أقلعت في الساعة الخامسة من عصر اليوم الأربعاء من مطار صنعاء الدولي أول طائرة لشركة الخطوط الجوية العراقية تطأ الأراضي اليمنية منذ حرب الخليج الثانية 1991م، وعلى متنها نحو 180 مواطناً عراقياً، هم قوام الدفعة الأولى من الأسر العراقية العائدة لبلدها، في إطار حملة واسعة تتبناها الحكومة العراقية لإعادة رعاياها المقيمين في اليمن إلى وطنهم، وإعادة لمّ الشمل العراقي بعد شتات طويل، تسببت به أوضاع سياسية متردية، ومن ثم غزو أمريكي للعراق. طائرة الخطوط الجوية العراقية التي هبطت اليوم بصنعاء، لن تكون الأخيرة، إذ يؤكد المسئولون العراقيون أن هذه الدفعة هي الأولى، وأن هناك دفعات قادمة، متوقعين أن تبلغ عملية إعادة العراقيين إلى بلدهم ذروتها خلال يونيو ويوليو القادمين، في أعقاب انتهاء العام الدراسي للمدارس والجامعات، كي لا يضيعوا على أبنائهم سنة دراسية. وفي تصريح ل"نبأ نيوز"، وصف سعادة طلال العبيدي- سفير العراقبصنعاء- عملية الترحيل المجانية للعراقيين بأنها "مبادرة كريمة من لدن رئيس الوزراء بإعادة العراقيين"، وقال أنهم "غادروا بلدهم تحت ظروف قاسية، إذ أن قسماً منهم هاجروا وقسماً آخراً أجبروا على السفر". وأشار إلى "أن هذه المبادرة الكريمة لإعادة العراقيين إلى وطنهم إنما هي ليسهموا في بنائه، حيث هناك كفاءات عراقية في اليمن، بعض منهم صار له فترة طويلة، وقسم آخر اضطروا بعد الأحداث الأخيرة للمغادرة، وهم الآن يعودون بإذن الله". وأعرب سعادة سفير جمهورية العراق عن شكره للحكومة اليمنية "على استضافة العراقيين، والمعاملة الكريمة التي حضيوا بها في اليمن، وخصوصاً من لدن فخامة الرئيس علي عبد الله صالح، حيث كانوا حتى مفضلين أحياناً على إخواننا اليمنيين في الوظائف والعمل والمعاملة، وأنهم يغادرون الآن وهم كلهم أمل ليساعدوا في بناء وطنهم، بناء عراق جديد..". وأكد العبيدي أن الرحلات ممتدة وأن العودة طوعية لكل العراقيين، وحاليا هناك مسألة المدارس والجامعات تقف عقبة، كاشفاً النقاب عن "أعداد كبيرة سجلت أسمائها في السفارة وترغب بالعودة". هذا وستنشر "نبأ نيوز" في وقت لاحق استطلاعاً لآراء عدد من المغادرين حول أسباب عودتهم، وانطباعاتهم عن الحياة في اليمن.