قال محافظ محافظة تعز حمود الصوفي ان الوحدة اليمنية كانت بمثابة رد الاعتبار التاريخي لليمن ولمحافظة تعز على وجه الخصوص، مشيرا الى ان حقبا تاريخية ودويلات تركت اثارها في تعز شواهد على مسلكيتها القيادية في سياسة الحكم وادارة البلاد وتوظيف القدرات في البناء والتعمير وخدمة الانسان او استعباده واذلاله والامعان في النكاية به. جاء ذلك خلال افتتاح مؤتمر تعز (عاصمة اليمن الثقافية على مر العصور) الذي يعقد على مدى ثلاثة ايام تحت شعار (نحو اخراج موسوعة المدن اليمنية) بتنظيم من كلية الاداب جامعة تعز ومؤسسة السعيد للعلوم والثقافة. واضاف الصوفي: ان مدينة تعز بدأت شيئا فشيئا تحدد ملامح حياتها وترسم مسارات افاق مستقبلها منذ اضطلعت بدورها النضالي كمعقل لحركات التحرر الوطني ورديفا لثورتي سبتمبر واكتوبر وصولا الى الاستقلال الناجز في ال 30 من نوفمبر 1967م. وقال: لقد ظلت تعز على زمن طويل تستقبل القادمين من اصقع الوطن واطرافه وتمسح عن جبينهم غبار الصبر وعن كواهلهم عناء الاغتراب وتوزع عليهم البهاء وترسم في عيونهم حلم الانتماء الى الوطن العظيم الموحد الذي تذوب فيه الفواصل وعلامات التشطير، معبرا عن امله ان يتبنى مؤتمر تعز على مر العصور مسألة الحفاظ على وحدة التراب اليمني كورقة عمل سياسية تنتصر لامال الوطن وامانيه ضد شذاذ الافاق وتجار الازمات من الانهزاميين والعملاء وخفافيش الظلام ودعاة الانفصال. واعتبر ان جوهرة الفعل الايجابي للمؤتمر تبتديء من كيفية الحفاظ على المكسب الراهن حفاظا سرمديا لا يترك لنا من خيار غير الاصطفاف المعلن والانضواء تحت لواء الوحدة والديموقراطية وخلف باني نهظة اليمن فخامة الرئيس على عبد الله صالح. والقى شوقي احمد هائل سعيد كلمة مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة اشار فيها الى اهمية انعقاد المؤتمر الذي ياتي متزامنا مع الذكري التاسعة عشرة للوحدة اليمنية التي اعادت الاعتبار لليمن ارضا وانسانا ومثلت انجاز حضاريا وتاريخيا عظيما لليمن والامة العربية والاسلامية وللانسانية جمعاء، وقال ان هذا المؤتمر البارز تكمن اهميته لكونه يفتح للمرة الاولى احدى المدن اليمنية على فضاء المعرفة والعمل والبحثي تحقيقا للهدف المركزي والذي يسعى المؤتمر للوصول اليه واهو اخراج موسوعة المدن اليمنية في العهد القريب، املا ان يتواصل نفس الجهد ليشمل مدنا يمنية اخرى في قادم الاعوام، مؤكدا ان اوراق العمل التي بلغت نحو مائة ورقة ستغطي كل ما يتصل بتعز من كافة النواحي التي قام بها نخبة من الباحثين والمتخصصين اليمنيين والعرب والاجانب , مشيرا في ختام كلمته الى الدور الذي تضطلع به مؤسسة السعيد في جانب الاهتمام بالبحث العلمي والثقافي والتي ياتي في مقدمتها جائزة المرحوم الحاج هائل سعيد انعم في مجالاتها الثمانية . من جانبه اكد محمد عبد الله الصوفي رئيس جامعة تعز- رئيس المؤتمر- الى ان اهمية المؤتمر تكمن في كونه مظهرا من مظاهر التحام الجامعة والمؤسسات العلمية والثقافية بالمجتمع علاوة على كونه وسيلة من وسائل الارتقاء بمنستوى البحث العلمي من خلال ما يتيحه من فرص لتفاعل والتقاء الباحثين والعلماء وتبادل المعارف والخبرات في كافة المجالات , منوها الى ان البحوث المقدمة ستلامس اهداف المؤتمر المختلفة التي منها الجوانب الثقافية والعملية والتاريخية للمحافظة , مؤكدا ان الباحثين لم يغفلوا في ابحاثهم بعض من اعلام تعز من المؤرخين والشعراء والادباء ورجال الاعمال والسياسيين ما يعني ان اوراق العمل المقدمة ستوفر مادة علمية سيتفيد منها الباحثين والمؤرخين بمحافظة تعز. وكان عبد الحكيم سيف قد القي كلمة اللجنة المنظمة اشار فيها الى الجهود التي سبقت الاعداد لهذا المؤتمر والمحاور التسعة التي سيناقشها المؤتمر والتي تعلق بمدينة تعز وتاريخها وجغرافيتها ومعالمها ومواقعها الاثرية واعلامها وتاريخها السياسي والاقتصادي والاجتماعي والعلمي والثقافي , فيما القي الدكتور محمد عيسي الحريري كلمة المشاركين. يشار الى ان المؤتمر يناقش على مدى ثلاثة ايام جملة من المحاور المتصلة بتاريخ مدينة تعز من قبل عدد من العلماء المشاركين من كل من مصر والسعودية والاردن وتونس وفرنسا اضافة الى باحثين وعلماء من اليمن. وسيناقش المؤتمر في جلست الاولى على قاعة 22 مايو جامعة تعز عدد من اوراق العمل حيث سيقدم الدكتور محمد عيسي الحريري ورقته تحت عنوان (ألمؤسسات التعليمية في تعز نظرة في ادوارها العلمية والاجتماعية)، فيما سيقدم الدكتور عبد الرحمن عبد الواحد الشجاع ورقه تحت عنوان (الاتجاهات الثقافية في عصر الدولة الرسولية)، اما الدكتور ناصر الحارثي فسيقدم ورقة تحت عنوان (دور تعز في كسوة الكعبة المشرفة في العصر الرسولي)، في حين سيقدم الدكتور حسين العمري ورقة تحت عنوان (تعز في عهد الامام احمد بن يحي حميد الدين)، ويقدم الدكتور عبد الله العبادي ورقته المعنونة (تاريخ مدينة تعز في ابرز المدونات التاريخية الحجازية والمصرية في العصر المملوكي)، فيما سيقدم الى المؤتمر ورقة تحت عنوان ( تعز نطاق جبلي للعبور والتواصل بين قارتين) يلقيها الدكتور عبده عثمان غالب. وفي الجلسة الثانية التس ستكون على قاعة الزبيري جامعة تعز ستقدم عدد من الاوراق منها عاية العلماء والمؤسسات التعليمية في تعز في عهد بني رسول للدكتور محمد سعيد، والاوضاع التعليمية بتعز وعوامل ازدهارها وتطورها في عهد الدولة الرسولية للدكتور على ال باعلوي، وتعز عاصمة الدولة الرسولية الاوضاع السياسية والعلمية والاقتصادية والاجتماعية للدكتور عبد الكريم الامير، والعطاء العلمي لمدينة تعز واثره في الحضاره الانسانية في عصر بني رسول للدكتور حلمي فرحات، ونظام توثيق الوقف العلمي في اليمن في عهد حكم الدولة الرسولية (وقف جهة معتب نموذجا) للدكتورمحمد الكامل. وفي الجلسة المسائية على قاعة مؤسسة السعيد ستقدم للمؤتمر عدد من اوراق العمل من قبل عدد من العلماء والباحثين منها المعافر في المصادر الكلاسكية للدكتور واثق اسماعيل الصالحي، والمعافر بين الخبر والاثر للدكتور مهيوب غالب، والسواء عاصمة اقليم المعافر للدكتور عبد الغني الشرعبي ومنطقة تعز المعافر في صفة جزيرة العرب للدكتور عارف المخلافي، واشكالية الازدهار والتواصل التاريخي والحضاري في التاريخ القديم لمنطقة تعز المعافر بين الشواهد الاثارية والتحليلات التاريخية للدكتور عبد الله اسماعيل، والديانات القديمة لدولة المعافر للدكتور هزاع الحمادي، ومنطقة تعز وامتدادها الاستراتيجي في شرق افريقيا للدكتور على الاشبط . حضر حفل افتتاح المؤتمر وكيل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور على قاسم اسماعيل والدكتور احمد هائل سعيد انعم نائب رئيس مجلس ادارة مجموعة هائل سعيد انعم وشركاؤه