دائماً نحن سباقون إلى اكتشاف الأشياء قبل وقوعها، ودائما مخزوننا الثقافي والحضاري يختزن في جوفه الكثير من القصص والحكايات التاريخية منها الجدية ومنها الهزلية.. فقبل عشرات السنين اخترع في اليمن مرض اسمه "المس من الجان" والعياذ بالله من الشيطان الرجيم، وكان صاحب الاختراع العظيم كبير المشعوذين في العالم الإمام المقبور احمد حميد الدين عندما ادعى إن الجن قد تمردوا عليه وأعلنوا عصيانهم المدني وطالب الشعب العظيم إأن "يتقطرن" بقطران الإبل ليقي نفسه من شر الجن حتى يتم السيطرة عليهم من قبل مولانا أمير المؤمنين الناصر لدين الله ملك المملكة المتوكلية اليمنية. فصدقه الشعب المغلوب على أمره وأصبح متقطرن بقطران الإبل، وكان أول المقطرنين وزير الإمام الأول وكبير حراسة فتبعهم الشعب الغلبان وهو لايعلم من الأمر شيء. وكان الإمام مزهواً فرحاً بما يراه من غباء مطلق يسيطر على شعبة الأمي الغير مستنير فكان يفاخر فيما قام به أمام الأحرار الذين كانوا يطالبونه بالإصلاح ويدافعون بقولهم: إن الشعب اليمني أصبح أكثر إدراكا للحرية والتطور، وكان هدفهم تخويف الإمام ودفعة إلى الإصلاحات الداخلية، ولكن ملك الإنس والجن احمد ياجناه انقلب عليهم وادعي أن حلقة تحكمه بالجن قد انفرط من يده وهو يخطط لإفشال دعوة الأحرار. وها نحن اليوم أمام أسطورة، ولكنها عالمية وليست يمنية محلية، فقد تعلم العالم من علومنا اليمنية المبتكرة وسرقوا اختراعاتنا بسبب عدم تسجيلنا لبراءة الاختراع لدى المنظمات الدولية، ولهذا نسمع اليوم إن إحدى الشركات العالمية المنتجة للأدوية أطلقت إشاعة مرض أنفلونزا الخنازير فصدقها العام وتدافعت الدول لصرف المليارات من الدولارات لشراء الحقن المضادة لهذا الفيروس مع إن هذا الفيروس هو نوع من أنواع الفيروسات المنتشرة في العالم وهناك فيروسات اخطر منه وأكثر فتكاً. وكانت شركات الأدوية قد أطلقت قبل هذا إشاعات بأمراض كثيرة ومنها (جنون البقر، وأنفلونزا الطيور، وأنفلونزا الدجاج، حتى وصلت إلى أنفلونزا الخنازير). وأنا هنا لا اقلل من هذا الخطر والوبائي بل أدعو الجميع للأخذ بالوقاية الصحية وهي خير علاج، فهناك في محافظة تعز فيروس "حمى الضنك" القاتلة اخطر من أنفلونزا الخنازير ولكن وزارة الصحة لم تعر لهذا الفيروس أي اهتمام رغم نداءات المواطنين ومجلس النواب العاجز عن تحريك أي كرسي لأعضائه لا ندري لماذا الإهمال ولماذا لاتنظر وزارة الصحة إلى السلبيات الكثيرة في وزارتها ومكاتبها في المحافظات، فحمى الضنك- حسب رؤيتي الشخصية- لا تحظى باهتمام المنظمات الدولية التي من الممكن أن تدر على وزارة الصحة الكثير من الفوائد المالية والتي بدورها قد تحسن من وضع المسئولين في وزارة الصحة المالية كما هو حاصل مع أنفلونزا الخنازير. محافظة تعز استهدفت كثيراً، ففيها سوء الإدارة والتسيب المالي والإداري وانتشار الفساد والأوبئة والأمراض الفتاكة والقاتلة وفيها سلطة قوية للمتنفذين على المواطنين أجهزة السلطة المحلية اغلبها مسخرة لخدمة أهداف ومصالح المتنفذين في المحافظة الغالبية منهم يستخدمون سلطاتهم من اجل الإضرار بالمواطن حيث يجد كل أجهزة السلطة المحلية في خدمته وتحت إمرته من شرطة وبلدية وقضاء ............... الخ، حتى المجال التربوي لم يسلم من هؤلاء.. وهذا ما اشتكي منه مدير مكتب التربية والتعليم في المحافظة الدكتور مهدي عبد السلام في مقابلة صحفية نشرتها "نبأ نيوز" حين قال: (تواجهنا مشكلة كبيرة جدا بتعز فعندما تفكر في تغيير الإدارة المدرسية تحتاج إلى تجهيز قناعات وأطقم عسكرية لإنجاح مهمتك- للأسف..!) هذا يحصل في محافظة تعز، وفي مدينة تعز التي نقول عنها إنها مدينة الثقافة اليمنية للأسف الشديد عدوى البلطجة ووباء المتنفذين سيطر على هذه المحافظة ومديرياتها المتعددة والمترامية الأطراف في ظل غياب القانون والعقاب الجزائي وإلا ما هو تفسيركم لتدخلهم في المجال التربوي؟؟ وهنا يبرز أمامنا سؤال هام نتمنى من الإخوة في وزارة التربية والتعليم أن يجيبوا عنه والسؤال هو: من يقوم بعملية الغش في الامتحانات المشهورة في محافظة تعز، أوليس هم المتنفذين في السلطة المحلية من مشايخ ومسئولين حزبيين وغير حزبيين حتى وصل الأمر بهم إلى دخول قاعات الامتحانات والتوجيه المباشر للمراقبين بمساعدة طلاب معينين!؟ للأسف الشديد نجد إن الكثير من العناصر المريضة في التربية هم من يقودون عملية الغش في الامتحانات في محافظات تعز تلبية لتوجيهات المتنفذين في السلطة المحلية، وهؤلاء ينقسمون إلى قسمين: قسم يقوم بقيادة عملية الغش في الاختبارات خوفاً من المتنفذين وتنفيذ أوامرهم، والقسم الأخر يبحث عن الثراء السريع ويجدها فرصة في الامتحانات لجباية ما يستطيع جبايته من أموال مدنسة وسلوك غير شريف لكسب هذا المال استناداً إلى ما يشاهده من توجيهات بالغش من قبل المتنفذين فيقول في نفسه: إذا كان رب البيت بالدفِ ضارباً فما شيمة أهل البيت إلا الرقصُ!!. نحن ضد الخروج على القانون، وضد دعاة التفرقة والتعصب المذهبي والحزبي ولمناطقي، وضد التكتلات وفي نفس الوقت نحن أيضاً ضد التسيب والتطرف الرسمي وضد الفساد والمفسدين والمتنفذين والمتمشيخين وخاصة منهم الجدد الذين ركبوا موجة المشيخ بموضاته الحديثة وأصبحوا يصولون ويجولون ممتطين الصوالين الجديدة والتي تم شرائها من الأموال العامة والخاصة المنهوبة من قبلهم!! وتحت مسمى المشيخ تم نهب الأموال العامة وأذية المواطنين والاستيلاء على مشاريع الخدمات الاجتماعية والتنموية في محافظة تعز نحن ضد تدخلاتهم في العمل التربوي يجب إبعادهم عن هذا المجال وبتر الأيادي الفاسدة والتي لو بقيت بهذا الزخم الذي نشاهده اليوم في محافظة تعز فثقوا أعزائي إن مخرجاتها من التعليم سوف يكون المزيد من الفساد المالي والإداري والخروج عن الثوابت الوطنية إلى الثوابت المادية وخدمات المصالح الشخصية لهذا وذاك!!؟ وربما تعدى الأمر إلى أبعد من ذلك، فالإستقطابات على قدم وساق في محافظة تعز، والشباب اليوم غير شباب الأمس، والتربية الوطنية شبة معدومة على نطاق واسع وشامل لكل محافظات ومديريات وقرى الجمهورية اليمنية بسبب جهل الكادر التعليمي نفسه بالوطنية ومعانيها الحقيقية ،وانجرار الغالبية العظمى منهم وراء الشعارات الحزبية, والمناطقية، والعصبية المذهبية والسلالية بدلاً من حرصهم على شعار الوطنية أولاً، فقد ابتعدوا كثيراً عن السلوك الوطني وخالفوا نصوص الدستور بهرولتهم وراء الأحزاب وترديد ماتملي عليهم أحزابهم من شعارات رخيصة. ولهذا يجب أن تنتبه وزارة التربية والتعليم ومن ورائها الحكومة للمدارس الحكومية والخاصة وإلزام الجميع بضرورة الالتزام بحصص التربية الوطنية وترديد النشيد الوطنية الصباحي وغرس حب الوحدة والثورة والنظام والقانون في نفوس، وعقول النشء الجديد فأنفلونزا الابتعاد عن الوطنية اخطر من أنفلونزا الخنازير. [email protected]