شنت في ساعة مبكرة من فجر اليوم السبت قوات أمنية تابعة لوحدة مكافحة الإرهاب، ومتجحفلة مع وحدات الجيش، وبإسناد جوي كثيف أوسع حملة من نوعها لمداهمة أوكار خلايا "جهادية" في منطقة "جعار" بمحافظة أبين. وأفادت مصادر حكومية في أبين ل"نبأ نيوز": أن مواجهات شرسة بين القوات الحكومية و"الجهاديين" شهدتها شوارع مدينة جعار منذ صباح اليوم، وتخللتها مداهمات لعدد كبير من المباني التي يعتقد أنها "أوكار" للجماعات الجهادية، التي كثفت تواجدها في المنطقة منذ قرابة الشهرين. وأكدت اعتقال ما يزيد عن (16) شخصاً من "الجهاديين"، بينهم ثلاثة من أكبر قيادات هذه الجماعات، فيما أصيب ما يقارب العشرة أشخاص منهم بجراح مختلفة- بين الخطيرة والمتوسطة- وقد تم نقلهم جميعاً إلى أحد المراكز الطبية في محافظة أبين، وأحيط المركز بحراسات أمنية مكثفة، وعدد من الدروع. وفيما أكدت المصادر وجود قتلى بين العناصر "الجهادية" رفضت تحديد أعدادهم، فإنها أشارت أيضاً إلى سقوط ما بين (3 – 4) شهداء من القوات الحكومية وعدد من المصابين. المواجهات، التي وصفتها المصادر الحكومية، ب"الأشرس من نوعها التي تشهدها أبين"، شهدت تراجعاً منذ العصر، وانتقلت من وسط جعار إلى أطراف المدينة، حيث المرتفعات التي لجأت إليها بعض العناصر "الجهادية"، والتي تولت طائرات مروحية تمشيطها حتى قبيل وقت المغرب بقليل. هذا وكانت وزارة الداخلية اليمنية أكدت نبأ المواجهات، وقالت: "أن المطلوبين أمنياً في جعار، والذين استهدفتهم الحملة الأمنية، متهمين بارتكاب جرائم خطيرة منها زعزعة الأمن والاستقرار في المحافظة، وجرائم تخريب مقرات ومنشآت حكومية، واستهداف نقاط أمنية، وجرائم سلب، وقطع طريق، وجرائم أخرى"، مشيرة إلى "أن حملة المداهمة تم الإعداد لها بشكل جيد مما جعلها أكثر دقة وفاعلية في تحقيق الأهداف المرسومة لها". هذا وقد شهدت اليمن عموماً خلال الأيام القليلة الماضية حملات واسعة نجحت خلالها في القبض على عشرات المتهمين بالانتماء لتنظيم القاعدة الإرهابي، ومجرمين خطرين، الأمر الذي ساعدها على إحراز تقدم كبير في عملياتها اللاحقة.