شاع في هونغ كونغ أخيرا ممارسة جديدة تسمى «المواعدة المجزية» تلجأ إليها الفتيات المراهقات لكسب المال بغرض التسوق. ويرى خبراء قانونيون أن الممارسة ليست سوى دعارة «مقنعة» في مدينة تصنف فيها الدعارة كعمل غير مشروع، بحسب تقرير لشبكة «سي ان ان». ونقل التقرير عن ستيفين هونغ، من شركة بانغوان أن شوي للمحاماة، قوله إن «القانون يمنع الإغراء لأغراض غير أخلاقية». والتقت «سي ان ان»، إحداهن رفضت كشف هويتها سوى كنيتها زي (19 عاماً) وبدأت بتجربة «المواعدة المجزية» في سن 16 عاماً، وتحدثت على أمل أن تحول تجربتها دون وقوع المزيد من فتيات جيلها في الشرك ذاته. ودفعت غيرة زي من زميلاتها في الصف اللواتي يرتدين أحدث الصيحات من أزياء ومجوهرات من أموال «المواعدة المجزية» لتقتحم بدورها هذا العالم، بعد أن دلتها صديقتها على منتديات المناقشة «الشات» في الإنترنت، حيث عادة ما يلتقين بالزبائن. وانضمت بذلك زي إلى مجموعة «المواعدة المجزية» التي تنامى انتشارها بين مراهقات هونغ كونغ خلال العامين الماضيين، وتتضمن مواعدة شخص ما نظير أتعاب، وغالباً ما يشمل اللقاء ممارسة الجنس. وقالت: «زبوني الأول كان رجلا عاديا في الأربعينات، كنت مرتعبة بعض الشيء، وفي الوقت ذاته، كنت على يقين بأنها وسيلتي الوحيدة لكسب المال.. مارسنا الجنس ودفع وغادر.. اعتقدت أنها حقاً وسيلة سهلة لجمع المال». وأقرت بالمخاطر المميتة التي قد تحملها تلك المهنة، خاصة بعد أن لقيت فتاة، 16 عاماً، مصرعها في احد لقاءات «المواعدة المجزية» حيث ذهبت لملاقاة الزبون في شقته، إلا أنه قام بقتل المراهقة وتقطيع أوصالها والتخلص منها بإلقائها في المرحاض. وقضت محكمة بالسجن المؤبد على الزبون تينغ كاي-تاي. وأضافت زي «أحياناً أشعر بالعار وأتساءل لماذا أفعل هذا بنفسي، إلا أن ذلك الإحساس بالذنب لا يدوم طويلاً إذ يتلاشى مع حاجتي لشراء شيء ما.. وأقول لنفسي باستطاعتي الإقلاع عن ذلك متى شئت». وخالف الاختصاصي الاجتماعي شوي تاك-شوي، ذلك الرأي، قائلاً إن معظم من يمتهن «المواعدة المجزية» لا ينظرن إلى أنفسهن كعاملات جنس. واشار الى انهن «لا يعتقدن ذلك لأسباب عدة: الاعتقاد بأنهن يستطعن التحرر في أي وقت.. يؤمنّ بأنهن في موقع قوي يتيح لهن ممارسة الجنس أو رفضه.. لذلك يرين أنهن يختلفن تماماً عن بائعات الهوى»، لافتا إلى تنامي الظاهرة رغم الفشل في تحديد حجمها نظراً لأنها ممارسة سرية، ومؤكداً أن معظم من يلجأن إليها لسن من عائلات فقيرة. وقالت فتاة عمرها 14 عاماً، إنها لجأت الى «المواعدة المجزية» لشراء هاتف محمول جديد عوضاً عن هاتفها الذي فقدته، واضطرت لمواعدة أخرى لتغطية تكلفته.