احمد عبد الرحمن - قال أستاذ علم الاجتماع بجامعة صنعاء، الدكتور/ فؤاد الصلاحي أننا نعيش في أزمة ممتدة منذ 12 عاماً لم تستطع الدولة الخروج من هذه الأزمة أو حتى إدارتها . وأضاف أنه من الواجب أن نعيد هيكلة النظام السياسي برمته، والعمل على إصلاح الاختلالات التعليمية التي ترمي بثقلها على الحياة السياسية، والواقع العام برمته. جاء ذلك في محاضرة ألقاها امس الثلاثاء في مؤسسة العفيف الثقافية والمعنونة ب"دور المجتمع المدني في الإصلاح السياسي" . وفي المحاضرة تحدث الصلاحي عن مفهوم المجتمع المدني الذي قال انه يحتاج للكثير من المراجعة كون الأمر يتعلق بماهية هذا المجتمع الذي يحتاج لغربلة على حد قوله،. ووصف حال المجتمع المدني بالبائس، والفاقد للمشروعية، وقال: أن المؤسسات والجمعيات الخيرية لا يمكن لها أن تندرج في إطار مفهوم المجتمع المدني الحقوقي، . وطالب الصلاحي منظمات المجتمع المدني بتوسيع قاعدتها، وأن تسعى للتغيير في عقلية المجتمع، وتثويره على واقعه الفاسد اجتماعياً. وقال لدينا أكثر من "6000" منظمة مجتمع مدني، ولكن ما الذي قدمته هذه المنظمات . وعن الأحزاب السياسية اكد الدكتور الصلاحي ضرورة أن تلعب هذه الأحزاب دوراً حقيقياً في النهوض بواقع الناس، وتقديم بديل حقيقي ووجه ديمقراطي ذاكراً أنه ثمة قيادات منذ الستينات لم تتزحزح من أماكنها القيادية، فأية ديمقراطية يمكن أن تقدمها هذه الأحزاب، متعرضاً لسيطرة الأسرة الواحدة على كثير من المنظمات، حتى أنها أصبحت منظمات وراثية. وتساءل الصلاحي في محاضرته عما يحول دون إيجاد مجتمع مدني متكامل؟.. داعياً إلى عقلنة الخطاب الديني، وإيجاد وعي حقوقي للمجتمعات العربية كون الوطن العربي يعيش ذات الإشكالية. وأشار الصلاحي إلى أن غياب المشروع الحداثي أوجد مساحة لمشاريع التخلف للتحرك، والتغلغل في أوساط المجتمع.