يؤكد المقربون من حمود الصوفي محافظ محافظة تعز– ابن شرعب السلام، المديرية الأكثر زراعة للقات على مستوى المحافظة- أن الرجل ليس من هواة تعاطي القات.. لكن الشيء الذي لم يؤكده هؤلاء إن كان ابن شرعب صاحب موقف مناهض للقات أم أن للقصة أسباب أخرى. عموما فان وجود مسئول في صف الممانعة لتعاطي القات، وان كان على المستوى الشخصي، يعد مكسباً للحياة في اليمن التي ترنو منذ زراعة أول شجرة قات في اليمن قبل نحو 700 سنة- حسب المؤرخين- إلى جعلها طبيعية خالية من كل ما يكسبها استثناء يبعدها عن السلوك الحياتي في الكون كله. ومن ناحية أخرى فان رؤية أبناء تعز لمحافظهم (بلا بجمة قات) يعد سابقة أولية في تاريخ المحافظين المتعاقبين على المحافظة الذين غالبا ما تكون (تخزينتهم) من العيار الثقيل وكله تحت بند (بدل قات)، كما أن ذلك يعد مبعث أمل على إمكانية توجه المحافظ نحو إنشاء مزيد من الحدائق والمتنفسات في المدينة التي تنام عند الساعة التاسعة مساء. ورغم إعلان المجلس المحلي قبل مجيء الصوفي بثلاث سنوات- وتحديدا عقب الانتهاء من مؤتمر دولي معني بالبيئة استضافته جامعة تعز- عزمه غرس (شجر بعدد البشر) إلا أن ذلك بدا حلما بعيد المنال، وعكس حماسا تبخر مع توصيات المؤتمرات الدولية الأربعة المعنية بالبيئة التي استضافتها الجامعة، وكلفت الدولة ملايين الدولارات، في حين عجزت تلك المؤتمرات الأربعة ومعها المجلس المحلي بقيادته الحالية عن تجسيد ذلك الشعار على ارض الواقع حتى اليوم .. ومن المثير للسخرية والتعجب أن شعار "شجر بعدد البشر" تجسد حقيقة في زيادة زراعة شجر القات بشكل فاق كل البشر في المحافظة باستحواذه على مجمل الأراضي الصالحة للزراعة في حين عددها على مستوى اليمن حسب آخر الدراسات الحديثة بلغت 300 مليون شجرة، لمحافظة تعز من هذا العدد نصيب الأسد. "شجر بعدد البشر" ظل حلما يراود أبناء المدينة كما لو كان واحداً من أهم المشاريع الإستراتيجية في العالم، أو اختراعا عبقريا قد يمتد بصاحبه لسنوات طويلة من التفكير والدراسة مثل "أديسون" مخترع الكهرباء الذي أنار البشرية أو "جراهام بل" الذي حول العالم إلى قرية واحدة باختراعه الهاتف.. حديقة محترمة هي غاية ما يتمناه أبناء الحالمة منذ 47 عاماً، وان لزم الأمر إعادة إحياء فكرة غرس شجر بعدد البشر في أرجاء المدينة ومداخلها ليستظل الناس تحتها ومنهم المحافظ الصوفي نفسه الذي قد يجد نفسه يبحث عن بديل لتعاطي القات. ربما قد يتعذر البعض لعدم وجود مساحات كافية داخل المدينة لإنشاء حدائق عليها، لذلك فاني أضع بين يدي الصوفي مقترحا يقضي باستئجار المساحات التي كانت تشغلها أسواق القات السابقة بما يحقق قاعدة (لا ضرر ولا ضرار) والخروج بعدة فوائد، منها: إنشاء حدائق للمواطنين في تلك الأسواق السابقة وقطع الطريق أمام المرجفين في المدينة الذين يسعون لتحريض المقاوته وأصحاب تلك الأسواق لأتباع أساليب غير مشروعة بغية إعادة عقارب الساعة للوراء وانتكاس الفكرة النبيلة المتمثلة بإخراج أسواق القات إلى خارج المدينة التي لاقت ارتياحا واسعا من قبل الجميع. وحتى نضمن عدم عودة أسواق القات إلى داخل المدينة، وتنفيذ فكرة إنشاء حدائق بديلة لأسواق القات، وغرس شجر بعدد البشر مطلوب من المحافظ الصوفي أن يبادر فوراً بالتسجيل في جمعية مواجهة القات بتعز حتى يصبح عضوا محاربا في جبهة أعداء القات بشكل رسمي ،حتى وان كنا نعلم انه ينام وقت الظهيرة، ويحب الشعر، والرياضة، والحياة..!