كشفت مصادر "نبأ نيوز" عن بدء تحضيرات مكثفة في أوساط انفصاليي الخارج لتشكيل تنظيم جديد، يخطط علي سالم البيض من خلاله لسحب البساط من تحت أقدام "تجمع تاج" و"هيئة بريطانيا"، وبقية المكونات الأخرى بالخارج، والذي يأتي متزامناً مع تحضيرات أخرى لإنشاء مؤسسة مالية باسم أبناء الجنوب- ومقرها سويسرا- تعمل على تأميم جميع موارد حراك الداخل والخارج. وأفادت المصادر: أن "البيض" أوكل لمدير مكتبه الدكتور صالح حسين، الذي يقيم معه في ألمانيا، مهمة التحضير للتجمع الجديد، والذي بدوره باشر تحركات مكثفة، وجولات مكوكية في عدد من المدن البريطانية، عقد خلالها اللقاءات مع ناشطي الحراك في الخارج، فيما تولى "البيض" على عاتقه شخصياً التواصل مع العناصر الجنوبية النشطة المقيمة في بريطانيا، وأغلبها من العناصر الشبابية، وحثها على تسهيل مهمة مدير مكتبه، مؤكداً لها حرصه على أن تتشكل قيادات التجمع الجديد من الشباب ذوي الكفاءات العلمية المقيمين في بريطانيا. وتؤكد المصادر: أن هذه الخطوة تأتي في سياق الحرب التي يشنها "البيض" على تجمع "تاج"، وضمن مخطط اجتثاث جميع المكونات الأساس التي أشعلت الشرارات الأولى للحراك الانفصالي، في الداخل والخارج، على طريق إعادة تشكيل هياكل الحزب الاشتراكي، مشيرة إلى أن "البيض" يسعى إلى جانب سحب البساط من تحت أقدام "تاج" إلى تعويض فشله في احتواء حراك الخارج، من خلال إنشاء كيان جديد مماثل لصيغة المجلس الأعلى لقيادة الثورة"، يستقطب لقيادته- بالترغيب والترهيب- عدداً من أبرز الناشطين في "تاج" و"هيئة بريطانيا" وغيرها من المكونات، ليتظاهر أمام الرأي العام بأنه وحد حراك الخارج.. وفيما ترجح المصادر أن يتم الإعلان عن التنظيم الجديد في الثلاثين من نوفمبر القادم، فإنها تشير أيضاً إلى أن "البيض" كلف عبد الناصر الجعري- مدير قناة عدن- بالترويج الإعلامي وتهيئة الأجواء في الداخل لاستيعاب مشروعه، وانتهاز فرصة حجب العديد من الصحف والمواقع الجنوبية التي من كان من شأنها فضح خفايا التجمع الجديد وأهدافه الحقيقية. وتؤكد: أن من أهم خفايا التنظيم أو التجمع الجديد هو أن "البيض" سينتزع من خلاله الزعامة على جميع مكونات حراك الخارج، "رغماً عن أنف كل القوى الجنوبية الرافضة لزعامته".. كما سيكون هذا التجمع هو المظلة التي سيؤمم من خلالها جميع موارد الحراك في الداخل والخارج من خلال إنشاء مؤسسة مالية مركزية لإدارة تمويلات الحراك. فقد كشفت مصادر "نبأ نيوز" أن الإعلان عن التجمع الجديد سيرافقه أيضاً الإعلان عن المؤسسة المالية التي ستجعل "البيض" متحكماً وحيداً بهذه الأموال، وتمنحه الفرصة لفرض الحصار المالي على من شاء، واستقطاب من يريد، وابتزاز مواقف الجميع- خاصة التحالف المناويء له في الداخل (مجلس باعوم، وهيئة النوبة، واتحاد شباب الجنوب).. إذ أن المؤسسة المالية سيكون لها التأثير الأول في توجيه اللعبة السياسية خارجيا وداخليا.. وكشفت المصادر: أن "علي عامر"- محاسب قانوني، وهو جنوبي حضرمي، ومن المقربين للبيض- يعمل ومنذ وقت ليس بالقصير من أجل إنشاء هذه المؤسسة المالية، حيث قام مؤخراً، وبتكليف مباشر من "البيض" وبعض قيادات الخارج المتفقة معه، بعدد من الزيارات الى بعض البلدان العربية والأوربية من اجل التنسيق بهذا الصدد، ومعرفة رأي هذه القيادات، ومناقشتها حول النسب التي يمكن أن تحصل عليها من إيرادات المؤسسة المالية المزمع تأسيسها فيما لو أبدت قبولها بفكرة التجمع الجديد.. منوهة إلى أن اختيار "البيض" لسويسرا ليكون مقر المؤسسة فيها هو كي تكون بعيدة عن أعين من يسميهم ب(الحرس القديم للحراك)- ويقصد "تاج" وآخرين. وقد تردد في الأوساط الانفصالية بالخارج أن رئيس الهيئة الوطنية في شفيلد عبد الله علي- الذي كان رئيساً لشركة طيران (اليمدا) والشهير بفضيحة سرقة أموالها والهروب للخارج، أثارت حفيظته أنباء قيام قيادات جنوبية بإبرام صفقات على خلفية تبني الحشد للتجمع الجديد، فهرول الأسبوع قبل الماضي لزيارة البيض، وتقديم فروض الولاء والطاعة، والتفاوض على حصته من هذه الصفقات. ونوهت المصادر إلى أن المذكور سبق له أن هدد في أحد المقايل بأنه لن يسمح بأن تخرج "هيئة بريطانيا" من المولد بلا حمص، الأمر الذي أجج الخلافات بين قيادات الهيئة، الذين تراشقوا بالشتائم وكادوا يشتبكون مع بعضهم، ودفع بنائب رئيس الهيئة "علي بن هرهرة" إلى الاعتكاف في بيته، ومقاطعة اجتماعات الهيئة بحجة أن رئيسها يريد أن ينحرف بمسارها مقابل حفنة من المال.. لا شك أن الأيام القادمة حبلى بالأحداث والتطورات الأكثر خطورة، فمحاولة "البيض" تأميم موارد الحراك حتماً ستفجر صخباً كبيراً.. فهذه الطوابير الانفصالية لم تدخل ماراثون الحراك إلاّ من أجل المال.. ومتى ما دخل المال والمناصب بينها سلت سكاكينها لتذبح بعضها في الشوارع، فلا أحد مثلها يحترف ثقافة المجازر.. ولا أحد أرخص منها أيضاً في أسواق المال..