بعد أقل من يوم من المواجهات الدامية بين المليشيات الانفصالية والدولة، انفجرت الخلافات بين فصائل المليشيات نفسها، وشهدت ساحة الحراك الانفصالي قبيل ظهر اليوم اشتباكات مسلحة ضارية بين جماعة النائب صلاح الشنفره (هيئة حركة النضال السلمي الجنوبي- نجاح)، وجماعة حسن باعوم (المجلس الوطني الأعلى لتحرير الجنوب). وتفيد مصادر "نبأ نيوز" في مسرح الأحداث: أن المواجهات المسلحة انفجرت في أعقاب احتدام الخلافات بين الطرفين، وتحميل كل منهما الآخر مسئولية فشل التظاهرة التي خرجت صباح اليوم الخميس في مدينة الضالع، والتي قامت السلطات الأمنية بتفريقها بعد أقل من نصف ساعة من انطلاقها على خلفية مباشرة المتظاهرين بتنفيذ أعمال شغب. وتؤكد المصادر: أن جماعات الشنفره وباعوم، وطوال طريق العودة إلى مناطقهم كانوا يتبادلون الاتهامات، والتي احتدمت وتطورت إلى شتائم وألفاظ نابية مع الاقتراب من مناطقهم- قريتي (ثلاعث والحميراء)- والتي قرر عندها الطرفان تصفية خلافاتهما "على الطريقة الجنوبية" المعروفة بإشهار الأسلحة، وطلوع المرتفعات، والبدء بتراشق الرصاص. وقد شهدت فترة الظهيرة اشتباكات ضارية، قام خلالها كل طرف بإطلاق نيران مكثفة على مناطق الطرف الآخر، طالت الجبال والوديان، ثم امتدت إلى إطلاق الرصاص على البيوت، وسادت المنطقة حالة من الذعر والفزع ، وشوهدت النساء والأطفال- ممن كانوا في الحقول- وهم يفرون راكضين للاحتماء داخل البيوت أو أي مباني قريبة.. وفيما تؤكد مصادر "نبأ نيوز" عدم سقوط أي ضحايا بشرية، فأنها أشارت إلى مصرع عشرات الأغنام والمواشي التي كانت ترعى في مناطق توسطت جبهة المواجهة بين الطرفين. كما أفادت مصادر "نبأ نيوز" أن عدداً من الوجهاء والمشائخ في المنطقة تدخلوا لفض الاشتباك، وحملوا الطرفين مسئولية الأحداث، وسط استياء شديد من تفاقم الخلافات إلى الحد الذي يستدعي المواجهات المسلحة.. جدير بالذكر أن الخلافات بين جماعتي الشنفره وباعوم ليست وليدة اليوم، وأنما تمتد إلى فترات سابقة، ولكنها اشتدت في أعقاب قيام النائب الشنفره بلطم فواز باعوم على مرأى حضور كبير، وبما شكل إهانة كبيرة، ورغم الإصلاح بينهما، إلاّ أن أبناء باعوم ظلوا يغذون نفوس كل من التقوهم بالأحقاد والكراهية ضد الشنفرة وأنصاره، غير أن الشنفره ما لبث أن وضع حداً للتعبئة المضادة بتسريب معلومات أفضت إلى إلقاء القبض على فواز باعوم وعدد من رفاقه مؤخراً- طبقاً لما يتهمه في ذلك عدد من المنتمين لجناح حسن باعوم- وهو ما نفته ل"نبأ نيوز" وبقوة مصادر مقربة جداً من النائب الشنفره، وقالت "أن سوء التفاهم انتهى في حينه، وان الشنفره وباعوم التقوا مرات عديدة ويعملون معاً من أجل الجنوب"- على حد تعبير المصادر. هذا وكانت منطقة الحبيلين شهدت اليوم الخميس مسيرة سلمية جابت الشوارع بمشاركة المئات من أبناء ردفان، وهتفت بشعارات استفزازية للسلطة، إلاّ أن السلطات الأمنية لم تحرك ساكناً ولم تتدخل ، في نفس الوقت الذي واصلت قوات الجيش انسحابها من المواقع المستحدثة، تنفيذاً للاتفاق الذي أعلن أمس بين الدولة والحراك.