مدينة الطائف التي تعتبر مصيف المملكة العربية السعودية لما تتمتع به من جمال في الطبيعة وإعتدال في الطقس وما تحتضنه من بساتين الأعناب والرمان، وما تشتهر به عن سائر المدن السعودية وهو (الورد) ذو الرائحة الطيبة والذي تنثر وريقاته على كل زائر لمدينة الطائف ويرش مائه على كل ضيف حل عليها.. مدينة الطائف، وبالتحديد جمعية الثقافة والفنون، أشرعت أبوابها واتسعت صدور هيئتها الإدارية لعرس يمني ثقافي وفني أقيم بها.. لم يكن الأمر مفاجئة فقد قوبلت رغبة أبناء الجالية اليمنيةبالطائف والمركز الإعلامي بجدة بإقامة أمسيةٍ ثقافية وفنية بترحاب كبير وأبدى الجميع مشكورين إستعدادهم لتذليل كافة الصعاب وتوفير كافة الإمكانيات الموجودة التي تضمن إقامة هذا العرس بشكل يحقق الأهداف والغايات النبيلة التي سيقام من أجلها وفي مقدمتها توطيد أواصر القربة والجوار ووحدة الدين واللغة بين الجمهورية اليمنية والمملكة العربية السعودية والتي تشهد العلاقات بينهما تطوراً كبيراً وتجذراً عميقاً على كافة المستويات مدعومةً من فخامة الرئيس علي عبد الله صالح وأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز . وتنفيذاً لهذا اليوم فقد أقام المركز الإعلامي اليمني بجدة ودائرة التوجيه المعنوي معرضاً كبيراً للصور الفوتوغرافية حمل عنوان (محطات المحبة بين منبع العروبة ومهبط الوحي) والذي إشتمل على عددٍ كبيرٍ من الصور التي تبرز أهم هذه المحطات بدأً من 1990 وحتى عام 2008م إلى جانب مجموعةٍ كبيرة من الصور الفوتوغرافية لأجمل المناظر في اليمن بعدسة كبار المصورين مثل الفنان عبد الرحمن الغابري والفنان ناجي نعمان .. حظي المعرض بإهتمام كبيرٍ من قبل أبناء الجالية اليمنيةبالطائف الذين توافدوا بأعداد كبيرةٍ لمشاهدته. وقام بإفتتاحه الأستاذ عبدالله بن ماضي الربيعان وكيل محافظة الطائف , والقنصل العام بجدة السفير محمد صالح القطيش , ورئيس الجالية الشيخ محمد طالب القرشي والهيئة الإدارية للجالية وعدد كبير من المسئولين في الوزارات والمؤسسات السعودية , هذا إلى جانب عدد كبير من أعضاء جمعية الثقافة والفنون بالطائف. وكيل محافظة الطائف عبر عن إعجابه الكبير بمحتويات المعرض من الصور التي تجعل المواطن السعودي واليمني على حدٍ سواء يعيش مع مراحل هامة وتاريخية في تاريخ العلاقات اليمنية السعودية مبدياً إعجابه بالمناظر الجميلة والخلابة لليمن والتي عبر عن رغبته في زياراتها للتمتع بمناظرها الخلابة وعبق تاريخها الضارب في القدم . شاكراً للجالية اليمنية والمركز الإعلامي اليمني جهودهم في تنظيم هذا المعرض. * الحفل الفني وعلى المسرح الكبير لمقهى عكاظ الثقافي الفني بجمعية الثقافة والفنون بالطائف أقيم حفل فني كبير حضروه وكيل المحافظة والقنصل العام بجدة وكافة المدعوين وجمهور غفير من المواطنين يمنيين وسعوديين إكتظت بهم جنبات المسرح الذي إمتلاْت كراسيه وأضطر الباقون للجلوس على الأرض لمتابعة فقرات الحفل والذي بدأ بكلمة ترحيبية للأخ محمد طالب القرشي رئيس الجالية الذي رحب بالجميع إلى هذه الأمسية الفنية شاكراً لهم تلبية الدعوة معبراً عن خالص شكر و تقدير أبناء الجالية اليمنية لكافة المسئولين بمحافظة الطائف على ما يلقونه من حسن الرعاية والمعاملة , الأمر الذي كان له أكبر الأثر في نفوس أبناء الجالية اليمنية الذين يعيشون على هذه الأرض الطيبة بين إخوتهم وأهليهم من أبناء المملكة العربية السعودية وهذا ليس بغريب في ظل تنامي العلاقات الأخوية الحميمة بين البلدين الشقيقين والزعيمين الكبيرين الرئيس علي عبد الله صالح وخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز. وتقدم بالشكر الجزيل إلى أعضاء جمعية الثقافة والفنون الذين كان لدورهم أكبر الأثر في نجاح هذه الأمسية . هذا وقد شارك في الحفل الفني نخبة من الفنانين منهم الفنان محمد البحري , والفنان علي النهدي والفنان أمين الشعراني والفنان القدير علي العطاس والذين قدموا باقةً من أجمل أغانيهم ذات الألوان الغنائية الحضرمية واللحجية والصنعانية. والتي رقص على إيقاعاتها مجموعة متميزة من أبناء الجالية الذين قدموا وضمن فقرات الحفل مجموعةً من الرقصات الشعبية من محافظة ذمار وصنعاء والبيضاء. وقد ألهبت حماس الجماهير الذين تمايلوا على كراسيهم وهم يشاطرونهم في رقصاتهم. كما قدمت في الحفل قصيدتين شعريتين الأولى لشاعر الجالية اليمنية في الطائف الشاعر محمد عبده الغيثان والثانية للشاعر محمد مهدي الريمي وكانت قصائد رائعة قوطعت بالتصفيق والإعادة من قبل الحضور.. وقدمت جمعية الثقافة الفنون بالطائف وضمن فقرات الأمسية الفنية عرضاً تلفزيونياً لفلم وثائقي بعنوان " صور من بلد الأشقاء " إحتوى على مناظر جميلة من اليمن تبرز الجوانب الاقتصادية والتنموية المتطورة والمناظر السياحية الجميلة مع مجموعة من المناظر التي تتحدث عن عراقة الشعب اليمني وتاريخه . اعد النص الأستاذ صديق حسين نائب مدير مقهى عكاظ الثقافي وأخرجه الأستاذ سامي الزهراني مدير مقهى عكاظ الثقافي الفني . وكان للفلم أبلغ الأثر في نفوس الحاضرين. وزير الثقافة الحاضر الغائب خلال تقديم فقرات الحفل الفني، كانت هناك مداخلة تلفونية إستمع إليها الجميع وكانت للدكتور محمد أبو بكر المفلحي وزير الثقافة والذي بارك إقامة معرض الصور والأمسية الفنية بمقر جمعية الثقافة والفنون بالطائف منوهاً على أن هذه الأنشطة تجسد عمق العلاقة بين الشعبين الشقيقين وتأتي مواصلة للتظاهرات الثقافية والفنية والأدبية التي شهدتها اليمن والسعودية خلال الفترة القصيرة الماضية والمتمثلة في الأيام الثقافية اليمنية التي أقيمت بالمملكة والأيام الثقافية السعودية التي أقيمت باليمن . هذا إلى جانب الأيام العلمية للجامعات اليمنية في رحاب الجامعات السعودية، مؤكداً أن النشاط العلمي والفني والأدبي هو الوسيلة المثلى للتقارب بين الشعبين وتبادل المعارف والخبرات بما يسهم في فهم الشعبين لبعضهما البعض موجهاً التحية للحاضرين جميعاً وفي مقدمتهم وكيل محافظة الطائف والقنصل العام بجدة وأعضاء الجالية اليمنيةبالطائف .. وكان لكلمة وزير الثقافة وقع جميل في نفوس الحاضرين الذين إستمعوا إليها بإمعان وصفقوا في نهايتها كثيراً تحيةً وتقديراً لوزير الثقافة على مشاركته الإيجابية في هذه الأمسية.. هذا وقد تم خلال الحفل تقديم هدايا تذكارية لراعيي هذه الأمسية الأستاذ عبد الله بن ماضي الربيعان وكيل محافظة الطائف وسعادة القنصل العام السفير محمد القطيش، مقدمة من رئيس وأعضاء الجالية اليمنيةبالطائف الذين قدموا هدايا تذكارية لجمعية الثقافة والفنون بالطائف ومقهى عكاظ الثقافي عرفاناً من الجالية بجميل تعاونهم ودورهم الكبير في إنجاح هذه الأمسية هذا بالإضافة إلى تقديم دروع وشهادات تقديرية للإخوة الفنانين وأعضاء فرق الرقص الشعبي جمعية الثقافة والفنون بدورها قدمت هديتان تذكاريتان للقنصل العام بجدة وللأخ أحمد محمد الذهباني مدير المركز الإعلامي بجدة تعبيراً عن تقديرهم وإمتنانهم لهما لحضور هذه الأمسية . النجاح الذي حظيت به الأمسية اليمنية سيكون وبلا شك باكورة تعاون قادمٍ بين الجالية اليمنية وجمعية الثقافة والفنون بالطائف في المناسبات والمواسم القادمة...