استعرض اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين- فرع ذمار- الخميس ( ظاهرة العنف في المدارس) في حلقة نقاشية أقامها بالتعاون مع "مركز الحوار لتنمية الثقافة بحقوق الإنسان" ، وقف خلالها المشاركون على الخلفيات الثقافية والاجتماعية للظاهرة، والآثار الناجمة عنها، وموقف التشريعات واللوائح التعليمية منها، وسبل معالجتها. واستهلت الحلقة النقاشية أعمالها بدراسة بحثية للأستاذ محمد محمد الراعي- مدير مدرسة "22مايو" بذمار الذي بيّن أن العلاقة بين التعليم واستخدام العصا هي جزء من موروث ثقافة اجتماعية سائدة لدى الكثير من الناس، مستعرضاً جملة من العوامل التي تدفع الطالب الى الإتيان بممارسات العنف، بعضها حملها على عاتق المدرس غير الكفوء أو الذي يفتقر لطرق التدريس، فيما ألقى بمسئولية جزء آخر منها على المناخ التعليمي ونقص المناهج، وازدحام الفصول، وغياب الأنشطة، علاوة على تقصير الإدارات المدرسية في المتابعة، والتنسيق مع أولياء الأمور؛ فيما رمى بجزء آخر من المسئولية على قناعة الطالب نفسه في أهمية التعليم في مستقبل حياته. أما من حيث العنف الموجه ضد الطلاب، فقد اعتبره الراعي سبباً لظاهرة التسرب من التعليم جراء الإحباط الذي يمنى به الطالب، والكراهية التي تتولد عنده للمعلم والمدرسة والدراسة، مؤكداً أن التشريعات واللوائح التعليمية تحرم الضرب والإهانة، داعياً الى ضرورة الامتثال لطرق التدريس، والمعالجات الحضارية الموضوعة من قبل مختصين نفسانيين وباحثين اجتماعيين. أما الأستاذ محمد الغربي عمران - وكيل أمانة العاصمة- فقد وصف العنف في المدارس بأنه "جزء من العنف العام في المجتمع" ، وأنه انعكاس للعنف الأسري والعنف الاجتماعي ،في نفس الوقت الذي ألقى باللائمة على المعلمين في تفريغ "همومهم ومتاعبهم الحياتية" بالطلاب ليتحولوا الى أنداد لهم من غير إدراك لحقيقة أن الطالب أضعف بكثير مما يراه المدرس. واستعرض الغربي جملة من الظواهر التي يكون الأطفال ضحاياها مثل عمالة الأطفال، وظاهرة تهريب الأطفال، والتسول، والزواج السياحي، وقضايا أخرى عديدة قال أنها تجعل الطفل غير قادر على التركيز على تعليمه، وبالتالي فإن تفكيره سينحصر في التعلم من أجل الوظيفة فقط. وأكد الغربي أن الضرب والتوبيخ ليست من الوسائل التربوية، داعياً الى تعامل إنساني خلاق بين المعلم والطالب، والى ضرورة مواكبة ما وصلت اليه مدارس دول الجوار اليمني. هذا ودار خلال الحلقة النقاشية الكثير من الحوار والجدل ، وطرحت العديد من الآراء التي تقدم رؤى لسبل الحد من ظاهرة العنف في المدارس، والارتقاء بالتعليم الى المستوى الحضاري الذي يحقق الأهداف المتوخاة من ذهاب الطفل الى المدرسة.