كشفت مصادر "نبأ نيوز" في المملكة المتحدة عن فضائح مخزية للتكوينات الانفصالية في الخارج فجرتها "الصدقات الرمضانية"، وخلافات طاحنة تدور خلف الكواليس السرية على تقاسم أدوار نهب الجنوبيين، وابتزاز المغتربين، بعد إطلاق أبواب التسول على مصراعيها أمام "المناضلين" من أحضان المملكة العجوز التي أفلت عن مستعمراتها شمس عدن. فبعد أقل من يوم من كشف "نبأ نيوز" لحملة "تاج" الرمضانية لجمع التبرعات والصدقات من المغتربين والجمعيات والمؤسسات الخيرية في كل من المملكة المتحدةوالولاياتالمتحدة، أكدت مصادرها في "شفيلد" أن "الهيئة الوطنية في بريطانيا" هي الأخرى أعدت عدتها لتدشين حملة مماثلة خلال شهر رمضان، وتحت نفس الذريعة: (مساعدة أسر ضحايا النضال في الجنوب). وأفادت المصادر: أن الصدقات الرمضانية أضرمت فتيل الفتنة مجدداً بين عدد من قيادات "الهيئة"، وقيادات في "تاج"، والتي وصلت حد الاشتباك بالأيادي، على خلفية اتهامات وجهها كلاً منهما للآخر بالاستحواذ على تبرعات المغتربين في الخارج، والتعدي على المناطق الجغرافية لنفوذ الغير. وأكدت المصادر فشل مساعي أحد القياديين الجنوبيين في الجالية اليمنية في برمنجهام في لملمة أذيال الفضيحة، وتسوية الخلافات في لقاء سري عقد نهاية الأسبوع الماضي، وقدم خلاله الطرف الوسيط اقتراحاً بتقسيم المناطق البريطانية بين "الهيئة" و"تاج"، بحيث تصبح مدينتي "شيفيلد" و"ليفربول" من حصة "الهيئة"، فيما مدينيتي "لندن" و"برمنجهام" تكون من حصة "تاج"، ولا يحق لأي منهما التجاوز على حصة الآخر. وأشارت إلى أن القيادي الوسيط اشترط أن تكون له نسبة من الطرفين مقابل مساعيه في حث أبناء الجنوب في المدن المذكورة على تقبل ذلك الوضع، غير أن قيادات "الهيئة" و"تاج" المشاركين في اللقاء "السري" اختلفا على المقترح، بعد مطالبة "تاج" بتقاسم مدينة "ليفربول"، متذرعة بأن "الهيئة" لا تحضى بتأييد هناك، وأنها لن تسمح لها بأن "تحلب البقرة بمفردها"- أي تستفرد بعائدات "ليفربول". وقد أثار ذلك غضب "الهيئة"، التي ردت بأنها تركت الولاياتالمتحدة ل"تاج" بمحض إرادتها لترتع فيها "تاج" كيفما شاءت، مؤكدة أن يدها ليست مغلولة وقادرة على الوصول لتبرعات الجاليات بأمريكا..! وحذرت "الهيئة" قيادات "تاج" بأنها لديها علم كامل بأن رئيس قناتهم- قناة عدن- موجود حالياً في أمريكا يجمع تبرعات، وقد جمع أكثر من (200) ألف دولار باسم تمويل القناة، وهددت بأنه إن لم تبعد "تاج" عيونها عن "ليفربول" ستقوم بفضح كل شيء.. وفي ظل احتدام الخلافات، واشتعال الانفعالات تم إنهاء اللقاء، والاتفاق على عقد جلسة تفاهم أخرى مطلع رمضان، للاتفاق على تقاسم مناطق نفوذ المال. وعلى صعيد متصل، كشفت مصادر "نبأ نيوز" أن عبد الناصر الجعري- رئيس قناة عدن، وعلي باعامر- المسئول المالي للقناة قاما خلال الأيام القليلة الماضية بجولة مكوكية إلى عدد من الولاياتالأمريكية لجمع تمويلات مالية للقناة، غير أن ذلك التحرك لم يكن معلناً في أوساط بقية قيادات "تاج". وأكدت المصادر: أن كبر المبلغ الذي تم جمعه- والذي يقدر بحوالي 200 ألف دولار- والخلافات التي نشبت لاحقاً حول تقاسم الحصص، فضح هذا النشاط "السري"، وتأجج خلاف جديد بين "باعامر"- الذي يعد من القيادات المهمة في "الهيئة"- وبين عبده النقيب، المسئول الاعلامي ل"تاج"، والذي أصبح مؤخراً يعول عليه بكثير من الأدوار في الضالع. وتؤكد المصادر: أن عبده النقيب طلب من "باعامر" أن يعلن انفصاله من "الهيئة" والانضمام الى "تاج"، وإلاّ فإنه لن يأخذ شيئاً من أي مبلغ له علاقة ب"تاج"، وحسبه صندوق ليفربول الذي أسسه واشترط على "تاج" عدم التدخل بموارده. خلافات "باعامر" و"النقيب" زجت رئيس قناة عدن عبد الناصر الجعري بموقف حرج بحكم علاقته التنظيمية في "تاج" مع عبده النقيب من جهة، وبحكم علاقة الصداقة الطويلة بينه وبين المسئول المالي لقناة عدن "باعامر"، منذ ان كانا زملاء دراسة في إحدى الجامعات السورية، فضلاً عن الأسرار الكثيرة التي تجمعهما فيما يخص حسابات قناة عدن، والأموال التي تنهب باسمها من أطراف خارج بريطانياوالولاياتالمتحدة.. وهو الأمر الذي دفع عبد الناصر الجعري إلى مطالبة "باعامر" و"النقيب" حلّ خلافاتهما ودياً بأي طريقة ترضيهما، وإلاّ لن يطول أياً منهما دولاراً واحداً مما تم جمعه. هذا وتبقى بورصة المال الجنوبية مفتوحة للصفقات السرية في الخارج، طالما بقي آلاف المغفلين في الداخل يدفعون حساب جلسات السكر والمجون من دمائهم، وخراب مدنهم، وأرزاق أطفالهم..