أكدت مصادر سياسية بوزارة الخارجية العراقية ل"نبأ نيوز" أن الحكومة العراقية ستبدأ اعتباراً من يوم 25 مارس الجاري بإعادة كبار ضباط الجيش العراقي "المنحل" وعوائلهم، وشرائحاً أخرى من العراقيين المقيمين في اليمن إلى بغداد، "في إطار أوسع عملية مصالحة وطنية" منذ غزو العراق في مارس 2003م، وإعلان الحاكم الأمريكي "بول بريمر" حل الجيش العراقي بعد سقوط بغداد في 9/ أبريل/ 2003م. وأوضحت المصادر: أن حكومة السيد نوري المالكي استأجرت طائرات خاصة ستتولى "مجاناً" إعادة العراقيين الموجودين في اليمن إلى بلدهم، وأن الرحلة الأولى ستنطلق من مطار صنعاء الدولي يوم 25/ مارس الجاري، فيما ستعقبها رحلات أخرى طبقاً لجدول زمني أنيط تنظيمه بالسفارة العراقيةبصنعاء، منوهاً إلى أن قسماً كبيراً من العوائل العراقية أبدت رغبتها في الانتظار حتى يكمل أبنائها عامهم الدراسي. وكانت لجنة خاصة بالعسكريين باشرت بمقر السفارة العراقيةبصنعاء استقبال الضباط العراقيين ابتداءً من يوم 14/ فبراير/2009م الماضي، ولمدة شهر كامل ينتهي يوم غدٍ السبت 14/ مارس/2009م. مصادر مطلعة كشفت ل"نبأ نيوز": أن نسبة تجاوب الضباط مع اللجنة يقدر حتى نهاية الدوام الرسمي ليوم الأربعاء 11/ مارس ما بين (70 – 75) بالمائة، ومستبعدة ارتفاع هذه النسبة خلال اليوم الأخير المتبقي من الفترة الممنوحة، مرجعة ذلك إلى "معلومات" استقتها من الضباط الذين تمت مقابلتهم تفيد بأن الغالبية العظمى من النسبة المتبقية قامت بترتيب أوضاعها للانتقال إلى دول أخرى مثل ليبيا ومصر والهند ودول أخرى. وبحسب بيانات عراقية رسمية: فأن الحكومة العراقية تعهدت بتسوية الأوضاع الوظيفية لجميع ضباط القوات المسلحة والقوة الجوية، من خلال تخييرهم بين الإحالة على التقاعد أو العودة إلى الوحدات العسكرية، وصرف جميع مستحقاتهم المالية اعتباراً من تاريخ آخر مرتب تم استلامه، وتعويضهم عن كل ما لحق ببيوتهم أو ممتلكاتهم من ضرر، وتسهيل كافة الإجراءات الخاصة بأفراد أسرهم– سواء كانت متصلة بالتوظيف أو غيرها- إلى جانب منحهم أراضي سكنية، ومبالغ مالية يتم استلامها حال وصول العراق. أما بالنسبة للعراقيين المدنيين المقيمين في اليمن، فإن تنسيقاً يجري حالياً بين السفارة العراقيةبصنعاء والجهات الرسمية اليمنية لإعفاء الراغبين بالعودة النهائية من غرامات الإقامة المتراكمة، في نفس الوقت الذي وجهت السفارة دعوتها لرعاياها في اليمن لتسجيل أسمائهم ضمن الرحلات المجانية إلى العراق، وعلقت إعلانات توضح الامتيازات التي تقدمها الحكومة للعائدين، غير أن تلك "الامتيازات" قوبلت بالسخرية من غالبية العراقيين الذين يقولون أنها لا تتعدى وعوداً بتسهيل العودة للوظيفة.
وسواء اقتنع العراقيون في اليمن ب"امتيازات" حكومتهم أو سخروا منها، فإن الغالبية العظمى منهم مضطرة لمغادرة اليمن، إذ أن تفعيل الحكومة اليمنية لإستراتيجية "يمننة الوظائف" ألغى عقود عمل آلاف الأساتذة الجامعيين والمهندسين والأطباء.. كما أن تخفيض الحكومة اليمنية لميزانيتها العامة بنسبة 50% جراء الأزمة المالية أوصد كل أبواب الاستثناءات الوظيفية التي كانت تمنح للعراقيين بقرار سياسي مراعاة لظروف بلدهم.. كما أن حالة التشدد القصوى التي تتبعها السلطات اليمنية في إجراءات منح الإقامة للعراقيين، أغلق أبواب العمل لدى القطاع الخاص أمام آلاف العراقيين، وأغلق أيضاً فرص البقاء في اليمن، وبات الباب الوحيد المفتوح أمامهم هو بوابة مطار صنعاء، ليشدوا الرحال عبره في أسفار الغربة.. من غربة المهجر إلى وطن غريب، دفنت الحرب مليوناً من أبنائه، وشردت سبعة ملايين آخرين، وخلفت مليوناً ونصف معاقاً، وطمست وجوه الناجين بأوجاع المأساة..!
خبر سابق: العراق يرسل لجنة مصالحة إلى اليمن لإعادة قادة جيشه