كشفت دراسة بحثية عن عودة معدلات الهجرة العراقية إلى اليمن إلى الارتفاع مجدداً وبنسب كبيرة خلال العامين 2005م/ 2006م بعد انحسار بلغ أدنى مستوياته خلال الربع الأول من العام 2004م. وأوضحت الدراسة التي أجرتها "نبأ نيوز" من واقع بيانات إحصائية: إن أعداد العراقيين الوافدين على اليمن بلغت أدنى انحسار لها خلال الربع الأول من العام 2004م لينخفض العدد إلى نحو (11.000) عراقي، في إطار موجة نزوح عودة أعقبت الاحتلال الأمريكي للعراق في 9 أبريل/نيسان 2003م. إلاّ أن هذه المعدلات لم تستقر عند حدودها الدنيا إلاّ لفترة قصيرة جداً إذ أن موجة نزوح العودة قابلتها موجة مماثلة لمهاجرين بعضهم من العقول العلمية التي بدأت تطولها حركة اغتيالات سرية منظمة، وبعضها الآخر ممن فروا من العراق بحكم مراكزهم الوظيفية السابقة، أو صفتهم الحزبية التي جعلتهم موضع استهداف قوى سياسية مختلفة، ليرتفع عدد العراقيين الوافدين مجدداً إلى نحو (19.000) عراقي من فئات عمرية مختلفة ومن كلا الجنسين. وبحسب الدراسة فإن الفترة من (يناير – نهاية سبتمبر 2006م) شهدت أكبر موجة هجرة عراقية إلى اليمن بسبب اشتداد الانهيار الأمني في العراق الذي دفع بمئات آلاف الأسر العراقية إلى الفرار بجلودها إلى دول مختلفة، ليرتفع العدد الكلي للعراقيين المهاجرين إلى اليمن إلى نحو (26.000) عراقي تقريباً. ويأتي هذا الارتفاع بأعداد العراقيين ليس فقط إلى ازدياد أعداد الوافدين، بل أيضاً إلى تدني أعداد العائدين منهم إلى العراق لتصل النسبة في بعض الشهور إلى صفر. ويشكل البالغون ممن هم فوق سن (18 عاماً) من هذه الأعداد نحو (32%) من كلا الجنسين، فيما النسبة المتبقية هم دون سن البلوغ القانوني 18 عاماً. وتقدر نسبة حملة المؤهلات الجامعية (بكالوريوس فما فوق) بين البالغين نحو (86 %)، فيما نسبة (12.5%) هم من طلاب الجامعات، و(1.5%) فقط نسبة حاملي شهادات ثانوية وما دون، وجميعها من النساء. وتعمل النسبة العظمى منهم في القطاع الخاص، فيما لا تتجاوز نسبة العاملين في مؤسسات حكومية يمنية (17%) من العدد الكلي. والغالبية العظمى من العراقيين يعملون في التعليم الجامعي والعام، يليهم الأطباء، ثم المهندسين، وتتوزع نسبة ضئيلة على بقية القطاعات المهنية الأخرى.