رغم إن فشل قناة اليمن الفضائية في أداء رسالتها يبدو واضحا طوال العام إلا انه يأتي أكثر وضوحا في شهر رمضان المبارك وخاصة في هذا العام, حيث فاحت رائحة الفشل ومعها روائح أخرى تتعلق بالفساد المالي والإداري الذي يفسر ذلك الإخفاق. ويبدو أن الميزانية الكبيرة المرصودة لإنتاج برامج رمضان تجعل لعاب الجميع يسيل, فتضعف النفوس, وتتلاشى قدرة البعض على مقاومة إغراءات (المال السايب), ابتداءً بالمؤسسة العامة اليمنية للإذاعة والتلفزيون (عقود إنتاج الدراما المحلية والبرامج الجماهيرية الكبيرة)، وحق (ابن هادي) لتمرير تلك العقود, وانتهاءً بإدارة الإنتاج والإخراج في قناة اليمن. وللتدليل على ذلك دعونا نستعرض ما يلي: إنتاج درامي هزيل وسخيف (وبملايين الريالات), يرافقه بيع وشراء في المساحات الإعلانية والتوكيلات الخاصة بذلك!!!! وباستثناء مسلسل (أشواق وأشواك)الذي نال استحسان بعض المشاهدين, فان بقية النتاج الدرامي مجرد تهريج، سقط فيه المخرج سمير العفيف سقوطا مروعا في (علاجك عندي) باستثناء إبداعات (محمد الاضرعي). وهذا أولاً , أما ثانيا: فقد سمعنا مؤخرا خبر استقالة مدير عام المؤسسة, وعندما سألنا عن السبب, قالوا انه غير راض عن تدخل الوزير في كل صغيرة وكبيرة!! فسألنا: ولماذا يتدخل الوزير؟ قالوا: لأنه لاحظ المستوى الهابط في البرامج الرمضانية، فتساءل عن الأموال التي رصدت لإنتاج تلك البرامج والمسلسلات، كيف يتم صرفها دون الاهتمام بجودة الإنتاج!!! ويبدو إن الوزير حمل المؤسسة مسؤولية ذلك, خاصة بعد اكتشاف جرائم نصب واحتيال في برنامج (المضمار), الأمر الذي دعا إلى توقيف المذيع (عبد الرحمن العابد) وتكليف (محمد المحمدي) بدلا عنه.. لكننا علمنا رفضه للعمل بديلا عن "العابد" الذي قيل أن لجنة تحقيق قد شكلت للبحث في أمر تذاكر الجمهور وبطائق السحب على جوائز مالية كبيرة, إضافة إلى العقد المبرم بين المؤسسة ومكتب إعلانات تابع للعابد، تولى بعض عمليات الإنتاج لبرنامج المضمار... وعموما يبدو إن توقيف العابد أسعد المذيعة (ليلى ربيع) التي طالما كانت تشكو أن العابد يضطهدها أثناء مشاركتها تقديم البرنامج, ولذا فقد بدت منطلقة وحيوية في الحلقتين الماضيتين بدون (العابد), ويقال أنها طلبت من رئيس قطاع التلفزيون تكليف (نادر أمين) وليس المحمدي المكلف من الوزير ومدير المؤسسة للمشاركة في تقديم البرنامج بدلا عن العابد. برنامج (شارك وشوف واربح ألوف) هو الآخر لم يبتعد عن دائرة فضائح التلفزيون, حيث علمنا أن لجنة تحقيق شكلها الوزير (حسن اللوزي) للتحقيق في الاتفاق الذي أبرمه (عبد الملك السماوي) مع الاتصالات حول تعرفة الاتصال للمشاركة في البرنامج (والتعرفة محسوبة على المشاهد), وما زلنا ننتظر نتائج التحقيق!!