بدأت صباح اليوم في تعز فعاليات مؤتمر تعز العلمي الأول الذي تنظمه على مدى ثلاثة أيام جامعة تعز ومؤسسة السعيد للعلوم والثقافة تحت عنوان ( تعز عاصمة الثقافة اليمنية على مر العصور ). وفي حفل الافتتاح قال محافظ تعز حمود خالد الصوفي انه يتعين على المشاركين إن يدركوا ان مدينة تعز كانت ترحل ترحالا متسارعا نحو اتساع مذهل يتغير معه كل شي ، ويستحيل توقفه أمام اثر يختزل الممالك والدويلات والأحداث التي مرت بتعز عبر مراحل التاريخ وتطرق المحافظ الى الدويلات التي حكمت تعز في مختلف المراحل وقال تلي ذلك حقب تاريخية ودويلات تركت أثارها في تعز شواهد على مسلكيتها القيادية في سياسة الحكم وإدارة البلاد وتوظيف القدرات في البناء والتعمير وخدمة الإنسان . وعبر المحافظ عن أمله ان يتبنى المؤتمر مسالة الحفاظ على وحدة التراب اليمني ورقة عمل أساسية تنتصر لأمال الوطن وأمانيه ضد شذاذ الأفاق وتجار الأزمات . لان جوهرة الفعل الايجابي في مؤتمر تعز على مر العصور يبتدئ من كيفية الحافظ على المكسب الراهن حفاظا سرمديا لا يترك لنا خيار من الاصطفاف المعلن والانضواء تحت لواء الوحدة والديمقراطية وخلف باني نهضة الوطن العظيم وقال الصوفي في ختام كلمته وخدمة للتطلعات وتأكيدا على تفاؤلنا بهذه الجهود فإننا في السلطة المحلية بالمحافظة نرحب ونشجع كل مشروع إبداعي يعزز تطلعاتنا وينتصر لقيمنا وثقافتنا وتاريخنا الضارب جذوره في أعماق الحياة محيا كل مبادرة رائعة من شانها إماطة اللثام عن الوجه الحضاري المشرق لتعز اليوم عاصمة اليمن الثقافية من جهته عبر الدكتور محمد عبدا لله الصوفي - رئيس جامعة تعز- عن سعادة الجامعة بتشريفها بحضور هذه الكوكبة من الباحثين والعلماء من اليمني وخارجه وقال ان إقامة المؤتمر بالتنسيق بين الجامعة ومؤسسة السعيد هو استشعار من المؤسستين لتوفير قاعدة معلومات عن المقومات التاريخية لإحدى محافظات اليمن الذي كان لها حضورا بارزا في مختلف الجوانب وقال ان انعقاد المؤتمر هو احد أهم التحام الجامعة مع المؤسسات الثقافية في المجتمع والية من آليات تفعيل البحث العلمي وإقامة علاقات مع مؤسسة المجتمع وكذلك هو وسيلة من الوسائل الهامة بالارتقاء بالمستوى العلمي من خلال ما سينتجه من فرص لالتقاء الباحثين وتبادل المعارف والخبرات مؤكدا ان البحوث المقدمة قد لامست أهداف المؤتمر وقد حظيت الأوضاع السياسية والاقتصادية بالاهتمام الأكبر وكذلك الجوانب الأخرى ،معبرا ان تفتح هذه الأبحاث أفاق جديدة للباحثين وتحفزهم لدراسة تاريخ تعز. كلمة مؤسسة السعيد والتي ألقاها - الأستاذ شوقي احمد هائل- أشار فيها إلى ان انعقاد المؤتمر يفتتح للمرة الأولى صفحة المدن اليمنية حيث يسعى المؤتمر إلى خروج موسوعة للمدن اليمنية معبرا عن أمله في ان تتواصل بنفس الإيقاع في الأعوام القادمة معتبرا ان مشاركة مؤسسة السعيد في تنظيم المؤتمر لا يخرجها عن مجالها انما هو تأكيد للأهداف المناطة بها في البحث العلمي والأدبي . هذا وقد ألقيت العديد من الكلمات من قبل اللجنة المنظمة ألقاها الاخ عبد الحكيم سيف كما ألقيت كلمة أخرى من قبل المشاركين ألقاها الدكتور محمد عيسى الحريري أمين عام اتحاد المؤرخين العرب جدير بالذكر ان المؤتمر الذي يحمل شعار : ( نحو إخراج موسوعة المدن اليمنية ) سوف يناقش ما يقارب ال 90 بحثا وورقة عمل تتناول في مجملها تسعة محاور. وفي إطار فعاليا ت مؤتمر تعز عبر العصور احتضنت قاعة 22 مايو بجامعة تعز وقائع الجلسة الأولى والتي قدمت فيها م ستة أبحاث وأوراق عمل حيث قدم الأستاذ الدكتور/ عبد الرحمن عبد الواحد الشجاع أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية بجامعة صنعاء - في ورقاته المعنونة ب( الاتجاهات الثقافية باليمن في عصر الدولة الرسولية ) والتقي اقتصرت إلى سرد احد الجوانب المهمة للدولة الرسولية وهو الغذاء من خلال رصد الاتجاهات الثقافية نشأة وتطورا وأثرا، وقال يقتضي أن نختار المعنى المستخدم للثقافة في ورقته مع التعريف بالاتجاه ماذا يقصد به ؟ حينما نتابع قنوات الثقافة وهي تخرج منها اتجاهات ثقافية متنوعة الألوان وشارت الورقة انه بدلا من نصب الة رصد للاتجاهات الثقافية في اليمن في حوالي 232 سنة هي عمر دولة بني رسول فانه لابد من بوصلة تحدد الخارطة الثقافية لبلاد الإسلام في هذه الحقبة الزمنية لندرك موقع اليمن الثقافي في الخارطة العامة للثقافة. .. ألامين العام لاتحاد المؤرخين العرب الأستاذ الدكتور محمد عيسى الحريري - أستاذ التاريخ الإسلامي والحضارة المتفرغ بكلية الآداب جامعة المنصورة - قدم ورقة بعنوان ( المؤسسات التعليمية في منطقة تعز . نظرة في أدوارها العلمية والاجتماعية في عصر بني رسول ) حيث استعرض فيها أربعة مباحث( الأول تضمن شرحا لأنواع المؤسسات والمنشات التعليمة في عهد بني رسول كالكتاتيب والمساجد والأربطة والمدارس ودور المضيف، اما المبحث الثاني فتطرق إلى الكوادر البشرة العملة في هذه المؤسسات كالفقيه والمقرئ والمحدث وتأثيرهم العلمي ، أما المبحث الثالث فقد تركز على الأدوار الاجتماعية والعلمية لهذه المرافق من إيواء لأبناء الفقراء وتعليمهم وتوفير فرص عمل سواء في العمل الإداري او غير ذلك من الأعمال ورفع مستوى معيشة العلماء وطلابهم ، وكذلك قدم نماذج من العلماء المبرزين في هذه الفترة. الورقة الثالثة كانت عبارة عن بحث مقدم من ا . د/ ناصر على ألحارثي أستاذ الآثار والفنون الإسلامية بقسم التاريخ جامعة ام القرى بعنوان ( دور تعز في كسوة الكعبة المشرفة في عصر الدولة الرسولية ) تتبع فيه الباحث جهود سلاطين بني رسول في كسوة الكعبة المشرفة وذلك في محورين الأول عن كسوة الكعبة قبل سقوط الدولة العباسية والمحور الثاني كسوة سلاطين بني رسول للكعبة بعد سقوط الدولة العباسية مع تحقيق للدار التي صنعت فيها بتعز ، وقد زود البحث بالأشكال واللوحات الداعمة للمعلومات التي وردت في ثناياه. اما الورقة الرابعة والمعنونة ب ( تاريخ مدينة تعز في ابرز المدونات التاريخية الحجازية والمصرية في عصر الدولة الرسولية ) قدمه الدكتور عبدا لله بن قايد ألعبادي من جامعة ام القرى أشار الى ان هذه الدراسة تكتسب أهميتها كونها تكشف عن العناية التي أولاها مؤرخو الحواضر الإسلامية كالحجاز حيث مكةالمكرمة والمدينة المنورة ومصر حيث مدينة القاهرة .، لتاريخ اليمن عامة وتاريخ تعز خاصة وما فرده من مساحات لتاريخ تعز السياسي والحضاري وأعلامها وذلك لانها العاصمة السياسية للدولة الرسولية ذات البعدين السياسي والحضاري في التاريخ الوسيط ، وكذلك خروج العديد من المصادر المعتمدة حديثا محققة من عالم المخطوط المطبوع . وتالفت الدراسة من المحاور( التاريخ السياسية لمدينة تعز - الجانب الاجتماعي والاقتصادي - الحياة العلمية والرحلة في طلب العلم - التراجم والرجال- المعالم الحضارية والعمرانية لمدينة تعز ) كما قدمت ورقتان عن تعز في عهد الامام يحي حميد الدين وتعز نطاق جبلي للعبور والتواصل بين قارتين.