بعد ساعات فقط على الفصل في الخلاف بين وزيري الثقافة والسياحة حول عائدية المبنى الوزاري، وقبول وزير السياحة الخروج منه، وجهت الشرطة السياحية مذكرة لإدارة صندوق التراث تمهلهم فيها خمسة أيام فقط لإخلاء مبنى "دار الحمد" التاريخي تنفيذاً لتوجيه وزير السياحة الذي طلب طردهم من المبنى على خلفية ما برره ب"إلحاق الضرر بالمبنى"، فيما ردت إدارة الصندوق على ذلك باتهام الوزير بحرمانهم من مبنى بديل بدفع (700) دولار فوق الإيجار المتفق عليه سلفا. وأكد وليد دماج- مدير صندوق التراث والتنمية الثقافية- في تصريح خاص ل"نبأ نيوز":أنه تلقى مذكرة من الشرطة السياحية تطلب إخلاء المبنى خلال خمسة أيام تنتهي الخميس القادم "دونما توضيح للسبب"، مشيراً الى أن المبنى(دار الحمد) "كان في السابق فندقاً يتبع وزارة السياحة، ثم بعد ضم السياحة الى وزارة الثقافة لحق بوزارة الثقافة والسياحة، إلاّ أنه لأسباب معينة انتقل إليه صندوق التراث وكان حينذاك فارغاً (فاضي)وكانت لديه نية لترميمه". وأضاف دماج : "كنا بدأنا البحث على مبنى وحصلنا على مبنى مناسب للصندوق إلاّ أنه نتيجة الارتباك ذهب نبيل الفقيه – وزير السياحة- قبل الاستئجار بيوم واحد ورفع المبلغ بحوالي 700 دولار واستأجر المبنى". وقال أيضاً: " أنا غير مستوعب لمهلة الخمسة أيام ، فهذه لا عرف ولا قانون يقرها، ونحن منذ أكثر من شهر وقبل التعديلات الحكومية ونحن ندور على مبنى لأن دار الحمد لم يعد صالح من حيث السعة"، واصفاً ذلك الفعل بأنه "مسألة تعنت أو تصفية حسابات"، مؤكداً أن "صندوق التراث يهتم بالآثار، وترميم الحصون والقلاع والعمل السياحي جزء من عملنا، ونحن نحترم الأستاذ نبيل، ونأمل أن يحقق الشيء الذي يصبو إليه في تطوير العملية السياحية". "نبأ نيوز" اتصلت بوزير السياحة – نبيل الفقيه- الذي اكتفى بالقول: "أن المبنى تابع لوزارة السياحة، وأنهم خربوا المبنى ودمروه، لذلك طلبنا منهم إخلائه تمهيداً لترميمه"؛ ورفض الوزير الرد على أي سؤال طالباً من الصحيفة زيارة المبنى أولاً والوقوف على الحقيقة ثم طرح الأسئلة بعد ذلك. "نبأ نيوز" عملت بطلب وزير السياحة، وقصدت "دار الحمد" بمنطقة "البونية" بأمانة العاصمة، فوجدته تحت حماية الشرطة السياحية، وبدا المبنى من الداخل رثاً للغاية، وبعض الأبواب خلفت آثار الأقفال والمسامير فيها فتحات واسعة وثقوب مختلفة، فيما كان هناك أثاث ملقى في رواق أحد الطوابق وتكسوه طبقة كثيفة من الأتربة- كما لو لم تمسسه يد منذ سنوات- وتكدست كميات من الطوب الأحمر في طابق آخر، برر أحد الموظفين وجودها بأنها مخلفات ترميم، ونبه الى وجود عقد مكسور يعتزمون إعادة ترميمه مجدداً بعد أن كانوا رمموه وبدا بمظهر مشوه.. وهو الأمر الذي لم ترغب "نبأ نيوز" بالعودة بعده لسؤال الوزير. وعلى صعيد آخر أكدت مصادر خاصة ل"نبأ نيوز" أن مشكلة مبنى وزارتي الثقافة والسياحة انتهت السبت الماضي بموافقة الفقيه على الاستقلال بوزارته بمنى منفصل، وبتشكيل لجنة من وزارتي المالية والخدمة المدنية أنيط بها متابعة بقية إجراءات فصل الوزارتين ، منوهة الى أن الأمور آيلة للاستقرار، وطي صفحات الخلاف بعد حين.