علمت "نبأ نيوز" أن خلافات تأججت خلال اليومين الماضيين في أوساط قيادات أحزاب اللقاء المشترك- خلال الاجتماع الدوري للمجلس الاعلى للقاء- أفضت إلى إفشال مسعى القوى المناصرة للتمرد الحوثي من إصدار إدانة صريحة للحرب الدائرة في صعدة. وأفادت المصادر: أن الاجتماع فشل ليومين متتالين في إصدار بيان حول أحداث صعدة، بعد المعارضة الشديدة التي أبداها التجمع اليمني للاصلاح لتضمين مشروع البيان إدانة صريحة للحرب، واستنكار لقائمة ال(55) قيادياً حوثياً، ممن أصدرت النيابة بحقهم أوامراً بالقبض القهري، فضلاً عن الخلاف حول الموقف من مبادرة الرئيس لوقف الحرب، والموقف من الاتهامات الموجهة الى قوى خارجية أجنبية (ايران). وأشارت الى أن حزب الحق ممثلاً بأمينه العام حسن زيد، أصر على أن يتضمن البيان إدانة صريحة للدولة، ولقائمة ال(55) مطلوباً، وتعاطف معه الحزب الاشتراكي اليمني، فيما وقف الاصلاح بقوة ضد هذا المشروع وتعاطف معه حزبي البعث والناصري الوحدي، وأصروا أيضاً على تضمين البيان إشادة لمبادرة الرئيس علي عبد الله صالح لوقف الحرب. وتؤكد المصادر: أنه وبعد يومين من الجدل والانفعالات التي دفعت امين عام حزب الحق الى الزعل وترك الاجتماع الاول، توصل الجميع الى بيان "خجول"، خالٍ من أي رؤى واضحة، غير أنه ركز على دعوة جميع الاطراف لوقف الحرب، وابداء الاستعداد لتقديم العون في ذلك، الى جانب دعوة الشعب الى المساهمة في مساعدات الاغاثة المرسلة الى الاهالي التي شردتها الحرب. نص البيان الصادر عن المشترك: تتابع أحزاب اللقاء بقلق بالغ وألم عميق مجريات الحرب العبثية التي تدور رحاها في محافظة صعدة ومديرية حرف سفيان محافظة عمران والتي يستخدم فيها الطيران والصورايخ والمدفعية الثقيلة وتعنت من قبل الطرفين دون مراعاة الجوانب الإنسانية حيث أدت هذه الحرب الظالمة إلى سقوط مئات من الضحايا وآلاف الجرحى مدنين وعسكريين ودمرت المقدرات واستنزفت الاقتصاد الوطني وقضت على البنية التحتية في مناطق القتال وشردت عشرات الآلاف من شيوخ ونساء وأطفال من منازلهم التي دمرتها الحرب واضطرتهم إلى التشرد والضياع، وما يفاقم مأساة هؤلاء المنكوبين تعذر وصول المساعدات الإغاثية العاجلة وفرق الإغاثة المحلية والدولية ووسائل الإعلام مما يتهددهم بكارثة إنسانية مروعة بدأت أصداؤها تثير قلق المجتمع الدولي. إن أحزاب اللقاء المشترك ومن منطلق حرصها الوطني المسؤول تؤكد رفضها لنهج الحرب وثقافة الكراهية وهو ذات الموقف الذي عبرت عنه أحزاب اللقاء المشترك منذ بدء المشكلة منتصف عام 2004م عن رفضها للحرب واستخدام القوة والزج بالمؤسسة العسكرية في الصراعات الداخلية، وطالبت بحل المشكلة جذريا من خلال تفعيل مؤسسات الدولة وفي الإطار الوطني وما ينزع فتيل الأزمة ويعالج آثارها ويحول دون تجدد الحروب وأسهمت في معظم لجان الوساطة إيمانا منها بأن حل هذه المشكلة المتفاقمة لا يتم بغير الحوار. كما أيدت أحزاب اللقاء المشترك إعلان رئيس الجمهورية في 17يوليو 2008م بوقف الحرب وتأكيده على أنها لن تعود إلا أن الجميع فوجئ بتجددها هذه المرة وبصورة عنيفة للمرة السادسة من قبل السلطة التي دأبت على التفرد بكل شؤون الوطن وقضاياها لحساباته الآنية الضيقة وبما يعرض الوطن وأمنه واستقراره ووحدته الوطنية لأفدح الأضرار وإخراج هذه القضية من إطارها الوطني إلى التجاذبات الإقليمية والدولية. وفي هذا السياق يؤكد اللقاء المشترك على الآتي: أولاً : دعوة كافة أطراف القتال إلى الوقف الفوري للاقتتال ونبذ العنف لأنه لا يمثل حلا وإنما يزيد من حدة التوترات وسفك الدماء وتعقيد المشكلة. ثانيا: يؤكد المشترك على ضرورة السماح لفرق الإغاثة المحلية والدولية للوصول إلى المناطق المتضررة والمنكوبة ومساعدة النازحين والمشردين بالعودة إلى قراهم ومنازلهم وإيواء من دمرت منازلهم وتقديم كافة التسهيلات لهم كما يدعو الشعب اليمني الكريم بالمساهمة بتسيير قوافل الإغاثة تصل مباشرة إلى النازحين والمشردين جراء هذه الحرب. ثالثا: يؤكد المشترك استعداده للمشاركة في أي جهد وطني يعمل على حل هذه المشكلة. صادر عن المجلس الأعلى لأحزاب اللقاء المشترك - صنعاء 22 أغسطس 2009م.