شهدت جبهات المواجهة مع قوات التمرد خلال ساعات مساء أمس ونهار الجمعة يوماً دامياً، لم يعرف له مثيلاً، تراكمت فيه جثث القتلى فوق بعضها، لتشق وحدات الجيش طريقها، في اجتياح واسع النطاق شمل العديد من المناطق التي يتحصن فيها المتمردون، في الوقت الذي تواصلت عمليات استسلام عناصر التمرد على نحو غير مسبوق. وافادت مصادر "نبأ نيوز": أن وحدات الجيش اجتاحت بعد منتصف ليل أمس منطقتي "آل عقاب"، و"المقاش" الكائنتان بمحيط مدينة صعدة، والتي كانت وحدة من القوات الخاصة تحاصر فلولاً للمتمردين فيهما منذ مساء الخميس، وتم خلال معارك طاحنة استمرت حتى ظهر اليوم قتل العشرات من عناصر التمرد، واعتقال أكثر من (20) عنصراً آخرين- بينهم عدداً من المصابين- وتوغلت قوات الجيش في عمق المنطقين، حيث تقوم منذ العصر بعمليات تطهير واسعة لجيوب التمرد. وفي جبهة "دماج"، قامت وحدات عسكرية ومعها قوات شعبية من أبناء المنطقة بدحر محاولة هجوم ثانية- عقب محاولة أمس الفاشلة- حشد لها المتمردون جموعاً غفيرة في محاولة للاستيلاء على المنطقة، شهدتها ساعات الصباح الاولى، غير أنهم فوجئوا بالوقوع في الكمائن، حيث سقط خلال المواجهات ما يقارب (35) قتيلاً من المتمردين، وتم اعتقال (7) آخرين، فيما لاذت بقية العناصر بالفرار. وفيما بسطت القوات المسلحة منذ أمس سيطرتها الكاملة على "مفرق ذويب" و"المنزالة"، وشقت طريقها باتجاه "الملاحيظ"، فإنها واصلت اليوم اجتياحها، متجاوزة "جبل الجنائز" نحو "الملاحيظ" التي دارت في أجزائها الجنوبية معاركاً ضارية، دفع خلالها المتمردون بحشود كبيرة من المقاتلين، لتشهد ساحة المعركة حصاداً كبيراً للمتمردين سقط خلاله ما لايقل عن (50) قتيلاً، ظلت جثثهم في الميدان، وقد انتشلت القوات المسلحة أثناء تقدمها (4) عناصر من بين القتلى، كانوا مازالوا على قيد الحياة، وتم اسعافهم الى وحدة الميدان الطبية المتقدمة. وفي جبهة حرف سفيان، فإن الجيش واصل التقدم بعدة اتجاهات نحو مناطق "كولة الحيرة"، و"مران"، و"ضحيان"، و"بني معاذ"، فيما واصلت فلول التمرد تقهقرها أمام شجاعة افراد القوات المسلحة الذين يخوضون المعارك بعزيمة وشراسة منقطة النظير.. في نفس الوقت الذي تناوبت القوات الجوية وسلاح المدفعية على دك معاقل المتمردين في مختلف المناطق، لتمهد لتقدم القوات المسلحة أولاً بأول. وتؤكد المصادر أن الخسائر البشرية التي تكبدها المتمردون خلال ال48 ساعة الماضية لم يعرف لها الحوثيون نظيراً، مشيرة إلى أن مباحثات جرت بين قيادة القوات المسلحة ومنظمتي "الهلال الأحمر" و"الصليب الأحمر" حول جثث عناصر التمرد المنتشرة في كل الأرجاء، والتي تعفنت وأصبحت روائحها لا تطاق، وسط قلق لدى جميع الأطراف من أن تتسبب تلك الجثث بأوبئة صحية، إن لم يتم معالجتها كيميائياً ودفنها.. إذ أن المشكلة القائمة هي أن قيادات التمرد تمنع عناصرها من انتشال جثث القتلى من رفاقهم لتفادي الانشغال بهم، في نفس الوقت الذي تمنع المنظمات الطبية الدولية من الوصول الى هذه المناطق وتولي الأمر، حيث ما زالت تحتجز (15) متطوعاً من العاملين في إحدى منظمات الاغاثة، وتزرع الطرق بالألغام لمنع سياراتها من المرور وتقديم مساعدات الاغاثة الغذائية والطبية.