في واحدة من أندر المواجهات السياسية لأمهر ثلاثة لاعبين على الملعب السياسي اليمني نجح الرئيس علي عبد الله صالح في قلب طاولة الفتنة على السفارة الأمريكية بصنعاء بعد أن جرّ أقدام سفيرها ومساعده الى عتبات القصر الجمهوري ليضعهما وجهاً لوجه مع "أشد الخصوم" – الشيخ عبد المجيد الزنداني- الذي لم يتوان عن فضح المحاولة الأمريكية في تأليب الرأي العام على القيادة السياسية اليمنية من خلال تحريض الأقطاب السياسية الوطنية على الرئيس بتكذيب الرسالة الأمريكية المطالبة بإلقاء القبض على الشيخ الزنداني. ففي حوار أجرته "القدس العربي" مع الشيخ عبد المجيد الزنداني أمس الأول ، أكد الزنداني لرئيس الجمهورية، وبمواجهة مباشرة مع توماس كراجسكي- السفير الأمريكي بصنعاء- ونبيل خوري- مساعده- أن السفير الأمريكي هو من كان يقوم بالاتصال بالأحزاب المعارضة ، ووسائل الإعلام لتكذيب أن أمريكا طلبت اعتقال الزنداني، موضحاً- بالنص- (أن السفير هو الذي ينشر هنا في اليمن، ويخبر حزب الإصلاح، ويخبر بعض الأحزاب بأن أمريكا لم تطلب اعتقالي، ويصرح لبعض الصحف بهذا الكلام)، منوهاً الى أن (الأخ الرئيس أراد أن يسمعه هذا الأمر حتى يتوقف من نشرها). وأسرد الزنداني:( عندما جاء السفير الأمريكي سأله الأخ الرئيس: أنتم تقولون أن أمريكا لم تطلب اعتقال الشيخ الزنداني؟ فأجابه السفير الأمريكي: المعلومات التي عندي أنه ليس هناك طلب أمريكي باعتقال الشيخ الزنداني، نحن فقط نطالب بما طالبت به اللجنة التابعة لمجلس الأمن الدولي، والتي تقول: يمنع سفر الشيخ الزنداني ويحجر علي ماله. طبعا الحكومة اليمنية مشكورة أجابت علي هذين الطلبين من قبل، وقالت للأمريكان إذا عندكم أدلة ائتونا بها، لأننا في اليمن لا نستطيع أن نتخذ أي إجراء عقابي علي أي مواطن يمني إلا بمحاكمة ومحاكمة عادلة، وفي المحاكمة سيسأل القاضي عن الأدلة، فإذا كان لديكم أدلة فتفضلوا بتزويدنا بها. ولكن السفير الأمريكي قال ليس لدينا غير هذين الطلبين، أما أننا طلبنا اعتقال الزنداني فليس عندي تعليمات بذلك وليس عندي أي كلام حول هذا الموضوع، فقال له الرئيس: تفضل اسمع هذا الشريط (الكاسيت) وأسمعه المقطع الصوتي الذي كنا قد سمعناه، وسأله: ما رأيك الآن؟ فأجابه السفير: لا أستطيع أن أبدي رأيا الآن حتى أتصل بحكومتي). ونظراً لبراعة الدور الذي لعبه الرئيس علي عبد صالح في سحب بساط الفتنة التي سعت لتأجيجها السفارة الأمريكية عبر منابر ووسائل إعلام أحزاب المعارضة، ومفارقة خوف السفير الأمريكي من الظهور بوسائل الإعلام تحت سقف واحد مع الشيخ الزنداني، ورفضه تصوير اللقاء، والحقائق التي تجلت على لسان الزنداني تعيد "نبأ نيوز" نشر النص الكامل لحوار "القدس العربي" مع الشيخ الزنداني- على نافذة(( تحقيقات وحوار)).