قال الدكتور فؤاد الصلاحي أننا نعيش في أزمة ممتدة منذ 12 عاماً لم تستطع الدولة الخروج من هذه الأزمة أو حتى إدارتها جاء ذلك في المحاضرة التي ألقاها الثلاثاء في مؤسسة العفيف الثقافية والمعنونة ب"دور المجتمع المدني في الإصلاح السياسي"، موضحا، أنه من الواجب أن نعيد هيكلة النظام السياسي برمته، والعمل على إصلاح الاختلالات التعليمية التي ترمي بثقلها على الحياة السياسية، والواقع العام برمته. كما تحدث عن مفهوم المجتمع المدني قائلاً بأنه يحتاج للكثير من المراجعة كون الأمر يتعلق بماهية هذا المجتمع الذي يحتاج لغربلة على حد قوله، واصفاً حال المجتمع المدني بالبائس، والفاقد للمشروعية. وقال: أن المؤسسات والجمعيات الخيرية لا يمكن لها أن تندرج في إطار مفهوم المجتمع المدني الحقوقي،مطالبا منظمات المجتمع المدني إلى التوسيع من قاعدتها، وأن تسعى للتغيير في عقلية المجتمع، وتثويره على واقعه الفاسد اجتماعياً، قائلاً: لدينا أكثر من "6000" منظمة مجتمع مدني، ولكن ما الذي قدمته هذه المنظمات؟. وعن الأحزاب السياسية تحدث الدكتور الصلاحي إلى مسألة أن تلعب هذه الأحزاب دوراً حقيقياً في النهوض بواقع الناس، وتقديم بديل حقيقي ووجه ديمقراطي ذاكراً أنه ثمة قيادات منذ الستينات لم تتزحزح من أماكنها القيادية، فأية ديمقراطية يمكن أن تقدمها هذه الأحزاب، متعرضاً لسيطرة الأسرة الواحدة على كثير من المنظمات، حتى أنها أصبحت منظمات وراثية. وتساءل الصلاحي الذي يعمل أستاذاً لعلم الاجتماع بجامعة صنعاء،إلى جانب كونه ناشطاً حقوقياً ومدنياً، في محاضرته عما يحول من إيجاد مجتمع مدني متكامل؟، داعياً إلى عقلنة الخطاب الديني، وإيجاد وعي حقوقي للمجتمعات العربية كون الوطن العربي يعيش ذات الإشكالية. وأشار الصلاحي إلى أن غياب المشروع الحداثي أوجد مساحة لمشاريع التخلف بأن تجد مساحة للتحرك، والتغلغل في أوساط المجتمع. تخلل المحاضرة التي حضرها سعادة السفير اللبناني بصنعاء حسان أبي عَكر،كثير من المداخلات، والتساؤلات التي صبت في ذات الإطار.