يستهل برشلونة الإسباني أسبوعا ناريا ومؤثرا في مسيرته هذا الموسم عندما يستقبل الثلاثاء 28-4-2009 على ملعبه "كامب نو" فريق تشيلسي الإنكليزي في ذهاب نصف نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، قبل حلوله ضيفا على وصيفه ريال مدريد السبت المقبل في قمة الدوري الإسباني التي ستحدد ملامح بطل ال"ليغا". ويسعى برشلونة إلى تحقيق ثلاثية نادرة؛ إذ يتصدر بطولة إسبانيا بفارق 4 نقاط عن ريال مدريد، وتأهل إلى نهائي مسابقة كأس الملك، حيث سيلاقي أتلتيك بلباو في فالنسيا في 13 مايو/أيار المقبل، ونصف نهائي البطولة الأوروبية التي أحرز لقبها مرتين عامي 1992 و2006. من جهته، فقد تشيلسي الأمل منطقيا في إحراز لقب "البريميرليغ"؛ إذ يتخلف بفارق 6 نقاط عن مانشستر يونايتد المتصدر، لكنه تأهل إلى نهائي مسابقة الكأس على حساب أرسنال؛ حيث سيواجه إيفرتون في 30 مايو/أيار المقبل على ملعب "ويمبلي"، ويسعى إلى إحراز لقب دوري الأبطال للمرة الأولى في تاريخه. ووصل برشلونة إلى هذا الدور بعد نتائج لافتة وأداء استعراضي نادر، بفضل الموهبة الأرجنتينية ليونيل ميسي، وباقي ترسانة الفريق الكاتالوني، كلاعبي الوسط أندريس أنييستا وشافي، وكالمهاجمين الكاميروني صامويل إيتو، والفرنسي تييري هنري. وتخطى برشلونة ليون الفرنسي في الدور الثاني (6-3 في مجموع المباراتين)، ثم اكتسح بايرن ميونيخ الألماني 4-صفر في ذهاب ربع النهائي، قبل أن يتعادل معه 1-1 في ميونيخ إيابا، في حين تأهل تشيلسي على حساب يوفنتوس الإيطالي (3-2 في مجموع المباراتين)، ثم خاض مواجهة نارية مع مواطنه ليفربول في ربع النهائي حسمها لمصلحته بعد فوزه ذهابا 3-1 وتعادله 4-4 إيابا. وتبرز مواجهة خاصة في المباراة بين لاعبي الفريقين الأفارقة؛ إذ يضم برشلونة الكاميروني إيتو، والعاجي يحيى توريه، والمالي سيدو كيتا، وتشيلسي العاجيين ديدييه دروغبا، وسالومون كالو، والغاني مايكل إيسيان، والنيجيري جون أوبي ميكيل. وضمن المواجهة الإفريقية، ستتجه الأنظار إلى إيتو ودروغبا المتنافسين على جائزة أفضل لاعب إفريقي في الأعوام الماضية، واللذين يقدمان مستويات رائعة بعد تراجعهما نسبيا الموسم الماضي واقترابهما من ترك برشلونة وتشيلسي على التوالي. وسجل إيتو حتى الآن 27 هدفا مع برشلونة في الدوري الإسباني محطما رقمه الشخصي في موسم 2005-2006 عندما توج هدافا برصيد 26 هدفا، مقابل 16 هدفا الموسم الماضي أعقبها تصريح للمدرب بيب غوارديولا بأنه لن يعول على الكاميروني الذي عانى تهديفيا نتيجة ضياع البرازيلي رونالدينيو وتراجع مستواه. من جهته، سجل دروغبا 5 أهداف الشهر الحالي في مباراتي ليفربول في ربع النهائي (3-1 و4-4) وبولتون (4-3) في الدوري الإنكليزي، وعاش مرحلة صعبة الموسم الماضي أيضا، بعد رحيل المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو عن النادي اللندني؛ إذ لم يسجل سوى 8 أهداف في الدوري الإنكليزي، كما طرد في نهائي دوري الأبطال الذي خسره تشيلسي بركلات الترجيح أمام مواطنه مانشستر يونايتد في العاصمة الروسية موسكو. لكن العاجي القوي بدنيا والذي يملك قدرات فنية عالية استعاد مستواه بعد أن أعطاه المدرب الهولندي غوس هيدينك ثقة مطلقة على حساب الفرنسي نيكولا أنيلكا الذي كان المهاجم المفضل لدى مدرب ال"بلوز" المقال من منصبه البرازيلي لويز فيليبي سكولاري، فسجل 9 أهداف في 12 مباراة منذ تسلم هيدينك الفريق اللندني. وقال دروغبا "أعلم أنها البطولة التي يريدها مشجعو تشيلسي، أريد المشاركة في هذا الإنجاز رغم إدراكنا صعوبة تخطي برشلونة". من جانبه، يرى هيدينك الذي يشرف أيضا على تدريب المنتخب الروسي أن "برشلونة هو الفريق الأقوى حاليا في أوروبا، لكن تشيلسي لن يتفرج على العاصفة في ملعب (كامب نو)". وأضاف هيدينك، "ستكون مواجهة كبيرة مع أفضل فريق في أوروبا وربما في العالم، لكن لن نذهب إلى هناك لكي ندافع وننتظر كي تهب العاصفة. يجب أن نستغل إمكانات الفريق ونحاول إرهاقهم أيضا". وأراح هيدينك في مباراة وستهام لاعبي الوسط مايكل إيسيان والألماني ميكايل بالاك ودروغبا والمدافع البرازيلي أليكس، في حين سيغيب الظهير الأيسر آشلي كول عن مباراة الثلاثاء لإيقافه، ويتوقع أن يحل بدلا منه البرتغالي جوزيه بوسينغوا الذي سيقع على كاهله مواجهة الأرجنتيني ميسي، وسيغيب كذلك قلب الدفاع البرتغالي ريكاردو كرفاليو لإصابته. وركز لاعب وسط برشلونة المالي سيدو كيتا أحد اللاعبين المفضلين لدى غوارديولا على أهمية عدم تلقي ال "بلوغرانا" أي هدف على أرضه قائلا: "إنهم أقوياء بدنيا، ويمكنهم كسر أي تحرك جماعي نقوم به، كل ما بإمكاننا فعله هو الفوز وعدم استقبال أي هدف". أما الظهير المتألق البرازيلي ألفيش فاعتبر أن تعادل برشلونة وفالنسيا 2-2 في الدوري كان متوقعا، "فقد كسبنا نقطة بفضل مجهود الفريق، لكن مباراة السبت المقبل أمام ريال مدريد ستكون مفصلية. أما بالنسبة لتشيلسي فنحن ندرك صعوبته، ونريد اجتياز العقبات الأخيرة هذا الموسم كي ندخل التاريخ".