية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.