في سابقة أولى تشهدها محافظة الضالع، اشتبك عدد من شباب الضالع بالأسلحة الخفيفة مع مجموعة كبيرة من قيادات الحراك الانفصالي ومرافقيهم، ممن كانوا يعقدون اجتماعاً بمنطقة "الحود" لما يسمى ب"مجلس قيادة الثورة"، ودارت رحى مواجهات ضارية كادت تزهق أرواح العشرات، لولا تدخل طرف ثالث من العقلاء الذين احتووا النزاع وحقنوا الدماء. وحدث الاشتباك مساء أمس الاثنين عندما كان شلال علي شائع، وعبده المعطري مع عدد آخر من عناصر الحراك يعقدون إجتماعاً في منطقة "الحود" بمدينة الضالع، وذلك لانتخاب قيادة (مجلس الثورة الجنوبي) بالحود. وبحسب مصادر خاصة لشبكة أخبار الجنوب، فإن فتيل المشكلة اشتعل على أثر مرور الشاب ميثاق علي العداشي بسيارته بالصدفة من أمام منزل العميد احمد علي مثنى- أحد قيادات الحراك- فتهجم عليه أفراد الحراك بالفاظ بذيئة، واتهموه وأصحابه بأنهم "جواسيس وعملاء للنظام"، بسبب مرورهم بجوار البيت الذي تعقد فيه قيادات الحراك اجتماعها.. وقاموا بتهديد الشاب، وإطلاق الرصاص على السيارة التي كان يقودها ميثاق العداشي، فأصابوها بأضرار. وتقول المصادر: أن الشاب "ميثاق" ومرافقيه في السيارة، توجهوا في الحال إلى أصحابهم، وأحضروا معهم مجموعة مسلحة، وعادوا إلى مكان انعقاد الاجتماع، واشتبكوا مع مسلحي الحراك، الذين لاذوا بالفرار إلى داخل منزل العميد أحمد علي مثنى، ليتبادلوا إطلاق الرصاص من النوافذ. وتشير المصادر إلى أنه بعد مضي وقت ليس بالقصير من الحصار الذي ضربه شباب الضالع على قادة الحراك وحراساتهم، وصل مكان المواجهة عدد من العقلاء- ممن يعتقد أن شلال شايع وأصحابه استنجدوا بهم- فتدخلوا، وقاموا باحتواء الأوضاع بعد أن أملى شباب الضالع الوحدويين شروطهم، والتي قضت بأن يغادر شلال علي شائع ومن معه من قيادات الحراك منطقة "الحود" فوراً، ويتعهدوا بعدم إقامة أي فعاليات أو انتخابات انفصالية في المنطقة. وقد وافقت قيادات الحراك على جميع الشروط مقابل أن يسمح لها شباب الضالع بالخروج سالمة، وغادر شلال علي شايع ومن معه مكان الاجتماع، وفشلت عملية الانتخابات التي كان شلال قد حضر لها مسبقا، ولم يكن يتوقع شيئاً مما حدث، ليعود همج التشطير أدراجهم يجرون أذيال هزيمة نكراء، بعد أن لقنهم الشباب الضالعي الوحدوي درساً في الرجولة. هذا ولم يكتفِ شباب الضالع بخروج قادة الحراك أذلة مدحورين، بل قاموا بتسجيل بلاغ رسمي لدى إدارة أمن الضالع بالاعتداء المسلح الذي تعرضوا له، وقامت الجهات الأمنية باستدعاء المتسببين في إحداث الشغب للتحقيق معهم.