واصلت أسعار النفط ارتفاعها اليوم لتتجاوز مستوى 66 دولارا للبرميل محققة أعلى مستوى في ستة أشهر، وهو يقترب من الوصول لأعلى زيادة شهرية منذ العام 1999. وعزز ارتفاع أسعار الخام ثقة منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) في إمكانية الوصول إلى سعر أعلى قبل نهاية هذا العام، رغم أن وزراء من المنظمة أبدوا مخاوف إزاء ارتفاع المخزونات العالمية من النفط. وتوقع الأمين العام لأوبك عبد الله البدري في مؤتمر صحفي أن تشهد السوق سعرا للذهب الأسود بين 70 و75 دولارا للبرميل قبل نهاية العام الجاري. وبعد اجتماع المنظمة الاستثنائي لمناقشة وضع النفط في الأسواق العالمية وإنتاج المنظمة له الخميس، أعلن علي النعيمي وزير نفط السعودية -أكبر منتج ومصدر للنفط في العالم- أن أوبك قررت إبقاء سياستها والالتزام بمستويات الإنتاج الراهنة عند مستوى 24.8 مليون برميل يوميا. ورجح النعيمي أن تواصل أسعار النفط صعودها لتصل إلى ما بين 75 دولارا و80 دولارا قبل نهاية العام الحالي، وهو المستوى الذي تعده الدول المنتجة مطلوبا لضمان تدفق الاستثمارات في قطاع النفط. وأبدى شكري غانم أكبر مسؤول نفطي ليبي تفاؤلا أكبر إزاء مستقبل أسعار النفط حينما توقع أن تتجاوز مستوى 85 دولارا للبرميل.
دور أوبك وحققت أسعار النفط صعودا في مايو/ أيار الجاري بنحو 30% حسب بيانات وكالة رويترز، وهي أكبر نسبة ارتفاع شهري منذ صعودها بنسبة 37% في مارس/ آذار 1999. ويعتقد أن أوبك لعبت دورا مهما في دعم الأسعار، حينما التزمت بنسبة 80% لتخفيض إنتاجها بمقدار 4.2 ملايين برميل يوميا منذ سبتمبر/ أيلول الماضي. ورغم تقليص أوبك لإنتاجها مازالت المخزونات النفطية للدول المتقدمة مرتفعة، بحيث تغطي استهلاك 62.4 يوما حسب بيانات وكالة الطاقة الدولية أي أكثر بنحو عشرة أيام من المستوى الذي تعده أوبك يبعث على الارتياح، ويعزى السبب للارتفاع الكبير في المخزون إلى حالة الركود الاقتصادي الذي تعانيه العديد من الدول المتقدمة. ووصف وزير النفط الإماراتي مستوى المخزونات النفطية العالمية الحالية بكارثة كبيرة. من جانبه أوضح البدري أنه إذا ارتفعت الأسعار وتراجعت المخزونات عن مستوى ما يغطي استهلاك 52 يوما فإن ذلك قد يدفع أوبك لاتخاذ إجراء إيجابي، في إشارة لزيادة الإنتاج حتى لا تعطل نمو الاقتصاد العالمي، وأضاف أنه لا يتوقع أن تنخفض المخزونات قبل نهاية هذا العام أو الربع الأول من العام القادم. أسواق النفط وصعدت أسعار النفط الأميركي الخفيف في نهاية التعاملات الإلكترونية الصباحية بأوروبا للعقود الآجلة تسليم يوليو/ تموز القادم ب1.16 دولار لتصل إلى 66.24 دولارا للبرميل مسجلة أعلى مستوى في ستة أشهر. ويأتي صعود أسعار الخام بعدما أشارت بيانات يابانية وأميركية إلى تحسن اقتصادي محتمل، وأنباء عن تراجع المخزون الأميركي من النفط. وزاد مزيج برنت في لندن 98 سنتا ليسجل 65.37 دولارا. من جانبها أعلنت الأمانة العامة لأوبك في فيينا اليوم أن سعر سلة خامات المنظمة واصل ارتفاعه في جلسة تعاملات أمس ليستقر سعر البرميل عند مستوى 61.77 دولارا بارتفاع قدره 1.02 دولار عن مستوى إغلاق الأربعاء.